الفنان راغب علامة: استثماراتي المالية لن تعيقني عن الفن

منزعج من هواة «الشماتة» ويكشف سر منافسته لعمرو دياب

TT

استطاع المطرب اللبناني راغب علامة، وعلى مدى ربع قرن تقريباً، احتلال مكانة لا يستهان بها على الساحة الفنية، فلقبه «سوبر ستار» لم يحد من طموحه والسعي دائماً نحو الأفضل مما شكل لديه استمرارية وتواصلا دائمين مع جمهوره.

غنى الحب فكان سيد الرومانسية بامتياز، ردد معه الآلاف من المعجبين «توأم روحي»، و«يا ريت فيي خبيها» و«قلبي عاشقها» فابتكر لغة خاصة بالعشاق حفظوها ظهراً عن قلب واستوحوا منها عبارات لقصص حب عاشوها.

اليوم برع راغب مرة جديدة في اثبات نجوميته على الساحة العربية عندما سار عكس التيار وطرح البوماً رومنسياً هو «الحب الكبير» لاقى صدى طيباً لدى الجمهور العربي واللبناني. «الشرق الأوسط» اتجهت الى راغب علامة الذي استطاع الحفاظ على نجوميته رغم غزو المطربين الجدد، وعن ذلك يقول «سر نجاحي يكمن في العمل الدؤوب، طبعاً مررت في حالات من الصعود واخرى من الثبات او الهبوط، الا ان هذه الاخيرة كانت تدفعني للقيام بالافضل، الامر الذي كان يفاجئ الناس». ويعتبر راغب ابن العائلة البيروتية البسيطة ان المعاناة التي عايشها في صغره ايقظت في داخله الوعي فايقن ان عليه ان يبقي قدميه على الارض مهما كانت الظروف... ولعل اليسر الذي ناله بعد حرمان زاد من ولعه في مساعدة الناس، ويقول «هذه النعمة التي حظيت بها جعلتني اعرف كيف اتصرف بأموالي ودائماً في المكان الصحيح». وبرأيه المساعدات المدرسية هي افضل من المالية اذ تؤسس جيلاً وفياً، يقول راغب «عمري لم انس من انا» مضيفاً «الشهرة لم تفقدني صوابي، صعدت السلم درجة درجة ما جعلني اتحلى دائماً بالسيطرة على نفسي!».

وراغب هو واحد من الفنانين القلائل الذين يتميزون بالحكمة، اذ استثمر ارباحه المادية في مجالات عدة غير الفن، كامتلاك مدرسة ومطعم... وغير ذلك «اردت ان اشارك عائلتي ايامي الحلوة فقمت بهذه الخطوات كي تبقى هي مستمرة حتى عندما اتوقف انا عن العمل».

وعن خوفه من الغد، يقول راغب: طبعاً فكل بداية لها نهاية، ولكني اضع دائماً نصب عيني القول المأثور: «اعمل لدنياك وكأنك تعيش ابداً ولآخرتك وكأنك تموت غداً». ويفضل راغب انصاف الامور. «لا احب التطرف بل اتطلع دائماً الى الافضل وارتقي الى الانفتاح الفكري لأتطور».

وعلى الساحة الفنية ينزعج من هواة «الشماتة» والبحث عن مصائب وزلات الآخرين ليتسلوا بها. لا يستبعد عمله في السياسة ولكن في ظروف واجواء غير التي نعيشها حالياً ويستطرد «افضل التفرغ للعمل الاجتماعي فأنا من هواته». وراغب غير مرتبط حالياً مع اي شركة انتاج فنية، بعدما اسس شركة خاصة به «لا احب الاحتكار لذلك قررت ان استقل وتعلمت درساً لن انساه من خلال تعاقدي مع شركة «عالم الفن» وهو ان اتمسك بحريتي الفنية خصوصاً وان الشركة المذكورة غدرت بي عندما لم تأت في العقد الذي وقعته معها على قضية احتكار الكليبات المصورة. ففوجئت بعد فترة بافتتاحها قناة تلفزيونية خاصة بها تمارس فيه الاحتكار لكليبات الفنانين العاملين معها».

ويؤمن راغب بضرورة وجود فريق عمل مع المطرب فيستشيره ويركن الى نصائحه. حيث يقول «القرار في النهاية لا يعود دائماً الي، بل هو نتيجة مشاركة حقيقية بيني وبين فريقي».

اما عن مشكلته مع المحطة اللبنانية للارسال والتي اتخذت منحى قانونياً في فترة ما، فقد انتهت بالصلح بين الطرفين، واكد راغب ان لا مانع لديه للاشتراك في برنامج من برامجها. الا ان لديه مأخذاً على برنامج «لمن يجرؤ فقط» لمقدمه طوني خليفة ومخرجه سيمون اسمر، اذ ينبغي حسب رأيه ان يحق لضيف الحلقة ملاحقة من يواجهه في الفقرة الاخيرة لاسيما اذا كان في الامر افتراء.

وعن اعادة تجربة «الديو» والتي سبق وقام بها مع اليسا، اعتبر راغب ان الامر وارد وبابه مفتوح امام اي صوت نسائي يجد لديه المواصفات اللازمة لاتمام الموضوع. واعتبر راغب ان الساحة الفنية حالياً تحتضن اشباه فنانين لا يجيدون اي عمل حتى الغناء وبأن التقنيات المتطورة ساهمت في تشجيع هذا النوع من الفن.

ولدى سؤاله عن المنافسة مع المطرب عمرو دياب، اوضح علامة انهما لا يتشابهان لا بالشكل ولا بالاسلوب، انما فقط بالنجومية ما يجعل التنافس فيما بينهما موجود كما هو الحال بين فنان وآخر ليس اكثر».

وراغب الذي يصف نفسه بالطفل الشرس والبريء والمشاغب، يعتبر ان القلق يسكنه حتى في اوقات النجاح وهو لا يستسلم لأي موقف يواجهه بل يتسلح بالامل والتفاؤل.

اما النصيحة التي يقدمها الى الجيل الجديد من الفنانين فهي الابتعاد عن الغرور والاتكال على انفسهم فقط.

وعن جديده يقول راغب إنه يستعد لتصوير اغنيتين جديدتين هما «الحب الكبير» و«صعبة تغيب عني» وربما يتعاون مع مخرج فرنسي واللبناني وسام سميْرة لتصويرها.