حنان شوقي تفتح قلبها لـ «الشرق الاوسط»وتوحي بأنها على حافة الاعتزال

قالت إنها لن تقبل بأعمال لا ترضي ضميرها الفني

TT

حنان شوقي، استطاعت ان تصنع لنفسها مكانة متميزة بين نجمات الفن في مصر، خاصة من خلال أدوارها الأخيرة مثل: «الناس في كفر عسكر» و«قيود بلا قضبان»، وكان مسلسل «ليالي الحلمية»، قد شهد انطلاقتها القوية.. كما تعرض حاليا مسرحية «الموضوع كبير قوي» على مسرح السلام بالقصر العيني، مع وائل نور، التي تدور أحداثها حول الأوضاع العربية الراهنة.. وتبدأ خلال الفترة القادمة تصوير أحداث المسلسل الكوميدي «أزواج في ورطة»، مع شريف منير ووائل نور وحسن حسني، ومن تأليف فيصل ندا، وإخراج محمد عبد العزيز.. ورغم حالة النشاط الفني في حياة حنان شوقي، إلا ان كلامها أصابني بالدهشة وكأنها سوف تعتزل التمثيل غدا، فكان لا بد من مواجهتها في هذا اللقاء..

* ما هي أسباب اختفاء حنان شوقي في الفترة الماضية؟ وهل كانت هناك نية لاعتزال التمثيل؟

ـ رغم ابتعادي عن الوسط الفني لمدة عامين قبل العودة في مسلسل «كفر عسكر»، إلا انني لم اشعر للحظة ان الأضواء انحسرت عني، فكان ابتعادي بمحض إرادتي وكامل اقتناعي، وذلك لعدد من الأسباب، هي التي جعلتني أتوارى كل هذه المدة، وجميعها أسباب تتعلق بحياتي الخاصة البعيدة عن الفن، ولا مجال لدي بأي شكل من الأشكال ان أتحدث عنها، سواء من قريب أو من بعيد، فهي كما ذكرت أسباب شخصية.

* وكيف كنت تقضين وقتك بعيدا عن الفن؟

ـ لا أنكر أنني كلما شعرت ان هناك شيئا ما، مهما كانت طبيعته، يبعدني عن عبادة الله، اشعر بالضيق وبحالة نفسية سيئة، لهذا أحاول جاهدة ألا يشغلني عنه شيء. أما عن موضوع العزلة ثانية وارتدائي الحجاب، فكل شيء مقدّر ومكتوب بمعرفة الخالق.

* وهل فكرت في الحجاب كما رددت الشائعات أخيرا؟

ـ الحجاب ليس مجرد شكل وغطاء ترتديه المرأة على رأسها فقط، لكن الحجاب بالنسبة لي له معنى اشمل يرجع الى جوهر الإنسان من الداخل ومدى صدقه مع نفسه ومع الآخرين، والأمر بالنسبة للفنان أكثر وضوحا بالمقارنة بالشخص العادي، باعتبار ان الفنان يشاهده الملايين، ورغم ان شاشة التلفزيون تفصل بينهم وبينه، إلا ان الناس لديهم شفافية وقدرة عالية على الإحساس بمدى صفاء جوهر الفنان وصدقه وهذا سر نجاح الفنانين وحب الناس لهم.

* هل وصلت لقناعة بأن الفن حرام أم حلال؟

ـ أنا أتعجب واشعر بحالة من الدهشة لا يسعني وصفها، لكن نحن كبشر لا نستطيع ان نحلل شيئا ونحرم شيئا، لان كلمة حرام كلمة معناها كبير جدا، ولا يجوز لأي إنسان ان يطلق حكم التحريم على شيء ليس من سلطة البشر.

* وما هي فلسفتك في اختيار أدوارك خلال الفترة المقبلة؟

ـ لقد عاهدت نفسي على ان أقدم كل أدواري بعمق وصدق شديدين، ولهذا السبب نجحت في تقديم شوق بشكل جيد أثار إعجاب الجماهير، وقد حقق لي هذا الإعجاب سعادة كبيرة في حياتي.. ورغم ذلك اعتبر نفسي فنانة بلا طموح، فنانة عادية، لان طموحي الأول والأخير هو رضا الله سبحانه وتعالى عليّ.. أما أمور الدنيا، فهي هِبة وعطية من عند الله وهبني إياها واشكره عليها.

* ما هي شكل علاقتك الخاصة بأسرتك؟

ـ أنا أحب ان اختلي بنفسي وأعيش بمفردي وعمري ما شعرت بإحساس الوحدة، فحياتي دائما مليئة بأشياء تشغلها وربنا يبارك لي في أسرتي، والدتي وأشقائي، فهم يشغلون جزءا كبيرا من حياتي.. أما عن موضوع الزواج، فأنا لا اشغل تفكيري بهذا الموضوع، لان كل شيء بمشيئة الله تعالى.

* ألا تخشين ضياع العمر منك وتبخر حلم الأمومة؟

ـ إذا كان عليّ ان يمر العمر بي، فأنا لا أخشى ذلك، لان بأي حال من الأحوال لا يستطيع احد ان يوقف الزمن، وبالتالي العمر سوف يمر سواء شئت أو لم أشأ.. أما عن حلم تكوين الأسرة والأمومة، فحتى هذه الأشياء لم تعد تشغلني، لأنني زهدت في الدنيا إلى أقصى درجة ولم يعد يهمني في الحياة سوى حب الله فهو الابقى.

* هذا الكلام الذي اعترفت به حنان شوقي، يؤكد أنها على حافة الاعتزال وليس كلاماً لفنانة تريد ان تنطلق وتؤكد على موهبتها.. أليس هذا صحيحا؟

ـ قاطعتني حنان شوقي بقولها: أنا لم اعتزل التمثيل، لكن هناك أمور كثيرة تغيرت في حياتي وجعلتني أكثر قربا من الله، خاصة بعد وفاة شقيقي منذ عامين، وكل ما أريد ان أؤكد عليه، أنني كلما أردت ان أقدم عملا فنيا في الفترة القادمة لا بد ان يكون هذا العمل صادقا وبعيدا عن الزيف والخداع، ويخاطب عقول وضمائر الناس ويبني داخلهم قيما جميلة.