الفنان اللبناني ألكو داوود: لهجتنا مقبولة عربيا ودبلجة المسلسلات أثبتث ذلك وليس صحيحا أن «المصرية» وحدها المفهومة

TT

لم يكتف ألكو داوود بمهنة التمثيل وإنما تعداها الى التقديم التلفزيوني، بداية عبر محطة «LBCI» في اوائل التسعينات في برنامج «الدنيا دولاب» و«الاول» على «LBC» مع الاعلامي الراحل رياض شرارة ثم البرنامج الرياضي «مونديال»، بعدها انتقل الى احدى الفضائيات العربية لتقديم برامج تتراوح هويتها بين الفنية والثقافية والسياسية. وفضلاً عن عمله في مجال التقديم والتمثيل، فهو حائز ماجستير في مجال ادارة الاعمال والتسويق. وقد تخلى عن منصبه كمدير في احدى الشركات الاعلامية لأن روح الفنان بالنسبة اليه تبقى بعيدة عن روتين اي وظيفة رسمية.

ألكو ينفي ان تكون مهنة التقديم سرقته من التمثيل، وهو بصدد تحضير عمل تمثيلي يقوم فيه بدور البطولة، لكنه يعتبر ان التمثيل وحده لا يطعم خبزاً، ويرفض تقديم الاعمال كما قال في مقابلة مع «الشرق الأوسط».

* كيف تنظر الى مستوى التمثيل اللبناني في الوقت الحاضر؟

ـ هناك كم كبير من الدخلاء في جميع قطاعات الفن، لذلك نحاول توحيد النقابات الفنية لنتمكن من التوصل الى قانون تنظيم المهن الفنية، ففي الوقت الحالي اصبح كل من يخيل اليه انه يعزف او يغني او يمثل او يطلق على نفسه اسماً موسيقياً هو فنان.

في الفترة الاخيرة، لاحظت وعياً عند الجيل الصاعد الذي يتوجه نحو الدراسة الاكاديمية لمهنة التمثيل، فقد اصبح يعي انها مهنة تُعلّم وتُدرّس كسائر المهن الاخرى. وليس بالضرورة ان يكون كل متخرج بارعاً وموهوباً لأن عملية اكتشاف قدراته التمثيلية بحاجة الى عامل الوقت لاثبات نفسه كممثل ناجح او فاشل.

* الاعمال اللبنانية متهمة بأنها غير مقنعة، ما رأيك؟

ـ هذا القول لا ينطبق على الجميع، لكنني اتساءل ما اذا كان كل ما نشاهده من تمثيل هو مقنع تماماً. هناك اشاعة قديمة عممها «المصريون» بأن اللهجة المصرية هي الوحيدة المفهومة في كل البلدان العربية. هذا خطأ فادح. اللهجة اللبنانية سلسة ومفهومة لدى جميع الشعوب العربية، والتمثيل اللبناني ما يزال من اجمل انواع التمثيل في العالم العربي، انما نفتقد الى الفرص والانتاج، لان الممثل لا يتقدم الا بتعدد الفرص والتجارب وهو بحاجة الى الاستقرار المعنوي والمادي.

* حالياً هناك هيمنة للمسلسلات السورية على خلاف المصرية واللبنانية، ما رأيك؟

ـ ازدهرت الدراما في البلدان المجاورة في الوقت الذي كنا نعيش فيه حالة الحرب، الامر الذي ادى الى تراجع الدراما اللبنانية بعد ان كانت تحتل القمة. انما بالنسبة الى المسرح لا يضاهينا احد، والعمل المسرحي اللبناني عندما يُدعم انتاجياً يغزو العالم كله. وقد شاركت في عملين مسرحيين حصدا جوائز في مهرجانات نظمتها كل من تونس والعراق. احد هذين العملين بعنوان «صانع الاحلام» للمخرج اللبناني ريمون جبارة.

* هل تقبل المشاركة في عمل تمثيلي يقتضي ان تتكلم بلهجة عربية اخرى؟

ـ افضل التمثيل بلهجة بلدي او باللغة الفصحى، ولا اشجع على التمثيل بلهجة اخرى الا اذا كانت هناك ضرورة قصوى او اغراء مادي. اثبتت اللغة الفصحى المحكية في لبنان أنها الاهم في كل العالم العربي. والبرهان على ذلك غزو انتاجنا المدبلج كل العالم فالممثل اللبناني يحتل المرتبة الاولى في تصنيف الدبلجة.

* لماذا انخرطت في نقابة الفنانين المحترفين من دون غيرها؟

ـ انا عضو في مجلس الادارة في هذه النقابة التي تضم 7 قطاعات فنية، وهذا شرط اساسي فرضته الدولة لامكانية الحصول على قانون التنظيم المهني للفنانين لتدبير امورهم ضمن نقابة واحدة تجمع كل الفنون، لا سيما ان الازمات والهموم التي تجمع بين الفنانين مشتركة. وعندما ننضوي في جسم نقابي واحد نستطيع المطالبة بحقوقنا من ضمان صحي وتعويض نهاية خدمة. لا نطالب الدولة بأية ماديات، وانما وضع قانون تشريع جباية الضرائب من الفنانين الاجانب الوافدين الى لبنان الذين يحصلون على ارباح خيالية ويعودون الى بلادهم من دون اي حسيب او رقيب.

* حققت شهرة كمقدم تلفزيوني اكثر من ممثل، الا توافق؟

ـ لم اوافق على كل الادوار التمثيلية التي عرضت علي لانها لم تكن ذات مستوى جيد. وقد عرض عليّ العمل في الـ«LBCI» كمقدم في عدة برامج للمخرج سيمون اسمر في البداية. التمثيل وحده غير كاف، فلو شاركت في عمل مسرحي كلاسيكي لا يحضره سوى نسبة محدودة من الجمهور، وحينها كيف سيكون بوسعي الانتشار؟ اخترت ان اكوّن نفسي كمقدم وممثل من دون اسقاطات او تنازلات او تقديم اعمال هابطة.

* الى اي مدى تحاكي المسلسلات اللبنانية واقع المجتمع اللبناني؟

ـ المسلسلات الخاصة بالكاتب شكري انيس فاخوري عالجت الكثير من المواضيع الحساسة وسلطت الضوء على عدة ثغرات ونماذج في المجتمع انما هناك الكثير من المواضيع التي لم يتم التطرق اليها بعد كموضوع الام اللبنانية التي عانت كثيراً.

* كيف تطور نفسك على صعيد التقديم التلفزيوني؟

ـ احب الاطلاع على اي معلومات قد تقع بين يدي، لا اكتفي بتقديم نوعية معينة من البرامج، انما اقوم بالتنويع بين الفن والمنوعات والثقافة والسياسة، فالشق السياسي على قدر كبير من الاهمية بالنسبة الي، ولا افوت اي نشرة اخبار سواء عربية أم اجنبية. عملي لا يقف عند حدود معينة انما هو عمل انسان يطمح الى الثقافة والمعرفة بشكل يومي ومستمر.

* هل تعرضت لنوع من العراقيل في مجالك التلفزيوني والتمثيلي؟

ـ ادير ظهري لكل هذه العراقيل ولا ابالي إلا بتطوير نفسي وعملي. لا انكر أنني انسان حساس، وقد تسبب لي هذه الامور نوعا من الازعاج، انما احاول ان اتخطاها ولا ادقق كثيراً في الظروف التي قد تدفع ببعض الاشخاص إلى عرقلة مسيرة زميل لهم.

* لماذا يُهيمن العنصر النسائي على مهنة التقديم التلفزيوني برأيك ؟

ـ ثمة ضعف تجاه هذا العنصر لظنهم أنه يجذب المشاهد. هذه المقولة عارية من الصحة وادارات المحطات على دراية تامة بهذا الوضع، انما احياناً تفترض طبيعة البرنامج وجود مذيعة لكن في جميع الاحوال نجد ان عنصر الرجال اقل نسبياً. في هذه المهنة لست مع النجومية السريعة انما مع الخبرة الطويلة التي تثبت اقدام المقدم طويلاً.

=