محمد هنيدي: خفت على نفسي من الخالة نوسة

قدمها في المسرح والسينما ويستعد لتقديمها في التلفزيون

TT

منذ فتح محمد هنيدي الباب أمام جيل جديد احتل الساحة في السينما المصرية وأفلامه تعتبر «ميزان الحرارة» الذي يقاس عليه نجاح وفشل المواسم السينمائية وبالرغم من ظهور ممثلين تخطوه في الإيرادات التي تحققها أفلامهم، إلا أن هنيدي يظل عنوان هذا الجيل وتظل أفلامه (رمان الميزان) في سوق السينما الذي تتذبذب فيه الأفلام صعوداً وهبوطاً وهذا العام فتش هنيدي في دفاتره القديمة وخرج بشخصية الخالة نوسة المثيرة للجدل ليعيد تقديمها بعد سنوات طويلة من تقديمها لأول مرة على خشبة المسرح. ومن القاهرة كان لقاء «الشرق الأوسط» مع هنيدي.

* ما الذي دفعك للمغامرة بتقديم شخصية قدمتها من قبل؟

ـ الخالة نوسة في الفيلم شخصية جديدة ومختلفة تماماً وهي ليست تكراراًَ لأي شخصية سيدة قدمتها من قبل سواء في الملابس أو الكلام أو طريقة الحركة وأنا أرفض التكرار ولابد أن أقدم الجديد دائماً للمشاهد والخالة نوسة في ذهني منذ زمن وهي نفسها الخالة نعيمة التي حققت نجاحاً كبيراً في «ألابندا» وأحلم بتقديمها منذ سنوات طويلة في فيلم سينمائي ولكن هذه المرة قدمتها بملامح مختلفة تماماً وهي جديدة من حيث الشكل والمضمون، فالفكرة واحدة ولكن الشكل مختلف وعموماً فإن الشخصية آسرة وتستحق أكثر من عمل ومنذ قدمت الخالة نعيمة على المسرح وهناك إلحاح شديد علي لتقديمها مرة أخرى لدرجة أن البعض اقترح فكرة طرحها كعروسة للأطفال.

* وهل الشخصية حقيقية؟

ـ أنا نشأت في حي شعبي وشاهدت نموذج الخالة نوسة بكثرة وأنا صغير في الحي الذي تربيت فيه وظل مختزناً في ذاكرتي ومنذ هوايتي للفن وهذه الشخصية خفيفة الظل على وجه التحديد تطاردني وكنت أقلدها أحياناً بين أصدقائي إلى أن فوجئت بها أمامي على المسرح في «ألابندا» فسعدت بها جداً ولكن ظل بداخلي حلم تقديمها في عمل سينمائي إلى أن جاءت الفرصة مع «يا أنا يا خالتي».

* رصيد الشخصيات النسائية التي قدمها نجوم الكوميديا حافل وأشهرهم إسماعيل ياسين وعبد المنعم إبراهيم وغيرهما، ألم تخش المقارنة، وهل تأمل أن تحقق الخالة نوسة خلود «الآنسة حنفي» و«سكر هانم»؟

ـ أنا أرى أن المقارنة مع هؤلاء العمالقة شرف كبير وبالفعل كنت أشعر بمأزق كبير لذلك اجتهدت جداً في أن أقدم الشخصية بنكهة خاصة بها وبملامح مختلفة تماماً حتى عن أول مرة قدمتها فيها على خشبة المسرح وبالتأكيد فإن كل ممثل له طعمه الخاص، والشخصية الفنية تعيش في وجدان الناس ويتحقق لها الخلود كلما كانت متقنة الصنع وأنا اجتهدت بشكل كبير مع المؤلف احمد عبد الله والمخرج سعيد حامد في أن نقدم شكلا جديدا ومتميزا وأتمنى أن نكون قد وفقنا في ذلك، والحكم الوحيد في هذا الأمر هو الجمهور.

* كيف رسمت ملامح الشخصية من البداية وكيف كان استعدادك لها؟ ـ الشخصية كانت مرهقة للغاية وكنت أستسلم خلال الاستعداد لها للماكيير لمدة ساعتين كاملتين يومياً قبل وقوفي أمام الكاميرا وكنت خلال هذه الساعات أحتاج للتركيز التام في الشخصية التي لم تفارقني لحظة طوال مدة تصوير الفيلم واعتمدت فيها كما قلت على المخزون القديم من الذاكرة وعلى السيناريو الذي كتبه احمد عبد الله وهي كانت شخصية طاغية للغاية وكنت أخشى منها طوال الوقت على شخصية تيمور التي ألعبها أيضاً أن تضيع بجوار جاذبيتها ولكن الحقيقة أن احمد عبد الله كتب السيناريو بشكل ساحر.

* هل صحيح انك تنوي تقديم الخالة نوسة في مسلسل بعدما قدمتها للمسرح والسينما؟

ـ هذا الكلام سابق لأوانه الآن وكل ما أفكر فيه حالياً هو ماذا ستحقق الخالة نوسة في السينما وهل ستعجب الجمهور أم لا وإن كان رد الفعل حولها بعد الأسبوع الأول من عرض الفيلم مطمئن إلى حد كبير والحمد لله.

* أنت دائماً تعمل مع سعيد حامد واحمد عبد الله، ما السبب؟

ـ سعيد أعتبره صاحب فضل كبير في مسيرتي السينمائية ومنذ قدمنا معاً «صعيدي في الجامعة الأميركية» وأنا أسعد بالعمل معه وهو مخرج كبير وصاحب طموح دائم ومتجدد كما أنه يمتلك لغة سينمائية متطورة ومختلفة أمام احمد عبد الله فتجمعنا صداقة عمل طويل وأحلام كبيرة بدأت من خشبة المسرح أيام الهواية وأشعر دائماً أن هناك كيمياء خاصة تجمعنا وهو مؤلف يمثل عملة نادرة في السينما حالياً ولذلك فأنا سعيد بالتعاون مع هذا الفريق الذي يجمعه الحب والذي يضم فنانين كبار مثل حسن حسني ولطفي لبيب وفادية عبد الغني وعلاء مرسي ومحمود عبد الغفار وغيرهم.

* وكيف تنظر للمنافسة في الموسم السينمائي هذا العام؟

ـ المنافسة شيء جميل وأنا سعيد بالتنوع الكبير في الوجبة السينمائية المقدمة للجمهور هذا العام وأتمنى النجاح للجميع خاصة الزملاء من النجوم الذين يخوضون تجربة البطولة المطلقة لأول مرة مثل احمد رزق واحمد عز ومصطفى شعبان واحمد عيد وغيرهم وما أود الإشارة إليه أن المنافسة بين الأفلام وليست بين النجوم وغير صحيح أن هذه المنافسة يمكن أن تفسد العلاقة بيني وبين السقا أو آدم أو أستاذي عادل إمام لأننا في النهاية جميعاً أصدقاء.

* لكن ألا يقلقك زحام الموسم؟

ـ على العكس أنا أعتبر أن هذا الزحام مهم جداً ومسألة صحية لأن زيادة الإنتاج السينمائي هو ما نحلم به منذ فترة طويلة والحمد لله عدد صالات العرض زاد بدرجة كبيرة، ولا بد من وجود عدد أكبر من الأفلام ليستوعب هذه الزيادة ولا نحتاج الفيلم الأميركي ولا خوف من أن تؤثر الأفلام على بعضها البعض لأن كل زيادة في عدد الأفلام المعروضة تعني انتعاش الموسم السينمائي وزيارة الإيرادات وفي ظل المنافسة الشريفة فإن الساحة تتسع للجميع.

* وهل تستطيع الأفلام تعويض التكلفة الفلكية لها في ظل الأرقام التي نسمع عنها؟

ـ أولا، لا يوجد فيلم سينمائي يخسر على الإطلاق ومن يقول غير هذا فإنه مخطئ وأنا أرى أن الزيادة في تكلفة الأفلام وبالذات الأفلام الكوميدية منطقية جداً في ظل التطور الكبير الذي تشهده صناعة السينما حالياً ووجود الصالات التي كنا لا نسمع عنها سوى في أميركا وأوروبا وطبيعة العصر اختلفت وحجم الاستثمارات في سوق السينما اختلف ولم يعد أحد يتنازل عن نقاء الصوت والصورة وتطور الخدع واستخدام الغرافيك وتكنولوجيا السينما شديدة الحرفية التي لا يستغني عنها أي فيلم سينمائي حالياً.

* هناك من يرى أن التنوع هذا العام قد يؤثر على الكوميديا؟

ـ التنوع مطلوب ونحن لسنا ضده وأنا أرى أن التنوع لا يمكن أن يسحب البساط من تحت أقدام الكوميديا لأن الناس ببساطة في حاجة دائمة للترفيه والتخفيف عنهم لهذا لن تتأثر الأفلام الكوميدية لأنها موجودة منذ بداية السينما وستظل موجودة ولا يستطيع أحد أن يستغني عن الضحك.

* ما خططك للمسرح هذا العام وهل ستظل بعيداً عن التلفزيون؟

ـ المسرح هو عشقي الذي لا أستطيع الابتعاد طويلا عنه وأنا بالفعل أجهز لعمل مسرحي لكن لا أعلم هل سنستطيع اللحاق بالموسم الصيفي أم لا، أما التلفزيون فأنا أشعر بالحنين الجارف إليه ولكن لن أعود له إلا من خلال عمل يضيف لرصيدي الفني لأن الاستسهال غير وارد عندما اقتحم على الناس منازلهم ومنذ عامين وأنا أقرأ أعمالا تلفزيونية لكن لم أقع على السيناريو المناسب الذي أحلم بالعودة من خلاله حتى الآن.