نورا أرماني تقول لـ«الشرق الاوسط»: العرب لم يستغلوا ميزة الفن في تغيير صورتهم لدى الغرب

TT

بدأت الفنانة نورا أرماني عرضها المسرحي «على الديوان»، وهو العرض الذي تسرد فيه عددا من القصص الممزوجة بسيرتها الذاتية وارتباطها بمصر برغم اصولها الارمنية وجدها الكبير الذي وصل الى مصر قبل عام 1914 قادما من تركيا بالصدفة، حيث كانت الباخرة متجهة الى اميركا مع باقي المهاجرين الارمن لكنها توقفت في مصر، حيث استقرت أسرتها وبدأ الجد مشواره في حي خان الخليلي بمنطقة الحسين وعمل جواهرجيا وحصلت الأسرة على الجنسية المصرية بموجب قانون منح كل الذين جاءوا لمصر قبل عام 1914 جنسية البلاد.

وتكمل نورا قصتها منذ ولادتها في حي الجيزة وعلاقتها بالجيران والاصدقاء ودراستها وتكمل حديثها عن الفرح والحزن والحب وتتدخل موسيقى غربية وشرقية تحاول وصف الاجواء التي كانت تعيش فيها والقاهرة في فترة الستينات ويدخل صوت ام كلثوم في اغنية «انت عمري»، في اشارة لعمرها وعشقها لمصر البلد التي ولدت ونشأت فيها مع ذكر فترة حكم «جمال بعد الناصر» وما حدث فيها من بعض المضايقات للاجانب المقيمين بمصر في ذلك الوقت.

خلق أداء «نورا ارماني» على المسرح ديكورات واجواء لم تكن موجودة على المسرح مما حقق تفاعلا مع الجمهور الذي كان يتشكل من نسبة كبيرة من الجالية الارمنية في مصر وكان اشهرهم من الحضور الفنانة نيللي والفنان القدير جميل راتب.

وتعود «نورا ارماني» الى فترة تفكيرها في الهجرة ثم هجرتها الفعلية من مصر الى اميركا لتكمل بذلك رحلة جدها الاكبر وقضائها في هوليوود فترة الثمانينات كلها ودراستها وعملها في مجال السينما والمسرح هناك، ويدخل صوت المطربة وردة الجزائرية بأغنية «حرمت احبك» عندما ذكرت قصة مقتل ابنة عمها الممثلة فانيا اكسرجيان المقيمة بمصر منذ عامين فقط على يد مختل عقليا والتي كان من المفترض ان تقوم بترجمة مسرحيتها الى اللغة العربية لتقوم بعرضها في القاهرة ولكن لم يحدث هذا حتى الآن ولم تترجم المسرحية التي قامت بعرضها باللغتين الانجليزية والفرنسية، كما قالت لي نورا خلال لقاء «الشرق الاوسط» معها بعد انتهاء العرض.

واكدت نورا ارماني خلال اللقاء إنها تجد من خلال احتكاكها بعدة ثقافات من خلال انتماءاتها المختلفة ان دور الفن هام جدا بالنسبة للعرب حتى تتغير الصورة المأخوذة عنهم لارتباط اسمهم بالارهاب والتطرف، وان من حق الشعوب الاخرى في اوروبا واميركا على العرب ان يفهموا هذه الحضارة جيدا وانها ليست لها علاقة بالارهاب كما صورت وسائل الاعلام العالمية، لكن العرب لا يستغلون الفن باعتباره افضل وسيلة للتعريف بالثقافات. واضافت نورا ان الفن يحاكي عقول وقلوب البشر وهناك من الدول العربية من يملك المال ولكن لا يملك مؤسسات فنية على مستوى عال حتى تكتب نصوصا مسرحية او سينمائية تحاكي عقول البشر وما يدور بداخلها من تساؤلات عديدة. وقالت نورا ارماني إن اعمالها المسرحية التي قدمتها بنفسها حتى الآن جميعها من كتاباتها فهي تكتب حتى تمثل وتحاول البحث عن الهوية من خلال هذه النصوص المسرحية وان هذه هي المرة الاولى التي تقدم فيها احد اعمالها في بلد عربي وعما اذا كانت هناك خطة لتقديم اعمالها في بلد عربي آخر غير مصر قالت: حتى الآن لم تتم دعوتي من اي جهة ثقافية او فنية في بلد عربي ولا يوجد لدي اي مانع في تقديم اعمالي في أي بلد في المنطقة العربية.

يذكر ان نورا ارماني شاركت في مسرحية «ملك سيام» مع الفنان محمد صبحي وكذلك مسلسل «الاصدقاء» الذي عرض علي الفضائيات العربية، كما شاركت ايضا بفيلم «المحطة الاخيرة» من بطولتها في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي منذ عدة اعوام. وآخر اعمالها المسرحية قبل مسرحية «على الديوان» كانت اغنية «الشاب ارارا» التي عرضت في حوالي 25 دولة وحققت نجاحا كبيرا.

تقيم نورا ارماني حاليا بين باريس ولندن وتتحدث 6 لغات وقامت بالتمثيل ببعض هذه اللغات، كما ان لها عدة محاولات انتاجية في مجال السينما منها فيلم «حيفا» لمخرجه الفلسطيني رشيد مشهراوي والذي حصل على عدة جوائز سينمائية من مهرجانات دولية.