المسرحي المغربي مهاجر ينتقد برنامج استوديو «إتش 2 إم» والقناة الأولى ترفض تسجيل عرضه تضامنا مع القناة الثانية

TT

انتقد الممثل المغربي، رشيد مهاجر، بأسلوب فني حاد، القناة التلفزيونية الثانية، في عرض مسرحي ساخر بعنوان «استوديو H2M» في إشارة إلى برنامج للمسابقات الفنية لاكتشاف المواهب الغنائية، كانت القناة المذكورة قدمته منذ شهور، وخلف وراءه جدلا في الوسط الفني والإعلامي.

وفي هذا العرض الذي شخصه مهاجر بمفرده، على خشبة المركز الثقافي المهدي بنبركة، في مدينة الرباط، أمام جمهور أغلبه من الشباب، ودام لمدة ساعة ونصف الساعة تقريبا، قدم لقطات مستوحاة من أجواء برنامج «استوديو h2m» بشكل كاريكاتوري، شمل المرشحين والمرشحات للتباري، وكذلك أعضاء لجنة التحكيم، متوقفا بالخصوص عند عازف العود الفنان الحاج يونس. واستغل الممثل، بذكاء، التشابه الحاصل بينه وبين عماد النتيفي مقدم البرنامج من حيث الشكل، فقلده بطريقة يغلب عليها طابع المزاح، ولا سيما في كيفية نطقه لعبارته الشهيرة «لا تنسوا أبدا أننا نحبكم» ضاغطا بقوة على مخارج الحروف.

تم تأثيث فضاء العرض بالموسيقى، وباكسسوارات فنية مختلفة، مثل باروكة الشعر، وغيرها لإيصال خطاب فني لا يخلو من قسوة على البرنامج، وركز بالخصوص على الهفوات الفنية التي صاحبته، منذ انطلاقته إلى سهرة الختام.

وتم أيضا التلاعب بالكلمات في إيحاءاتها ومدلولاتها اللغوية، ومنها عنوان العرض « H2M» الذي استخرج منه الممثل ما يفيد أن القناة الثانية أضافت لجمهورها همين جديدين، وكأن الهموم الأخرى للحياة اليومية ليست كافية بالنسبة لهم.

والممثل مهاجر، شاب مهاجر فعلا في إيطاليا، أي أن الاسم يطابق المسمى تماما. وهذا هو أول لقاء له مع الجمهور في المغرب من خلال عمل فني من تأليفه وتقديمه، وإخراج محمد الضاصر. وحين سألته «الشرق الأوسط» في ختام العرض: «ألم يكن متحاملا على القناة الثانية بشكل مبالغ فيه؟» نفى ذلك، وقال: إن هذا ما أملاه علي ضميري الفني، من خلال رؤية ساخرة تنتقد السلبيات بغرض تقويمها مستقبلا.

وقال أيضا إنه اتصل بالقناة الأولى في الرباط لتسجيل العرض وبثه للجمهور، ولكنها رفضت ذلك، تضأمنا مع ما أسماه بـ «أختها الصغيرة القناة الثانية»، مضيفا أنه يتفهم الموقف، وإن كان لا يرى أي مانع في التطرق إلى بعض البرامج الشهيرة من زاوية السخرية، مثلما هو جار به العمل في قنوات أوروبا وأميركا.