الممثلة المصرية الشابة سهير رجب تعيش حالة عميقة من الحزن الثنائي بعد رحيل الفنان أحمد زكي الذي اختارها قبل شهور لتلعب أمامه دور السندريللا سعاد حسني في فيلم العندليب.
كانت سهير تذهب كل صباح إلى مستشفى دار الفؤاد وتجلس أمام غرفة أحمد زكي، وتدعو الله أن ينعم عليه بالشفاء لعله يفيق ويخطفها على حصان الضوء، ويطير بها إلى قمة جبل الشهرة عبر سماء الأحلام، لكن أحلام السندريللا تبخرت برحيل العندليب، الشرق الاوسط التقت بالفنانة الشابة بعد وفاة أحمد زكي ، فكان هذا اللقاء:
* هل قمت بزيارته؟
ـ طبعا كنت أزوره يوميا في المستشفى.
* هل جلست معه؟
ـ للأسف لا، ففي المرة الأولى والثانية كان نائما بعد أن اخذ جرعة كبيرة من العلاج وكنت في زيارته قبل أيام قليلة وللأسف لم أقابله نظرا لأن حالته كانت حرجة كما قال الأطباء الذين كانوا يرفضون أن يرهق نفسه مع أحد.
* كيف رشحك للدور؟
ـ حضرت حفلة بمناسبة شفائه، وكان الأستاذ أحمد يتحدث عن تفاؤله بمشروع فيلم «حليم» وانه مصمم على تصويره بعون الله، وأثناء حديثه كنت أتابعه وأنصت لحديثه وانا اجلس على مائدة مجاورة وفجأة وجدته ينظر ناحيتي ثم قفز من مقعده واقترب مني سريعا وهو يشير إلي بقوة أصابت كل من حولي بالذهول قائلا: «هي دي سعاد حسني.. هي دي»، وطلب رقم هاتفي، وبعد ايام اتصل بي المخرج شريف عرفة واتفقت معه على تأدية الدور.
* وماذا عن موقفك من الفيلم؟
ـ لا أنكر انني حزينة وأشعر بالتشاؤم، وكنت أتمنى بصدق أن يعود أحمد زكي لعمله ومشاريعه وأن يتمكن من استكمال تصوير فيلم «حليم»، ولا يغلبه المرض اللعين، لكن الأعمار بيد الله.
* هل صورت مشاهدك معه في الفيلم؟
ـ لم ألتق بالفنان أحمد زكي غير مرة واحدة بعد أن وقعت عقد الفيلم، وللأسف لم أبدأ بتصوير مشاهدي فيه.
* وما الحوار الذي دار بينكما في هذه المرة؟
ـ حكى لي عن الدور وكسر حاجز الرهبة بيني وبينه وحدثني عن سعاد حسني لأنه كان من اكثر المقربين اليها، وبالفعل نصحني نصائح كثيرة وقال لي إنه يجب ألا أخاف منه أمام الكاميرا، وأكد لي أنه رأى فيّ صورة سعاد حسني بسبب التشابه الكبير بيننا وقال: «كنت قريبا جدا من سعاد حسني سينمائيا وتلفزيونيا وأعرف كيف أختار الفنانة التي يمكنها ان تقوم بدورها». وكانت الجلسة طويلة امتدت لساعات يسمعني وأسمعه يحكي عن سعاد حسني رحمها الله.
* وما السبب في تأجيل مشاهدك حتى الآن؟
ـ لأن الديكور الذي كان من المفترض أن تتم مشاهدي فيه لم يتم بناؤه، كما انهم كانوا يحاولون الانتهاء من تصوير المشاهد وفق برنامج محدد سلفا، وأنا لم ابدأ بعد لأنهم قالوا لي أنني سأكون مفاجأة الفيلم، وبالتالي كانوا يخططون لأن يتم تصوير مشاهدي بعيدا عن عيون الآخرين حتى لا تتسرب معلومات عن مضمون الدور، ولكني أخشى أن تكون المفاجأة هي انني لن أصور دوري من الأصل ويتم الاستغناء عن الشخصية وحذف دوري من الفيلم.
* هل أبلغك أحد بهذه الاحتمالات؟
ـ لم يبلغني أحد بشيء، ولا أعرف كيف ستتم معالجة هذا الموضوع.
* تقصدين..؟
ـ صمتت لحظة ثم قاطعتني قائلة: لا تكملي فأنا كنت أتمنى أن أقوم بالدور أمام الفنان الراحل أحمد زكي، وكنت أدعو الله أن يعود لنا، ولكن لا يمكن لأحد ان يضمن بقاءه على قيد الحياة لدقيقة واحدة، أنا لا أضمن حياتي، ولذلك أدعو له ولكل أمواتنا بالرحمة والمغفرة، وهذا لا يمنع انني مصدومة ومتأثرة لأن احمد زكي كان فارس الحظ السعيد الذي سيضعني على طريق النجومية، ولكن إرادة الله فوق كل اعتبار.
* هل بالفعل تم تقليص مشاهدك من تسعة مشاهد إلى خمسة فقط؟
ـ لا اعلم ولكن إذا حدث ذلك فأنا احترم رؤية المخرج.
* هل بالفعل تم إنجاز 80% من الفيلم، كما يقول المنتج؟
ـ سمعت أنه تم إنجاز أكثر من 90%.. لأن احمد زكي بدأ تصوير مشاهده منذ الـ 18 يناير (كانون الثاني) الماضي وكنا نقوم بالتصوير ليلا نهارا وبمعدلات جيدة.
* هل حضرت أيام التصوير؟
ـ حضرت يومين، ولكن لم يكن لي مشاهد. ذهبت لأبارك بمناسبة بدء التصوير، ولم يسمح لي بالحضور أثناء التصوير ولا لأي شخص آخر، بناء على رغبة الفنان أحمد زكي الذي كان يتكتم على كل التفاصيل.
* هل لديك أعمال جديدة غير فيلم «حليم»؟
ـ لدي عروض جديدة، فبعد ترشيح النجم احمد زكي لي في دور سعاد حسني صالحني الحظ، وكان الدور «وجه السعد» عليّ، وتم ترشيحي للعديد من الأعمال.
* وما هي هذه الأعمال؟
ـ رشحني يوسف منصور لبطولة فيلم «تانغو تانغو»، الذي سوف يشاركني فيه البطولة، والفيلم سيناريو وإنتاج يوسف منصور، لكنه لم يتقرر بعد من سيقوم بإخراجه حتى الآن، ولم يتم بعد ترشيح بقية الممثلين.
* وماذا يشغلك في عمل لم تكتمل مراحل الاستعداد الأساسية لتنفيذه؟
ـ أنا التي طلبت منه الانتظار حتى أنتهي من دوري مع احمد زكي.
* لماذا قبلت الدور؟
ـ أهم شئ جذبني في الفيلم ان القصة جيدة ورومانسية جدا، كما أن يوسف منصور سيدخل هذه التجربة بتقنيات جديدة وكاميرات اشتراها من أميركا ولم تستعمل في مصر من قبل، وسيكون هناك وحدات ومعدات متطورة جدا.
* هل هناك أعمال للتلفزيون؟
ـ رشحني يوسف ايضا للمشاركة في بطولة مسلسل يقوم بدور البطولة فيه النجم الأميركي العالمي سيلفستر ستالون ومجموعة من النجوم العالميين والمصريين ايضا، وهذا المشروع هو من انتاج امريكي مصري مشترك، أقوم فيه بلعب أدوار مركبة وأقدم من خلاله شخصيات مختلفة لأن المسلسل يقوم على شكل حلقات منفصلة تناقش قضايا اجتماعية وسياسية وثقافية وهو في مرحلة التحضير كما انني مرشحة لبطولة فوازير رمضان لصالح محطة راديو وتلفزيون العرب .art