مالك العقاد يعلن خطة لتأسيس جمعية باسم والده

في مؤتمر صحافي لتكريم المخرج السوري الراحل مصطفى العقاد

TT

دمعت عينا كل من حضر أمس خلال مؤتمر صحافي لتكريم المخرج السوري الراحل مصطفى العقاد رحمه الله، وأجهش بالبكاء كل من الكاتب والناقد محمد رضا إضافة إلى نجل الفقيد المخرج والمنتج مالك العقاد والفنان دريد لحام والفنانة منى واصف والمنتج نبيل ضو.

فعاليات التكريم استهلت بعرض مقاطع لمقابلات تلفزيونية سابقة مع الراحل، إضافة إلى مقاطع من تصوير الراحل العقاد لفيلمي «الرسالة» و«عمر المختار». بعد العرض أكد محمد رضا أن الراحل نجح من خلال «الرسالة» في تجاوز عقبة عدم إمكانية ظهور صورة أو صوت للبطل، وهو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بكل مهارة وحرفية، وهو أمر لم يتكرر سوى مرتين في تاريخ السينما في هوليوود.

«كل من شاهد الفيلم تأثر به، العقاد في «الرسالة» نجح في تقديم أروع صورة للإسلام، حتى أن الكثيرين أسلموا بعد مشاهدتهم للفيلم».

كما أنهى الفنان دريد لحام كلمته بدموع غزيرة، وهو يقول «البيئة الأميركية التي عاش فيها العقاد لم تستطع أن تخطفه من جذوره العربية والدينية، بل على العكس تماما ازداد تعلقا بها»، ولم يتخل الفنان دريد لحام عن حسه الكوميدي الذي ظهر في كل كلمة من كلماته رغم حزنه الشديد «بقي اسمه مصطفى وليس ستيف وبقي أبو طارق ومالك وزيد وريما».

«في فيلمه عمر المختار لم يصور المعارك والحروب بين المسلمين والصليبيين كعادة الأغلبية من المخرجين، فتركيزه كان بالدرجة الأولى في الفيلم على شرعية المقاومة العربية في مواجهة الإرهاب لسعي بعض السينمائيين العرب إلى العالمية عبر تبنيهم الأفكار السلبية عنا وهي تلك التي يتبناها الغرب، في حين كان الشغل الشاغل للفقيد كيف نتمكن من مخاطبة العقل الغربي؟ وكنت أنا أحد الأغبياء (الفنان دريد أصر هنا على الكلمة برغم محاولة المترجمة تجنبها لكنه تجاهل ذلك وترجمها بنفسه مكملا كلمته).. كنت أنا أحد الأغبياء الذين اقترحوا إقامة محطة فضائية عربية تتحدث الإنجليزية، لكن الفقيد صوب مفهومي قائلا لي إن الأجدى هو مخاطبة العقل وليس الأذن، فاللغة ليست مهمة في التخاطب العقلي بدليل أننا نتخاطب بالعربية ولا نفهم بعضنا بعضا».

أما الفنانة منى واصف فقد ارتجلت كلمتها التي خرجت من حنجرتها مخنوقة بالدموع، كما أصرت خلال المؤتمر الصحافي على عدم ترجمة كلماتها إلى اللغة الإنجليزية، مؤكدة أن أغلب الحضور عرب، والعقاد رغم عالميته عربي..». مثلما تعالت ضحكاتكم والفنان دريد لحام يتحدث عن فقيدنا الغالي، فالعقاد كان كتلك الضحكات، فرح متنقل. وشخصيا كنت أتهيأ مع الفنان دريد لحام لاستقباله رحمه الله في مهرجان دبي للسينما، حيث كان من المقرر تكريمه بعد 26 عاما من انجازه لفيلم «الرسالة» الذي لم يعرض في سورية ومصر للأسف». وأكدت منى واصف أن الراحل التقى بالشاعر عبد الرحمن الأبنودي قبيل وفاته وقال له «إقرأ علي الفاتحة.. فيا ترى هل يشعر العظماء بدنو أجلهم». وفيما يتعلق ببداية تعارفها مع العقاد تذكر منى أنها «كانت المرة الأولى في عام 1974 حيث أتى لمصر أثناء تحضيره لفيلم الرسالة، وقام الفنان الراحل عبد الله غيث بتعريفه بي».

تحدثت الفنانة الكبيرة عن ذكريات العمل مع المخرج الراحل الذي كان يتسم بالجدية الشديدة في العمل إلى الحد الذي عزا بطاقم العمل لإطلاق كنية «القيصر» عليه. وقالت «كيف لي أن أتحدث عن الشخص الذي كان سببا في تقديمي منذ حوالي 30 عاما إلى عالم السينما، وكيف لي أن أرثي هذا الفنان العظيم الذي راح ضحية من يتمسحون بالرسالة». وفي ختام الندوة، أعلن مالك العقاد أن أسرة الفنان الراحل بصدد تأسيس جمعية باسم مصطفى العقاد لدعم صناع السينما الشباب، حيث من المنتظر أن تقوم تلك الجمعية بتقديم المنح الدراسية وتوفير التسهيلات التقنية للمخرجين الناشئين وعقد مسابقات تساعد على اكتشاف المواهب الواعدة. كما أعلن مالك العقاد أنه سيقوم قريبا بإعلان ترتيبات خاصة بإنتاج فيلم «صلاح الدين» الذي كان والده يحلم بإخراجه.