شبان يبحثون عن الاختلاف في التلفزيون

منهم نادين سابا وحنان مطاوع ومحمد سليمان

TT

في صورة جديدة لهم، وشكل مختلف عليهم، وفي حالة من السعي وراء التجديد والتنوع، ظهر هذا العام أكثر من وجه على شاشة التلفزيون، وفنانون شبان اعتدنا رؤيتهم في السينما في أدوار بعيدة عن الشخصيات التي يؤدونها عادة في مسلسلات هذا العام.

1- رغم أنها لبنانية، إلا أن «نادين سابا» تقدم هذا العام ـ لأول مرة ـ شخصية المرأة اللبنانية بلهجتها الأصلية من خلال مسلسل «أنا وهؤلاء» الذي تقدم به دور «فيروز»، وتتحدث نادين سابا عن الشخصية وعن العمل ككل، فتقول: «تم ترشيحي للعمل عن طريق المخرج عصام شعبان وبعد جلسة مع الفنان محمد صبحي ـ بطل ومؤلف المسلسل ـ قمت بقراءة النص الدرامي وانبهرت به جدا لدرجة أني اعتذرت عن مسلسل (المرسى والبحار) وقد انجذبت لشخصية (فيروز) لأنها تتميز بدرجة عالية من الوعي والذكاء المختفي وراء ابتسامة ساذجة تخدع بها من يحتال أو يكذب عليها، كما أنني أعتبر الوقوف أمام الفنان محمد صبحي فرصة عظيمة من الصعب رفضها، خاصة وأنه أيضا كتب النص الدرامي لهذا المسلسل باقتدار وسلاسة شديدة، فبقدر ما يحمل من بساطة في الأسلوب بقدر ما يحمل من عمق في الأفكار».

وعن رأيها إذا كان التلفزيون قادرا على صناعة النجوم أم لا.. قالت: «أرى في العمل التلفزيوني فرصة كبيرة للانطلاق، قد تحققت من قبل للكثيرين وعامة الموهبة والعمل الجاد هما القادران على صناعة النجوم أكثر من أي وسيلة أخرى». 2- صنفت حنان مطاوع دائما على أنها الفتاة البريئة المثالية من خلال الأعمال التلفزيونية التي قدمتها سابقا، وفي محاولة منها للتقدم للأمام والإفصاح عن وجه لم يتم الإفصاح عنه من قبل، وهو «الوجه الشرير» الذي أرادت أن يظهر بنفس قوة «الوجه البريء»، تقدمت حنان مطاوع هذا العام بشخصية «نهى» المتعالية، الشريرة في مسلسل «سارة»، وتفسر «حنان» أسباب هذا التحول في طبيعة أدوارها قائلة: «قبلت أداء شخصية (نهى) كنوع من التغيير والخروج عن الشكل التقليدي الذي ارتبطت به منذ بدايتي وحتى الآن في الأعمال التلفزيونية، باستثناء دوري في مسلسل (نجمة الجماهير) والذي قمت فيه بأداء شخصية فتاة حاقدة، يظهر الشر الذي بداخلها في تعبيرات وجهها، وهو ما لم اتبعه في أداء شخصية (نهى) فقد سرت في أداء هذه الشخصية على نهج الممثلين العالميين عندما يؤدون أدوار الشر، فابتعدت عن تعبيرات الوجه لإبراز صفات (نهى) المتعالية، المسيطرة، التي أدى كونها عاقرا إلى تضخم الشر بداخلها، وهي تعد الشخصية المقابلة لشخصية (سارة) البريئة التي تؤديها (حنان ترك)».

وتضيف: «أعتبر شخصية (نهى) من أصعب الشخصيات التي قمت بأدائها حتى الآن، لأنني حرصت طوال الوقت ألا أبالغ في انفعالاتي وتحركاتي، لتخرج الشخصية بشكل أقرب للحقيقة».

وفي حين تحاول حنان مطاوع العبور إلى مناطق الشر، حاول أحمد وفيق الهروب منها بعد أن قدم الشر في أسوأ صوره الانتهازية والمخادعة من خلال دوره في فيلم «سكوت حنصور» للمخرج يوسف شاهين، «وفيق» يأتي للتلفزيون بشخصية شديدة العذوبة والرومانسية في مسلسل «الحب موتا» للمخرج مجدي أحمد علي، ويعبر عن هذا التحول قائلا: «قررت ان تكون عودتي بعد غياب أربع سنوات عن التمثيل بشكل اكثر إيجابية، وهو ما توافر لي من خلال دوري في مسلسل (الحب موتا)، حيث أقدم شخصية رجل صعيدي، رومانسي، يعاني من صراع داخلي بين رومانسيته والتقاليد والواجبات الصعيدية، فهذه الشخصية بما تحمله من نبل تتنافى مع شخصية (لمعي) الانتهازية في فيلم (سكوت حنصور)، والتي أحدثت لي شهرة شديدة السلبية أحاول الآن محوها بالعمل التلفزيوني، القادر على إحداث انتشار إيجابي افضل لدى المشاهدين».

3- أما «محمد سليمان» الذي بدأ ظهوره الفني منذ عامين من خلال بطولة فيلم «7 ورقات كوتشينه» للمخرج شريف صبري، فقد حصل هذا العام على أحد الأدوار الهامة متمثلا في شخصية «حسام»، الابن البكر لـ«أحلام» من خلال مسلسل «أحلام في البوابة».

ويوضح سبب توجهه للتلفزيون قائلا: «مبدئيا كان من المستحيل ان أرفض عملا بهذا الحجم، كل صناعه متميزون في مجالاتهم من المؤلف أسامة أنور عكاشة إلى المخرج هيثم حقي، مرورا بالفنانة سميرة أحمد، حيث يعد وجودي في هذا العمل الكبير إفادة وبداية قوية تجعلني أقف على أرض صلبة، وقد شعرت بأهمية التلفزيون لأني أردت تقديم نفسي كممثل بشكل أفضل وأقوى مما كان في فيلم (7 ورقات كوتشينة)، الذي لم يحظ بنسبة مشاهدة عالية، والتلفزيون هو الوسيلة الوحيدة القادرة على تحقيق هذا الهدف بالنسبة لي، لما تتوافر له من نسبة مشاهدة لا تتحقق في أي جهة أخرى، لذلك أتصور أن التلفزيون لا يمكن أبدا أن يضر أي فنان، بالعكس فهو يفيد الفنان الموهوب ليدفع أحيانا ـ أي التلفزيون ـ بالفرص السينمائية لهذا الفنان».

من نفس الفيلم «7 ورقات كوتشينة»، يأتي «يوسف شريف» لنراه في مسلسلين هما «العميل 1001»، و«على نار هادئة». الغريب أن يوسف شريف يحقق وجودا سينمائيا جيدا، حيث ينتظر عرض فيلم «حليم» و«كواليس» ومع ذلك فقد اتجه للتلفزيون، والأسباب يشرحها قائلا: «لم أقبل العمل التلفزيوني سعيا وراء الانتشار أو لتخطي فشل فيلم (7 ورقات كوتشينة)، فقد قبلت العمل لأني اقتنعت وأحببت الشخصيات التي عرضت علي من خلال هذين المسلسلين، لم أفكر في الوسيلة التي سيتم عرضها بها بقدر ما فكرت في دخولي لنوعية شخصيات جديدة، تحمل أبعادا قوية وتطورات مثيرة، ورغم أن مساحة الأدوار ليست كبيرة مقارنة بمساحة أدواري في السينما، إلا أنني قبلت تقديم هذه الشخصيات، كبداية في التلفزيون، من شأنها أن تتطور في المستقبل، لأخطو في العمل التلفزيوني بتنوع وجرأة أكبر من هذا العام».