«الفيديو كليب».. ظاهرة متقلبة بفعل العوامل المحيطة

أدخلت الغناء عالم الإعلام

TT

عندما غنت اللبنانية نانسي عجرم كليب «أخاصمك آه» بملابس مكشوفة، وأداء مثير، قلبت معايير الفيديو كليب الذي كان النقاد ينتقدون أصحابه، لمجرد ظهور بعض الفتيات الراقصات أمام وخلف المطرب بملابس غير محتشمة، ومنذ تلك اللحظات أخذ الكليب يتبدل ويتطور، ويظهر بمعطيات جديدة فاقت ما قدمته نانسي على يد روبي ونجلا وبوسي سمير وأخيرا وليس آخرا ماريا نجمة الكليب المتحرر الجديد.

كل ذلك جعلنا نرصد عالم الفيديو كليب، في ظواهره الجديدة والحديثة، والتي من بينها تغير بوصلة الكشف عن مفاتن الجسد 360 درجة، وظهور بطلة للكليب بملابس محتشمة جدا قدمها شريف صبري مخرج كليبات روبي وتدعى سارة، ومثلما كانت نانسي وأخواتها رائدات في مجال الكليبات شبه العارية، قدم المطرب الشاب سامي يوسف نموذجا رائعا، للكليب الذي يعتمد على الاستماع بالعين من خلال كليب «المعلم». «الشرق الأوسط» رصدت واقع الكليب الحالي عبر خبرائه.

يرى الملحن حلمي بكر أن الفيديو كليب يعيش كل فترة بظاهرة معينة، مرة يعتمد على العري والرقص، وتارة غزا الوسط «بفلوس» الإعلانات! ويفسر ذلك بقوله إن العديد من شركات الإنتاج الفني اتجهت إلى التعاقد أخيرا مع نجوم الغناء للإعلان عن سلع ومنتجات استهلاكية، بحثا عن المزيد من الأرباح مستغلة في ذلك ومستثمرة شهرة ونجاح المطربين وشعبيتهم الواسعة، وهو ما حدث مع إحدى شركات المياه الغازية العالمية التي استغلت شهرة نانسي عجرم وعمرو دياب وحكيم وراغب علامة وكاظم الساهر.

وتابع حلمي بكر «أنا أؤيد الظاهرة لأنها أمل جديد في دعم الأغنية، لأن بداية الكليب لأي نجم من هؤلاء تشمل كلمات الشكر في تترات الأغنية للشركات المعلنة التي ساهمت في دعم وتصوير الأغنية ووفرت لها الإمكانات المادية، فالشركة المعلنة يهمها أن يظهر الإعلان في أجمل صورة وبالتالي تخصص له ميزانية كبيرة لا تقل عن نصف مليون جنيه، وكل ما يعنيها هو ظهور المنتج الخاص بها بشكل مبهر، وبالتالي يفوز المطرب لأنه يصور الكليب من دون أي مقابل مادي، فالشركة تتعاقد مع المطرب على تصوير حملة إعلانية لها، ويضاف لهذه الحملة تصوير إحدى أغانيه بطريقة الفيديو كليب، لتعلن عن بضاعتها بدون المساس بكلمات أو لحن الأغنية، وهذا تحايل جميل لدخول الإعلان في الأغنية، لتخفيض تكلفتها من خلال دعم الشركات، وهي لعبة قديمة بدأت في الأفلام السينمائية حيث يظهر البطل أو البطلة وهما يمسكان بزجاجة مياه غازية أو يقودان سيارة حديثة وغيرها من المنتجات».

وأضاف حلمي بكر أن هذه الظاهرة في عالم الفيديو كليب كشفت أن الشباب عندما يشاهد بعض هذه الأغاني لا يهتم بمتابعة مطرب الأغنية بقدر حرصه على متابعة السيارة الحديثة المبهرة التي يقودها، فهي عنده أهم من المطرب.

ويؤكد جميل المغازي أحد مخرجي أغاني الفيديو كليب ان شركات إنتاج الأغاني تقبل ذلك بشرط ألا تكون السلع المعلن عنها كثيرة بصورة مستفزة، وأن تلتزم شركات الدعاية فكرة المخرج، وتوظف السلعة بشكل جيد داخل أحداث الكليب وهذا من مصلحة الطرفين. المخرجون أيضا كان وما زال لديهم دور في الفيديو كليب والتحكم في بعض ظواهر الكليب، ويملكون تأشيرة دخول أي مطرب مملكة الغناء سواء كان هذا المطرب نجما مغمورا أو ما زال في أول الطريق.