المخرج السوري نجدت أنزور: أنا مؤمن بـ«الحور العين».. لكن هدفي تعرية الإرهابيين

قال لـ الشرق الاوسط إن المسلسل يخلق حالة نقاش مع المشاهدين وسيعرض قريبا في المحطات الغربية

TT

قال المخرج السوري نجدت أنزور ان المسلسل الرمضاني «الحور العين» الذي اثار جدلا واسعا ‏ ‏في الشارع العربي عند عرضه خلال شهر رمضان الماضي بسبب معالجته الجريئة لموضوع الارهاب، سيراه المشاهد الغربي خلال الشهور المقبلة ليعرف ان ظاهرة الارهاب دخيلة على المجتمع المسلم. وأوضح المخرج السوري الذي التقته «الشرق الاوسط» ‏ امس خلال زيارته الى العاصمة لندن لتسويق العمل الدرامي لمحطات تلفزة غربية انه تلقى، وكذلك مجموعة العمل، تهديدات بالقتل بعد صدور فتاوى تكفيرية بحقهم من اصوليين متطرفين على مواقعهم المحسوبة على «القاعدة»، الا انه قال «لا هاجس عندي ضد أي تهديدات وإنما هاجسي كان تقديم عمل فني، طبعا يوجد هجوم ضدي على مواقع الاصوليين على الإنترنت وهو هجوم أصلا بدأ قبل عرض العمل. وذكر انه كان يتخوف خلال مرحلتي التحضير والتصوير اللتين استغرقتا نحو خمسة شهور من ايقاف العمل على غرار حلقات مسلسل «الطريق الى كابل» والتي اوقفت العام الماضي، لكن القائمين على محطة «ام بي سي» تصرفوا بذكاء حيال تلك التهديدات، بالاضافة الى انهم كانوا مقتنعين بأهمية العمل الذي يسعى للتفريق بين الدين الاسلامي والارهاب الذي بات مشكلة تهدد المنطقة بأكملها. وقال انزور ان العمل يتناول، من دون توثيق زماني او مكاني، التفجيرات التي طالت مجمع «المحيا» السكني في الرياض وأسفرت عن قتل 17 شخصا من بينهم سبعة لبنانيين،‏ ‏وأربعة مصريين وسعودي وسوداني، واصابة 112 شخصا.‏ وأضاف ان العمل قدم للمشاهد بكل حيادية وتوازن حيث حدد بدوره على من تقع ‏ ‏مسؤولية الارهاب، واعتبر ان المسلسل ناقش قضية موجودة تهم العرب والمسلمين. وأكد المخرج انزور ان العمل لم يسئ لأحد وحقق رغبة كل مواطن ‏ ‏عربي. وأوضح ان العمل ناقش ايضا الارهاب بشكل مدروس ومتوازن وموضوعي بمشاركة فنانين ‏عرب يتحدثون بلهجات مختلفة من اجل تجسيد خلايا الارهاب العربية المتعددة الجنسيات.‏ وذكر ان المشاهد المصري اقبل لاول مرة من خلال «الحور العين» على مشاهدة الدراما السورية. وأعرب عن اعتقاده بان المسلسل الذي عرضته «ام بي سي» و«اوربت» والمحطة الارضية السورية والمغربية ناسب كافة الاذواق العربية «وأدى الى تحريك المياه الراكدة وأثار كثيرا من الحوارات عن سبب ظاهرة الارهاب في بلادنا، والفرق بين المقاومة المشروعة وبين ما يرتكبه الارهابيون». وعن فكرة الشريط الدعائي للمسلسل قال انه قصد من رقعة الشطرنج التي وضع داخلها شخوص الارهابيين انهم محاصرون ومحبوسون، ومشروعهم الى زوال، لكن هناك ايضا ايادي خفية تحركهم من الخارج. وذكر انزور ان اجزاء من العمل صورت في السعودية بينما تم تصوير كل المشاهد الداخلية ‏ ‏في سورية وضم مشاهد واقعية لعمليات التفجير. ونفى ان يكون مسلسل واحد مثل «الحور العين» سيوقف ظاهرة الارهاب «ولكن بمزيد من الحرية والاستقرار في اوطاننا والحوارات يمكن القضاء على تلك الظاهرة الدخيلة على بلادنا». واعتبر «الحور العين» انطلاقة جديدة في الدراما العربية قدمت له التسهيلات كافة لانجاحه، وهو مؤلف من 30 حلقة ستقدم من دون رقابة مسبقة على مشاهده.‏ وشارك في كتابة المسلسل الدكتورة هالة دياب التي ركزت على الخط الاجتماعي، وكتب الجانب الأمني في المسلسل الفنان الاردني جميل عواد، اما الخط الديني فكان من اختصاص الكاتب السعودي عبد الله بن بجاد .

وأكد المخرج السوري ان اسم المسلسل، الذي اثار الجدل، كان من اختياره شخصيا، لانه يؤمن شخصيا بالحور العين «لانها وعد الله الحق لعباده المؤمنين وهي جزء من وعد الجنة للمخلصين من عباد الله، لكن الخط العام للمسلسل كان تعرية الارهابيين الذي يغسلون ادمغة الشباب الصغيري السن من اجل تنفيذ عمليات انتحارية». ونوه أنزور إلى أن «حور العين» هو مفهوم إسلامى جميل جاء ذكره في آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة، ولكن «ما لفت نظري أن الجماعات الإرهابية تركز في أدبياتها على استخدام هذا المفهوم لجذب الشباب وإغرائهم ووعدهم بلقاء 72 من الحور العين، ونحن حاولنا تبرئة هذا المفهوم الجميل من استخدام الجماعات الإرهابية».

ورصد المسلسل الحياة الاجتماعية في المجمع السكني عبر العلاقات الناشئة بين ‏عدد من العائلات العربية المقيمة في السعودية، عائلات سورية (الممثلون سليم كلاس ‏ ‏نبيلة النابلسي بسام داوود نور خراط) وهي تشكل محورا لعلاقات المجمع، ولبنانية ‏(جهاد الأندري ونهلة داوود)، واردنية (عبير عيسى ومحمد العبادي واناهيد فياض) ،‏ ‏ومصرية (سناء يونس وحسن عبد الحميد) ، ومغربية (فاطمة بلخير وسعيد الخندوقي) ‏بالاضافة الى شخصيات اخرى من الكويت (ليلى سلمان) والسعودية والسودان.‏ ‏ وأشار المخرج السوري الى ان الخط الاساسي في المسلسل الدرامي هو الخط الاجتماعي، بينما الارهاب مجرد خط من خطوط العمل وليس الخط الاوحد، وان الفكرة الرئيسة تتناول ظاهرة الارهاب بكل اشكاله وابعاده، والارهاب الفكري الذي يقيد عقل المرء، والارهاب العائلي الذي يمارسه الكبير على الصغير، والارهاب الاجتماعي الذي يحكم الفرد ويقيد حقوقه وحرياته الشخصية، بالاضافة الى ارهاب الزرقاوي زعيم «القاعدة في بلاد الرافدين» المطلوب الاول اميركيا في العراق، والذي يقتل ويذبح ويروع الاطفال والنساء. ووصف نجدت عمله الدرامي بأنه «يؤسس لحالة نقاش بين المشاهدين»، وتابع «طرحنا وجهتي النظر بتوازن وبموضوعية شديدة ولجأنا إلى الناس المتخصصين، كما أن العمل يذكر المفردات الحقيقية التي تستخدم من قبل الإرهابيين من خلال الحوار». كما أشار أنزور إلى «تعدد اللهجات في العمل من خلال وجود عائلات عربية تسكن في المجمع السكني». وأوضح أن «هذا التنوع لأول مرة يطرح بهذا الشكل من خلال حياة يومية بسيطة، وانه ترك وقعا كبيرا في نفوس المشاهدين، خصوصا أن موضوع الإرهاب هو حديث الساعة».