بين الوصاية والاستعباد

أنس زاهد

TT

لست من المعجبين ببرامج ما يسمى بتلفزيون الواقع، وعلى رأسها برنامج «ستار أكاديمي»، لكنني لا أؤيدها ولا أعارضها، ذلك أنني ضد مبدأ فرض الوصاية على عقول وأذواق الناس.

ليس هناك أحد مؤهل للعب هذا الدور، فعصر الوصاية على أذواق البشر انتهى، وعصر مراقبة تفكيرهم ولّى إلى غير رجعة مهما رفض الطامحون للسيطرة على حياة الناس، تصديق هذه الحقائق.

ستار أكاديمي مجرد برنامج تلفزيوني وليس جزءا من مؤامرة غربية تهدف إلى طمس هويتنا واقتلاع جذورنا والعبث بشخصيتنا، وإذا كان هناك من لا يعجبه البرنامج ويرى أنه يمثل تهديدا على شبابنا فعليه أولا أن يدرس أسباب إقبال الشباب على مشاهدته، وعليه ثانيا أن يعالج هذه الأسباب بدلا من مطالبة السلطات بإيقاف بث البرنامج الذي يحظى بكل هذه الجماهيرية.

من حق كل إنسان أن يعجب أو لا يعجب بما يشاء، ومن حق أي إنسان أن يبدي رأيه حيال أي شيء وكل شيء، لكن ليس من حق أحد أن يدعو إلى حظر ما لا يعجبه بغرض فرض وصاية ما على الناس، وكأن هؤلاء الناس مجموعة من القاصرين.

الوصاية على تفكير وأذواق الناس هي محاولة صريحة لاستعبادهم.