«حارة برجوان» مسلسل يهدف إلى نصح الآباء بعدم الجمع بين الزوجات

600 ألف دولار تكلفة تصوير 15 حلقة إنتاجها سعودي وتصور بين مصر ولبنان

TT

يتناول مسلسل «حارة برجوان» حكاية الحاج سيد الذي يعيش مع زوجاته الثلاث في بيت واحد، ويعامل اولاده بقسوة وشدة، انطلاقاً من افكاره الرجعية مما يتسبب بصراعات بين الابناء. اما الاخراج فقد نفذه احمد صقر، والمسلسل للكاتب اسماعيل ولي الدين، والانتاج لشركة الرموز السعودية، ويتم التصوير بين مصر ولبنان. واوضحت معالجة القصة وواضعة السيناريو والحوار الممثلة سميرة محسن لـ«الشرق الأوسط» أن المسلسل يتضمن رسالة موجهة الى الآباء، مفادها بأنه يجب عدم الجمع بين الزوجات، لما لذلك من آثار سلبية على نفسيات اولادهم. ونفت سميرة محسن ان يكون هناك اي تشابه بين المسلسل وبين فيلم سبق ان قدمته نبيلة عبيد تحت نفس الاسم «لأن الفيلم تمحور حول الخادمة زينات بينما في المسلسل البطولة مشتركة بين اسرة الحاج سيد وزينات مما سيزيل اي احتمال لاجراء مقارنة بين العملين». وتحدثت سميرة محسن عن الشخصية التي تلعبها فقالت «سكينة هي الزوجة الاولى للحاج التي لم تنجب له اولاداً لذلك تزوج بأخرى، لكنها تظل سيدة المنزل مما يتسبب بصراعات بينها وبين ضرتها». والمميز في سكينة «شخصيتها القوية التي تجمع بين القسوة والرومانسية، اضافة الى حبها لاولاد زوجها كأنهم اولادها».

وتؤدي ندى بسيوني دور الخادمة زينات التي تواجه مشاكل عدة في حياتها مما يظهر طاقاتها التمثيلية، لما يتضمنه هذا الدور من تنوع وغنى في الشخصية الدرامية الغنية بالمشاعر. واعترضت ندى بسيوني على المقارنة بينها وبين نبيلة عبيد «لأن هناك اختلافات جذرية بين طبيعة الشخصيتين، خصوصاً في علاقة زينات مع الحاج، ففي الفيلم يتزوجها، اما في المسلسل لا يحصل ذلك، اضافة الى ان الرقابة التلفزيونية تفرض اموراً غير موجودة في السينما». ورغم ان ندى سبق ان قدمت ادوار الفتاة الفقيرة بنت البلد، لكنها اعتبرت ان دور زينات مختلف عما سبقه «فالشخصية لن تتطور بل ستظل كما هي على امتداد الحلقات» ومع ذلك لم تحتج بسيوني الى درس الشخصية «انا من المدرسة التي تعتمد الاحساس الصادق للوصول الى النتيجة المرجوة في التمثيل، وبالنسبة الى دور الخادمة استعنت بالمعلومات التي اختزنها من مشاهدتي اليومية للخادمات في البيوت واضفت اليها تفاصيل صغيرة، لتتميز زينات عن غيرها من الخادمات سواء في طريقة اللبس او الكلام، فالتفاصيل الصغيرة برأيي هي التي تميز الممثل عن غيره».

ويؤدي احمد خليل دور الحاج سيد، الرجل العصامي صاحب مصنع النسيج المتزوج من 3 نساء، ويعتني بخادمته التي تركها والدها امانة في عنقه، ورغم حزمه وصرامته يملك كماً كبيراً من الحنان الدفين الذي يرفض اظهاره. والسبب في نظر خليل «ان حياة الرجل العصامي تغلب عليها الناحية العملية وتفرض عليه كبت عواطفه ليتقدم الى الامام». وقال خليل انه وجد في العمل في لبنان تجربة غنية تسمح بتبادل الخبرات بين اللبنانيين والمصريين لأن «الفن يجمع الشعوب». وفي ما عدا ذلك لا تقدم الشخصية اي جديد سوى في طريقة الاداء والتقديم. ورفض خليل الاعتماد على الموهبة وحدها في رسم الشخصيات من دون ان تدعمها الخبرات والعلاقات الانسانية «فالمهم ان يدرس الفنان ما وراء سطور الشخصية ليكوّن فكرة عن تصرفاتها وطريقة لبسها وردات فعلها، لكن من دون شك تسمح لنا خبرتنا في الحياة باختزان صور للشخصيات التي نقابلها لنستخدمها في ما بعد».

ويلعب سامي العدل دور مدحت رئيس العمال في مصنع الحاج وهو الرجل الذي يضحك على زينات وينجب منها ليرفض في ما بعد الاعتراف بزواجه او بابنه، كما انه باختصار سبب كل البلاء الذي يحل بأبطال المسلسل. وعن سبب غلبة الادوار الشريرة على الشخصيات التي يقدمها، اوضح العدل «ظهرت في فترة بدأ فيها اشرار الشاشة كفريد شوقي وعادل ادهم بتغيير جلودهم واعتماد ادوار مختلفة، فيما آخرون توفوا وتركوا الساحة مما فتح امامي المجال لاداء هذه النوعية من الادوار». ومع ان العدل يشدد على ان مؤديي ادوار الشر هم في الحقيقة اطيب الناس قلباً، الا انه اخذ اخيراً يغير في نوعية الادوار التي يقدمها ويلجأ الى الكوميديا والسبب ان «الممثل بعد النضوج تصبح لديه ثقة في نفسه وادائه، خصوصاً انني وصلت الى مرحلة استطيع فيها ان افرض رأيي على اعتبار انني منتج وممثل ولا يتعبني حالياً سوى مجاملات الاصدقاء».

تؤدي نشوى مصطفى دور فاطمة ابنة المعلم التي تعتبر امتداداً لسكينة لجهة قوة الشخصية، بشكل يخولها ان تكون الرأس المدبر لاوضاع البيت. ووجدت نشوى مصطفى في الدور «نقلة نوعية ابتعدت فيها عن ادوار الفتاة الطيبة، لأن الممثل يحتاج الى التغيير كي لا يراوح مكانه». واوضحت ان الشخصية احتاجت منها مجهوداً كبيراً لتحديد نبرة الصوت وتعبيراتها الحادة. فيما يلعب محمد الشقنقيري دور خالد، الابن الوحيد للمعلم الذي يعاني من قلة اكتراث والده وابعاده اياه عن المصنع وشؤونه، مما يجعله يفشل في الدراسة. وعندما ينجح في احدى السنوات، يسافر الى لبنان ويتعرف بالصدفة على شقيقته (تؤدي الدور كارول الحاج) التي انقطعت اخبارها عن والده منذ سنوات طويلة فيصر على اعادتها الى بيت العائلة، وهنا تحصل المشاكل بين افراد الاسرة.

ووجد الشقنقيري في شخصية خالد اختلافاً عن الشخصيات الطيبة الاخرى «لأن طيبته ايجابية تجعله يحاول تغيير الامور الى الاحسن لا ان يأخذ موقف المراقب الحيادي من دون ان يتدخل».

كذلك يلعب طارق لطفي لأول مرة في «حارة برجوان» دور شخصية حقيرة الى اقصى درجة هي شخصية احسان، الانسان الوصولي الذي يعتمد مبدأ «انا وبعدي الطوفان» ويقضي وقته باستغلال النساء والحصول على اموالهن ليحسن ظروف حياته.

وتحدث لطفي عن الشخصية فقال: «الدور مكتوب بشكل بسيط غير مباشر سيجعل المشاهد يحتار في حقيقته في البداية، لكنه لن يلبث ان يكتشفه فيكرهه».

ووافقه على ذلك احمد صيام الذي يلعب دور سليم، رئيس عمال المصنع الطيب القلب والامين على اموال المعلم، «فالممثل يقوم طوال الوقت بتخزين الشخصيات التي يقابلها في حياته بشكل لا ارادي ويختزنها ليستخدمها حين الحاجة، بينما الدراسة وحدها ستقيد الشخصية وسيفشل الممثل في تقديمها بطريقة عفوية».

وبالنسبة للانتاج اوضح المنتج انور حمد الله ان تكاليف المسلسل بلغت 600 الف دولار حتى الآن، وجرى تصوير جزء منه في مصر والباقي في مختلف المناطق اللبنانية. ومن المقرر ان تعرض حلقات المسلسل الـ15 على شاشة الـLBC الفضائية والارضية، واوضح حمد الله «هدفه ان لا يمل المشاهد من اطالة الحلقات فنعطيه 15 حلقة متماسكة تشده بتسلسلها افضل من ان نعطيه عدداً اكبر يصيبه بالملل».

=