سامي يوسف يقول: أنا لست داعية إنما الموسيقى جزء من الحضارة الإسلامية

في خطوة لتحسين صورة الإسلام في الغرب

TT

فتح المغني «سياميك» الشهير بـ «سامي يوسف» الباب أمام نوع ليس جديداً في الغناء لكنه مختلف من حيث الأداء والأفكار في زمن أصبحت فيه الأفكار المغناة متشابهة إلى حد كبير. ولم نعد نرى سامي يوسف المقبل من اذربيجان والمقيم في العاصمة البريطانية لندن وحده من يغني لـ«المعلم» الرسول (ص) فقد ظهر مطرب آخر يغني في نفس السياق بطريقة الفيديو كليب ولكن هذه المرة باللغة العربية عكس سامي الذي يغني بالإنجليزية، لانه أراد أن يتوجه لشريحة معينة، ولاقت أغاني سام «كما كان أساتذته وأصدقاؤه ينادونه» شهرة كبيرة.

وسامي الذي أضاف إلى اسمه «يوسف» حباً في سيدنا يوسف عليه السلام قام بزيارة القاهرة أخيرا لقضاء اجازة الزواج بها وللتخطيط للإقامة فيها لفترة لاعتزامه دراسة اللغة العربية، وعلمت دار الأوبرا المصرية بوجوده فاتفقت معه للانضمام لاحتفالية المولد النبوي الشريف واتفقت معه لاحياء حفل خلال فترة الصيف.

وقال سامي يوسف خلال لقائه بـ«الشرق الأوسط»: هذه المرة الأولى التي أقوم فيها بالغناء على خشبة مسرح دار الأوبرا المصرية ولكنها ليست زيارتي الأولى لمصر التي أصدرت منها ألبومي الأول «المعلم» وقمت بتصوير الفيديو كليب للأغنية أيضاً وستشهد القاهرة صدور ألبومي الثاني خلال فترة إقامتي بها لدراسة اللغة العربية التي أصبحت هامة بالنسبة لي لتوسيع الشريحة التي أغني لها، فأنا أريد الغناء للجميع ولا أحب أن يجد من يسمعني صعوبة في فهم ما أقوله. واضاف: كما أريد التأكيد على وجود الموسيقى الجيدة من دون التطرق للانواع المختلفة منها وسط هذه الموجة من الموسيقى الرديئة التي اجتاحت الغناء بصفة عامة والتي تعتمد على العري والايحاءات الجنسية، ولا يقصد سامي بذلك كل الموجود على الساحة الغنائية لكنه «كما يقول» يقصد الموجة الفاسدة والتي لا بد من وجود رقيب قوي عليها.

وأضاف يوسف أن الأغاني الدينية التي يقدمها تمثل العديد من الافعال الحسنة وقال: سأستمر في تقديمها ولكن ليس فقط الجانب الروحي منها وإنما هناك الكثير من الموضوعات والقضايا التي تخص الإنسان المسلم والتي سأحاول تناولها في ألبومي المقبل مثل صلة الرحم والعلاقات الإنسانية بين المسلمين وبعضهم البعض.

وعن استقبال الجمهور في أوروبا لأغنياته خاصة أنها مفهومة بالنسبة إليهم أكد سامي يوسف أن الجمهور في أوروبا يتفاعل مع الكلمات والموسيقى «وحتى الآن لم أتعرض لنقد وقدمت 15 حفلا في العديد من المدن الأوروبية خاصة أنني توجهت إليهم في بداية غنائي وكذلك المسلمين في أوروبا وأميركا ولم يكن العرب هدفي في البداية خاصة أنني قررت أن أغني بهذا الشكل بعد أحداث 11 سبتمبر (ايلول) والتي كانت سبباً في تعرض الإسلام لهجوم عنيف، وكنت أريد أن أقول لمن يهاجم الإسلام أنني مسلم وفخور بديني وأنه دين حضارة ولذلك قررت أن أساعد بصوتي المسلمين في الخارج في تحمل الهجوم العنيف عليهم وعلى دينهم خاصة من هم في فترة المراهقة والشباب، وأن يكون غنائي أيضاً باستخدام الوسائل التي يحبها الشباب في العصر الذي نعيشه وهي الفيديو كليب وإصدار CD وأنشأت موقعا خاصا على الإنترنت لمن يريد أن يتصل بي أو يرسل لي رأيه أو نقده، من دون اللجوء لأي من الاشكال المستوردة سواء في الموسيقى أو الفيديو كليب لان استيراد بعض الانماط الثقافية والفكرية غير المقبولة في المجتمع المسلم قد تتسبب في تفكك وانهيار المجتمعات العربية والإسلامية».

وعن جولاته الفنية قال يوسف: قمت بالغناء في الكويت ومصر وسأقوم بجولة فنية في الإمارات ودبي ولبنان وسورية والأردن وهذه ستكون أول جولة في منطقة الشرق الأوسط والتي تقع ضمن خطتي المستقبلية بعد احيائي للعديد من الحفلات في المدن الأوروبية.

وأضاف سامي يوسف: أود التأكيد على حقيقة هامة يجهلها الكثيرون هي أن الموسيقى والفن جزء أساسي من الحضارة الإسلامية. كما ان المسلمين القدامى ساهموا بشكل كبير في العديد من الفنون مثل العمارة والموسيقى وغيرها مما يؤكد لنا أن الفن جزء أصيل من نسيج الإسلام وأن المسلم شخص حساس وقادر على التعبير بفنه دائما عن قيم دينه، ولكن مع الأسف لم يتسن لموسيقيينا العظام مثل الكندي والفارابي أن يقوموا بتدوين مؤلفاتهم الموسيقية بشكل علمي مما أدى لاندثارها، وبالرغم من ذلك لا يخفى على أحد أنهم من وضعوا الأسس العلمية للموسيقى والفن التي هي جزء من الإسلام الصحيح.

وقال سامي في نهاية اللقاء: أود التأكيد على أنني لست داعية إسلاميا وإنما إنسان مسلم عادي تكرم عليه الله بهبة فنية يريد التأكيد عليها من خلال دينه ويتناول الموضوعات والقضايا التي تخصه كمسلم وأن الوقت الحالي مناسب لنفض الغبار عن الحضارة الإسلامية وإظهارها بشكل لائق، وكفى استنساخا لحضارة الغرب الذي لا يمثلنا ولا يمثل عاداتنا وتقاليدنا.