الفنان محمد بكري : فلسطين يمكن أن تعود بدون عمليات «استشهادية»

تم تكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي

TT

رغم اختلاف الآراء واشتداد الجدل عقب عرض فيلمه التسجيلي «من وين ما رحت»، ظل الفنان محمد بكري متمسكا برأيه ووجهة نظره المعارضة للعمليات «الاستشهادية»، معللا ذلك بأنه إذا كان الكفاح شيئا مقدسا فحياة الإنسان أقدس من الكفاح نفسه إلى جانب أنه استعرض من خلال فيلمه هجوم الحكومة الإسرائيلية عليه بشراسة بسبب فيلمه «جنين جنين» وكفاحه لمحاولة عرض هذا الفيلم ولكن دون جدوى، فهو يؤمن بالكفاح السلمي ويعتبر فنه سلاحا ضد إسرائيل.

«الشرق الأوسط» التقت بكري خلال مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الأخير، حيث تم تكريمه كما عرض من بطولته فيلم «خاص» الإيطالي ومن إخراجه «من وين ما رحت».

> في البداية ما تعقيبك على ما حدث من جدال في الندوة التي أعقبت عرض فيلمك بالمهرجان؟

ـ ما حدث أعتبره نقاشا وليس صداما ولا أشعر بأي ضيق لأنني مع النقاش الجاد والحر حتى لو اختلف مع رأيي لكن كان لا بد أن يكون الكلام بشكل حضاري أكثر من ذلك، وأنا نبهت السيدة التي انفعلت إلى أنه لا بد أن نتحاور معا ولكن بشكل تربوي حتى يفهم كلانا الآخر.

> ألم تخش من عرض وجهة نظرك خلال فيلم خاص؟

ـ أنا لا أخشى أحدا سوى الله عز وجل لأنني لم أفعل شيئا خطأ حتى أخشى منه.

> للوهلة الأولى شعرت أن فيلم «خاص» إيطالي جدا لماذا لم تحرص على إبراز الفيلم بروح عربية؟

ـ يجوز حدث هذا لأن الأبطال المحيطين بي ليسوا عربا، خاصة أن مخرج الفيلم نفسه إيطالي.

> كيف استطاع المخرج أن يختار فريق العمل بهذه الدقة؟

ـ لم يكن هينا صناعة هذا الفيلم على الإطلاق لأن التصوير كله كان بمنزل واحد فكان علينا التكثيف والدقة في الاختيار.

> ما أبرز الصعوبات التي واجهتكم أثناء صناعة الفيلم؟

ـ كانت هناك صعوبة في التواصل بيننا وبين المخرج فهو إيطالي ولا يتحدث الإنجليزية إلا قليلا، أيضا تعليم اللهجة الفلسطينية وعلاقتنا بالعساكر داخل الفيلم كان بها شيء من الصعوبة إلى جانب ذلك المنزل الصغير الذي كنا نعيش بداخله جميعا.

> لماذا اختير المكان بإيطاليا بالتحديد؟

ـ المخرج هو الذي اختار المكان لأنه كان من الصعب التصوير داخل فلسطين في ظل الأوضاع الحالية.

> ذكرت انك إذا كنت مكان المخرج لغيرت أشياء عديدة أخلت بالسياق الدرامي للفيلم، فلماذا لم تصر على وجهة نظرك إذا كانت لمصلحة الفيلم؟

ـ أصررت على وجهة نظري لكن في النهائية القرار يرجع للمخرج ولا أستطيع أن أعتدي على حقه في ذلك.

> هل هناك دور عرض داخل فلسطين؟

ـ فلسطين ليس بها أي دور عرض إلا في رام الله والتي من الصعب أن يصل إليها الكثير من الفلسطينيين لأنهم ممنوعون من الذهاب إلى هناك بسبب الاحتلال.

> برأيك هل اذا شاهد الفلسطينيون فيلم «من وين ما رحت» سيفهمون وجهة نظرك بصدر رحب؟

ـ أعتقد أنهم سيفهمونه ويحبونه ولن يفهموني خطأ لأن وجهة نظري هي وجهة نظر الفلسطينيين أنفسهم بالداخل حتى الموجودين بالضفة والقطاع لأنهم أنهكوا من العمليات الاستشهادية، فالمقاومة بدون انتحار اعتقد انها سوف تحل المشكلة.

> ذكرت اكثر من مرة مسرحية المتشائل فما أهمية هذا العمل بالنسبة لك؟ ـ المتشائل يعني المتشائم والمتفائل في نفس الوقت. والمسرحية عن رواية للأديب الراحل أميل حبيبي ودوري فيها دور شخص مجنون، وهو سعيد أبو النحس، الذي يصاب بالجنون بسب فقدانه لوطنه وكل الأشياء الغالية لديه، وهو من أعز أدواري إلى قلبي.

> كيف يسمح لك الاسرائيليون بتقديم الاعمال الفنية المعارضة لوجهة نظرهم؟

ـ نعم هم يسمحون لي بذلك لكنني قد أدفع الثمن من جهة أخرى، منها مثلا التضييق على رزقي فقد يضرونني بطرق مختلفة، وهذه هي مساحة الديمقراطية التي أركز عليها في معظم أعمالي.

> لماذا لم تعرض فيلم «جنين جنين» في مصر هذا العالم؟

ـ الفيلم عرض من قبل في مهرجان الإسماعيلية والقاهرة. وبنحو عام القاهرة ليست بها عروض تسجيلية وفيلم «من وين ما رحت» عرض بشكل استثنائي ليحل محل فيلم آخر. أما إذا دعاني أحد لعرضه سوف ألبي الدعوة بالطبع.

> أليس لديك أية عروض جديدة؟

ـ أنا مهتم أكثر بتوزيع فيلمي في أكثر من مكان وليس لدي جديد حاليا.