فتحي سلامة: لا يوجد موسيقى جاز في العالم العربي

مؤلف موسيقي: التلفزيون المصري يتحدث عن حقوق الملكية الفكرية و«يسرق أعمالي»

TT

فتحي سلامة عازف ومؤلف موسيقي ارتبط اسمه بموسيقى «الجاز»، ظهرت موهبته وهو في الثامنة من عمره وارتبطت منذ البداية بالفن الغربي والشرقي وهذا المزيج لا يزال يتحكم في أعماله.

درس الموسيقى في نيوريوك خلال السبعينات ويعتبر من أوائل الذين ادخلوا هذا النوع من موسيقى الجاز إلى مصر رغم انه يعترض على ربطه بهذه الموسيقى الآن.

«الشرق الأوسط» التقت فتحي سلامة في القاهرة وأجرت معه هذا الحوار:

> ما هو تقييمك لموسيقى الجاز في مصر؟

ـ أنا أرى أن الموسيقى التي تقدم في مصر ليست بالجاز.. على الرغم من اعتقاد الكثير من الناس انها جاز.. ربما لأنها تستخدم الايقاعات الغربية والآلات الغربية. والعازف يلعب بعض المقطوعات الأجنبية فيعتقد الجمهور بأن هذه هي موسيقى الجاز.

في الواقع ارى ان موسيقى الجاز اصعب من ذلك بكثير جدا ولا يوجد في مصر عدد كبير من الذين يتقنونها. غير ان ما يقدم فهو ما يسمى بالموسيقى المصرية الخفيفة.

> برأيك أين نشأت موسيقى الجاز الأصلية ومتى؟

ـ مولد الجاز الأصلي كان في الولايات المتحدة وهي واحد من انواع الموسيقى المرتبطة بتاريخ الولايات، فمع قدوم الأفارقة السود ـ كعبيد في الأساس ـ والمهاجرين البيض من أوروبا نشأت ثقافات مختلفة نتيجة لهذا المزيج وبناء عليه نتج ما يسمى بموسيقى الجاز.

> ماذا عن نسبة جمهورها في الشرق الأوسط؟

ـ كما قلت.. أنا لا أرى انه توجد موسيقى جاز أصلية في الشرق الأوسط.. وإنما قلائل من يعرفونها، وما يقدم على انه جاز فهو ليس اصليا وتلك التسمية خاطئة والسبب في ذلك هم الإعلاميون والمثقفون الذين أطلقوا على هذا اللون من الموسيقى اسم موسيقى الجاز. لكن إذا أردت أن تحصر عدد الأشخاص الذين يسمعون ما يسمى بالجاز فهم قلائل ـ على حد تقديري ـ ولكن في ازدياد.

> إذا ما الفرق بين ما تقدمه وما يقدمه يحيى خليل عازف الجاز، اذا جاز التعبير؟

ـ لا توجد أي صلة بين ما أقدمه وما يقدمه يحيى خليل فهو يلعب نصف موسيقاه من مؤلفات عالمية وبالتالي يغلب عليها النصف الآخر. أما أنا فلا العب أي مؤلفات لأي شخص أنا اقدم مؤلفاتي الخاصة بي، وأتناول فيها التراث المصري بعمق، وفي رأيي بامكان الفنان أن يقدم أشياء جديدة ولكن يجب أن يكون مصدرها العلم والمعرفة، ليس شرطا أن يتبع الاتجاه السائد فحسب.

> لكن ربما يؤدي هذا – الاتجاه السائد ـ إلى الربح المادي؟

ـ هذا صحيح لكن الاتجاه التجاري لدينا محدود جدا! لان المتشابهات كثيرة. بمعنى أن ما يقدم في مصر هو نوع أو اثنين فقط من الموسيقى، مما يقلل فرص الإبداع لدى الفنان، فترى أن اغلب المطربين متشابهون فيما يقدمونه على اعتبار انهم مطربون. في أوروبا وبالمناسبة في أفريقيا أيضا إذا دخلت متجرا لبيع الاسطوانات الموسيقية سوف تراه منقسما لعدة أقسام، هناك قسم خاص بموسيقى الروك والآخر للبوب والفانك والباتك والموسيقى الإلكترونية، ومن هذا المنطلق تتاح الفرصة للجمهور للتعرف على كافة الأنواع الموسيقية وبالتالي يقدمون على شراء ما يريدونه وهنا يكون قد تحقق العنصران الرئيسان وهما شهرة الفنان والربح المادي.

> أهذا هو السبب في إننا لا نرى موسيقاك تباع في الأسواق المصرية والعربية؟

ـ نعم لان ما يحكم السوق هنا مجموعة من الشركات ذات اللون الموسيقي الموحد ولا يهمها ما تقدمه من موسيقى بل العائد المادي فقط، وبالتالي تقل فرص الإبداع عند الفنان ليس فقط في الموسيقى بل في السينما والمسرح، لان الذين يحكمون السوق هم أيضا الذين يمتلكون القنوات الفضائية. ما أريد أن أوضحه هو ان لدينا تجريما لاختلاف الآراء لذا هناك أسواق تباع فيها اسطواناتي.

> ولماذا لا تسمع موسيقاك في التلفزيون المصري؟

ـ التلفزيون المصري يذيع بعض أعمالي القديمة منذ عشر سنوات تقريبا وحتى الآن لا يضعون اسمي عليها.

> كيف لا يوضع اسمك على ما تملكه؟

ـ من المفترض أن في مصر توجد حقوق الملكية الفكرية ومن الممكن أن ارفع دعوى ضد التلفزيون المصري وأقاضيه وأتقاضى منه الكثير من المال، عما أذاع لي.. ولكن انظر إلى النتيجة بعد ذلك يمكن أن يمتنع.. التلفزيون عن إذاعة أعمالي. > فهل هذا مفيد أم مضر للفنان؟

ـ أظن ان هناك استفادة أدبية.. وهي المحافظة على أعمالك من السرقة! المفروض أن من يحافظ على حقوقي هي الدولة ووزارة الثقافة وهذه مشكلة قانون حفظ الملكية.

> هل ترى أن هناك تقصيراً من قبل الدولة؟

ـ بالطبع.. لان هذه الدولة التي تذيع الإعلان عن حقوق الملكية الفكرية هي نفسها التي تملك التلفزيون والذي تقدم فيه أعمالي منذ زمن ولم أتقاض عليه أجرا حتى هذه اللحظة.