الفنان المصري أحمد آدم: لست مسؤولا عن إيرادات شباك التذاكر

فيلمه «معلش إحنا بنتبهدل» أثار جدلا بسبب موضوعه

TT

يعشق التمثيل ويبحث عن الأدوار الصعبة، ويقول إنه يصر على تقديم قضايا تمس الناس وهو يرى أن الفنان لا بد وأن يعبر عن المجتمع. يتمتع بقدر كبير من الصراحة ويملك موهبة تدعمها قوة وإصرار على تحقيق طموحاته.

القرموطي، أو أحمد آدم عرض له أخيراً فيلم «معلش إحنا بنتبهدل» الذي أثار جدلا بسبب موضوعه، وخلافاً في الرأي حول مستواه الفني، ومن هنا جاء حوار «الشرق الأوسط» في القاهرة مع أحمد آدم.

> لماذا تعرض أفلامك في دور العرض السينمائي الصغيرة وأيضاً في دور عددها قليل؟

ـ لست مسؤولا عن تسويق وعرض الفيلم وهذه المسألة تهم وتخص المنتج والموزع فقط، ولكنني تحدثت مراراً وتكراراً في هذا الأمر بأنه لا بد من إعطائي الفرصة في عرض أفلامي مثل النجوم الآخرين، وأنا واثق من قدرة أفلامي على المنافسة بقوة.

> ولكن أفلامك لا تحقق إيرادات كبيرة مثل زملائك في الكوميديا نجوم الشباك؟

ـ هذا يعود إلى احتكار وتحكم (مافيا التوزيع) في عرض الأفلام، وإذا عرض فيلمي في نفس دور العرض متساويا معهم، لحققت أيضاً أرقاما كبيرة وإيرادات ضخمة، ولكن في النهاية أنا لست «تاجرا» ولعبة الإنتاج، من اختصاص المنتج والفنان عرض وطلب، فالمنتج الذكي هو الذي يستطيع الكسب من وراء الممثل، وهذا عمله وعليه أن يجيده ولكن في الآخر ليس هناك شيء مضمون، ولا يستطيع أحد مهما كانت نجوميته أو شهرته أن يتنبأ بالنجاح أو الفشل، والمكسب والخسارة واردة في صناعة السينما مثل أية صناعة أخرى.

قضايا ثقيلة > لماذا تصر على تقديم قضايا ثقيلة لا تتماشى مع طبيعة الأفلام الكوميدية المنتشرة على الساحة السينمائية؟

ـ دوري كفنان هو تقديم أعمال جيدة وهادفة، تخاطب عقول ووجدان الجماهير، وأن أختار الموضوع الذي يستهويني ويؤثر فيّ كفنان، وإذا نجحت في هذا سيصل العمل إلى قلوب الناس مباشرة وفي النهاية صناعة السينما هي تجارة ومتعة وفكر.

وهناك جمهور يريد أن تقدم له الفكر الذي يخاطب عقله، ومنهم من يريد المتعة والتسلية فقط ومنهم من يريد الحصول على التوعية والخبرات الحياتية.

> ولكن هل ترى أن الناس لديها الوعي الكافي؟

ـ جمهور السينما متنوع مثلما قلت لك ومن آن إلى آخر يزداد وعيهم، ولكن أقولها بصراحة إن التوعية الحقيقية هي وظيفة الإعلام في المقام الأول، من خلال الكلمة المقروءة والمسموعة، وأيضاً الصورة في ظل التقدم الهائل الذي يشهده الحقل الإعلامي من صحف وقنوات فضائية وتلفزيون، بالإضافة إلى الكومبيوتر والإنترنت الذي أصبح لا غنى عنه والإعلام هو المستقبل.

> لكن هل الفنانون لديهم الوعي الكافي بذلك؟

ـ بالطبع معظم الفنانين يتمتعون بوعي كبير وأكثر من 70% منهم مثقفون لديهم الوعي التام والرؤية، وعلى سبيل المثال الفنان محمود المليجي ـ رحمه الله ـ كان يستطيع أن يؤدي كل الأدوار منها المعلم والشرير والطيب ويكفيه دوره في فيلم «الأرض» الذي سطر به تاريخاً لا ينسى في عالم السينما، وهناك ممثلون في مصر والعالم العربي يتمتعون برؤية جيدة، ولكن قلة منهم يستطيعون توصيل رؤيتهم إلى الناس وهنا تأتي أهمية أن يتمتع الفنان (بالكاريزمة) وهي القبول، وأيضاً الصدق في الأداء ومعايشة الشخصية والتفاني فيها مثل عبقري السينما رحمه الله احمد زكي، وأنا من مدرسة عمل الورشة الفنية والمناقشات والتحضير للعمل الفني وأحرص دائماً على تقديم أفكار تشغلني.

القرموطي > شخصية «القرموطي» في «معلش إحنا بنتبهدل» سبق وأن قدمتها في التلفزيون كثيراً فلماذا قررت إعادتها في السينما؟

ـ كان لا بد من شخصية في الفيلم يصدقها الناس ولها تاريخ وخلفية عندهم، وهي شخصية (القرموطي) الذي تفاعل معه الناس وأحبوه، وأخذوا في ترديد عباراته وحديثه والشخصية تحتوي على جانب وطني وآخر جدي، ونالت من النصب والاحتيال وأيضاً الحيلة والمكر والدهاء والذكاء والتعامل مع مواقف لا يتخيلها أحد، والشخصية مدمجة في دور القرموطي وهذه هي الصعوبة، ودائماً ما يظهر القرموطي بمفرده، لكنه ظهر مع نجله في حوالي ما يقرب من 20 مشهدا.

> ما هي الصعوبات التي واجهتك في أداء الشخصية وخصوصاً أنها مزدوجة؟

ـ الشخصية أرهقتني كثيراً لأنها تتسم بالعصبية في الأداء وتحتاج في التعامل معها إلى حذر شديد والسيطرة عليها ومعايشتها جيداً، بالإضافة إلى الماكياج والشارب وكانت المشكلة الحقيقية في الشخصية الثانية وهي شخصية وحيد الابن.

> من الواضح كثرة تعاملك مع المخرج شريف مندور فما هو السبب؟

ـ المخرج شريف مندور تربطني به صداقة قوية وعلاقة حميمة، وأفكارنا متشابهة إلى حد كبير، وهو يتمتع برؤية جيدة وحس عال ويمتلك كل أدوات المخرج الجيد، كما يمتاز بالقوة في فن «الجرافيك» فهو يجيده تماماً وهو واحد من أفضل ثلاثة في مصر في هذا المجال، وهناك مشهد صعب جداً في الفيلم للقرموطي مع نجله وهما يركبان سيارة حربية نفذه بشكل يدعو إلى الدهشة وأعجبني كثيراً.