بعد التصميم والتمثيل والرقص.. فرح تستعد للإخراج

TT

فرح فنانة من نوع خاص، دخلت السينما من كل أبوابها، بداية بتصميم الملابس ونهاية بالإخراج، مرورا بتصميم الديكورات والتمثيل والرقص. فنانة تتمتع بالمواهب وفي الوقت نفسه لديها عقل وشخصية قوية.

* يلاحظ غياب أخبار نشاطاتك إعلامياً، فهل يرجع ذلك لعزوف منك أو من وسائل الإعلام؟

ـ ليس عزوفاً، لأنه من الطبيعي أن يتم تداول أخبار الشخصيات المشهورة، لكني أفضل أن يرتبط ذلك بوجود جديد يستحق النشر ويفيد المتلقي، وأرفض الخوض في أخباري الشخصية.

* فرح متعددة الاهتمامات من فن الديكور إلى تصميم الأزياء إلى التمثيل وأخيراً الإخراج لماذا، وما تعليقك على أن متعددي الاهتمامات لا يتميزون في أي منها؟

ـ أنا أرى أن هناك خطوطا حادة بين تلك الاهتمامات، ومرتبطة بدرجة ما، وقد حرصت على أن أعمق ثقافتي الفنية بشكل عام، وأرى أن ذلك هو السبيل للتميز والإبداع في أي من مجالاته، وأنا لا أتفق مع المقولة التي ذكرتها والتي تفترض أن متعددي الاهتمامات غير متميزين في أي من تلك الاهتمامات، ويحضرني الآن ميل جيبسون النجم العالمي الذي تميز في الإخراج والتمثيل والإنتاج.

* نشأة فرح، سؤال يصعب على الكثيرين الإجابة عنه؟

ـ عربية، من أب أردني كان يعمل محامياً وهو متذوق للفن، الأم فلسطينية تقرض الشعر، ولكنها لم تنشر إنتاجها، وتصر على ذلك، ولا أدري ما هي فلسفتها وراء عدم النشر، وبداية علاقتي بالفن كانت مع الرسم الذي اكتشفت حبي له منذ سن مبكرة وتجلى ذلك في حصولي على الدرجات العليا في الرسم في سنوات الدراسة الأولى، ولأنني لم أفكر في احترافه، فقد اخترت الدراسة العلمية، ولكن زواجي من المخرج (الراحل) سامح الباجوري وملازمتي له أثناء عمله جعلتني أعود إلى الرسم ولكن كمحترفة هذه المرة عبر الديكور وتنسيق المناظر.

* وماذا عن هواياتك؟

ـ الرياضة وبالإضافة لأهميتها الصحية، تخرج شحنة الغضب والتوتر، القراءة من أمتع هواياتي، وكتابة الخواطر كلما وجدت بداخلي ما يلح في التدوين.

* ما هي حدود التشابه بينك وفريدة في فيلم «أرض الخوف»؟

ـ التشابه كبير، وأعتقد أن هذا أحد الأسباب الرئيسية لترشيحي للدور، وهو من الأدوار المحفورة في ذاكرتي الفنية.

* أتيحت لك فرصة قلما تتاح لأبناء جيلك، وهي العمل مع نجوم كبار مثل نور الشريف واحمد زكي، فيم أفادتك؟

ـ العمل مع هؤلاء الكبار يوازي الدراسة في أرقى المعاهد المتخصصة، ولكنه جعلني أدقق في اختياراتي وأحترم موهبتي، وربما ذلك أحد أسباب ابتعادي بدرجة ما عن السينما التي أصبحت تقدم أفلاماً تظهر المرأة كشخصية هامشية وغير محورية.

* وماذا أضاف لك المسرح عبر عملك في «يا غولة عينك حمرا» و«مراية الحب»؟

ـ «يا غولة عينك حمرا»، تجربتي الأولى في المسرح وأعتز بها قدر اعتزازي بأرض الخوف في السينما، و«مراية الحب» تجربة مختلفة قدمت فيها شخصية تعتمد على الرقص في الأداء، والرقص يفيد الفنان في الحركة على المسرح والجرأة في مواجهة الجمهور، ولأن ساقي تعرضت للكسر على المسرح اضطرت إدارة المسرح للاستعانة براقصة محترفة هي «هيدي» والتي أصبحت من صديقاتي. وحالياً أعمل في مسرحية «السفيرة عزيزة» وهي دراما غنائية استعراضية وأؤدي رقصاً تعبيرياً من خلال دوري.

* وهل اهتمامك بالإخراج يجعلك تتدخلين في عمل المخرج؟

ـ نعم، أنا أحاول جاهدة أن أوصل رؤيتي الإخراجية للمخرج الذي أعمل معه، وهذا يتم إما مباشرة أو عبر آخرين من الزملاء، وأنا من المنحازين لمدرسة تعطي الحق للممثل بأن يجتهد في أداء الدور ولكن لا بد أن يتم ذلك بالتوافق مع رؤية المخرج.

* بعض النقاد اعتبر الحبكة الدرامية لفيلم «بركان الغضب» ضعيفة، ما تعليقك، وما هي طبيعة علاقتك بالنقاد؟

ـ تلك الرؤية النقدية تعكس مدى ضعف الحركة النقدية، فالنقاد في أغلبهم ـ للأسف ـ لا يملكون أدوات النقد وما يكتبونه تحت باب النقد ليس سوى انطباعات تفتقد إلى الوعي النقدي، ولا أعتقد أن أغلبهم يستطيعون التمييز بين المدارس النقدية المختلفة، ومن تلقى فيلم «بركان الغضب» برؤية مسبقة تفترض أنه فيلم ملحمي قد أربكهم التناول المختلف مع تصوراتهم وهذا ما دفع بعضهم لأن يهاجمه. أما عن علاقتي بالنقاد فطبقاً لما أسلفت من رؤية للحالة النقدية، فإن مساحة الود بيني وبين النقاد محصورة للغاية في عدد محدود أحرص على متابعة كتاباتهم.

* مخرج شاب لم تعملي معه وتتمنين ذلك؟

ـ أسامة فوزي، له رؤية إخراجية متميزة وتتوافق بدرجة كبيرة مع رؤيتي، وباستعراض سريع لأفلامه، من «عفاريت الاسفلت» و«جنة الشياطين» إلى «باحب السينما»، نلحظ كم هو مخرج واعد، ويمتلك رؤية متميزة وعاشق للسينما التي أحببناها.

* ما دقة ما يتردد عن انشغالك بإخراج فيلم غنائي من بطولة أنغام؟

ـ أنا بدأت العمل في فيلم «حكاية مدينة»، وأستطيع القول وبكل ثقة إنني بصدد إخراج فيلم سيضاف إلى قائمة أفضل الأفلام، بغض النظر عن نجاحه جماهيرياً، والفيلم دراما بالمعنى التقليدي تتخلله ثلاث أغان بالإضافة إلى أغنيتين للبداية والنهاية، وكل أغنية لا تتجاوز الدقيقتين، وهكذا نرى أنه ليس فيلماً استعراضياً. المنتجون لا يتحمسون للأفلام الاستعراضية هروباً من تكلفتها العالية.

* «واحد كابتشينو» في طريقه إلى دور العرض خلال أيام، ولقد لعبت دور البطولة، ويلاحظ أنك لم تتطرقي إليه في أي من أحاديثك لماذا؟

ـ هذا الفيلم من المرات النادرة التي اضطر فيها لقبول عمل لم أدرسه بالشكل الكافي، وذلك راجع لظروف خاصة، تتمثل في أن زميلي وصديقي عبد الله محمود لجأ إليّ مستنجداً بعدما تخلت البطلة عن الدور قبل بدء التصوير بساعات، فقبلت الدور حلا لأزمة زميلي، وخاصة أنها أول تجربة إنتاج له، ولا أخفيك سراً أن الدور لم يستهوني.

* وكيف رأيت سميح منسي في تجربته الإخراجية الروائية الأولى؟

ـ سميح كشخص يمتلك صفات إنسانية نادراً ما نجدها كالشفافية وطيبة القلب والسماحة، وذلك من وجهة نظري انعكس بالسلب على أدائه الإخراجي، بمعنى أن المخرج حتى يستطيع أن يبدع لابد أن تتوافر له الإمكانيات التي تتيح المناخ الأفضل لإبداعه، وهذا ما أثر بالتأكيد على مستوى الإخراج.

* ما مدى رضائك عن مشوارك الفني؟

ـ حتى الآن بدرجة كبيرة لدي حالة من الرضى، وربما كان لتجربة فيلم «جرانيتا» دور كبير في قيامي بدراسة أي دور يعرض عليّ بشكل جيد من كافة النواحي الإنتاجية والإخراجية وفي مقدمة هؤلاء النص، وأصبحت أنتهج فلسفة الكيف لا الكم، والمعيار عندي مدى قناعتي الشخصية بالعمل، بما يعني رفضي لمقولة «الجمهور عايز كده».

* كيف ترين «فرح» مستقبلا؟

ـ أراها مخرجة متميزة.

* أي الأصدقاء من البشر الأقرب إلى فرح؟

ـ فاتن شقيقتي، ونهال عنبر، وآخر من دخل دائرة صداقاتي الضيقة هيدي الفنانة التي تعرفت إليها أثناء العمل سوياً في مسرحية «مراية الحب» وأصبحنا تقريباً لا نفترق، وفي ذات الدائرة فهد شقيقي وهادي زوجي.

* «الحب» عند فرح ماذا يعني.

ـ الحب عندي إذا لم يتوافق مع الاحترام فقد الكثير من أهميته.

* حالة خاصة؟

ـ حب الأهل حالة خاصة جداً عند فرح، ويتطور ويتصاعد ويتعمق كل يوم عن سابقه، وهكذا فهو حب خاص ذو نسق خاص.

* ما يزعج فرح؟

ـ الفشل، النميمة، ولا أقدم على شراء صحف النميمة حتى ولو تناولتني.