تلفزيون لبنان الرسمي يشهد إقبالاً جماهيرياً بعد إقفاله

موسيقى متواصلة للرحابنة على خلفية لوحة كُتب عليها قرار الإغلاق وموعد إعادة البث

TT

فوجئ القائمون والعاملون في تلفزيون لبنان الرسمي الذي اقفل اخيراً بقرار صادر عن مجلس الوزراء اللبناني بتحول شريحة من اللبنانيين الى مشاهدة محطتهم، اذ صاروا مستمعين دائمين للموسيقى اللبنانية التي تبثها طيلة ثلاثة عشرة ساعة في اليوم، تبدأ في التاسعة صباحاً وتنتهي العاشرة ليلاً وتترافق مع صورة ثابتة تتضمن العلم اللبناني وعبارة تقول: «بناء على قرار مجلس الوزراء يتوقف تلفزيون لبنان عن البث ويعاود ارساله في 25 مايو (ايار) المقبل. ولعل نوعية الموسيقى التي اعتمدها تلفزيون لبنان والمؤلفة من مجموعة الحان للرحابنة ولذكي ناصيف وفيلمون وهبي وغيرهم جعلت المحطة متابعة من قبل اللبنانيين اكثر من الماضي مطبقة المثل القائل «مصائب قوم عند قوم فوائد».

وتعلق مذيعة تلفزيون لبنان سنا نصر على الموضوع لتؤكد هذه الملاحظة: «صحيح شهادتي مجروحة الا ان عدداً كبيراً من الاصدقاء والاقرباء يتابعون المحطة حالياً، واولهم زوجي الذي نقل الي مدى زيادة شعبية المحطة، الآونة الاخيرة، بسبب الموسيقى الجميلة التي تبثها وتساعد على تهدئة الاعصاب.

ولوحظ اعتماد هذه المحطة في عدد من المقاهي والمطاعم البيروتية التي وجدت في «برنامجها الجديد» اذا صح التعبير انيساً محبوباً لنسبة من اللبنانيين التي حلت الاغاني التجارية الرائجة والبرامج التلفزيونية المكررة التي تعتمد على الاحاديث الطويلة واجراء المقابلات الروتينية.

ويرى مذيع المحطة سعيد ملكي ان اقفال التلفزيون الرسمي خلق بصورة غير مباشرة لدى اللبنانيين الذين وجدوا في الحان الرحابنة وبعض اغاني فيروز وغيرها بلسماً لجراحهم اليومية. وأضاف «في الحقيقة فوجئت بهذا الكم الهائل من الناس الذي ما زال يشاهد تلفزيون لبنان وهو مقفل.

اما علي يونس مدير الإرسال في المحطة نفسها فقد اكد انه «يتلقى يومياً عشرات الاتصالات من مشاهدين لبنانيين يشجعون بالخطوة التي يتبعها حالياً القائمون على التلفزيون والتي جذبت شريحة من الناس لم تكن في الماضي تتابع هذه القناة».

وتقول ريتا سركيس وهي مهندسة معمارية انها وزملاءها في المكتب صاروا مستمعين دائمين لتلفزيون لبنان بسبب الموسيقى اللبنانية التي يبثونها، بينما اعتبر شفيق اندراوس الذي يملك دكاناً في احد احياء بيروت ان ولادة تلفزيون لبنان الرسمي بدأت بالفعل منذ حوالي العشرة ايام، تاريخ اقفاله، عندما اختار ما يناسب اعصاب اللبناني حالياً.

كما ان نزلاء الاسرّة البيضاء الذين يتوزعون على عدد من المستشفيات اللبنانية اعتمدوا المحطة نفسها في غرفهم بحيث اعتبروها خير رفيق وقت الضيق. وتقول الممرضة حنان أنها لاول مرة خلال عملها التمريضي تلاحظ هذا الاقبال على مشاهدة تلفزيون لبنان في ما كان في الماضي محط انتقادات كثيرة.

=