ساندرا نشأت: أختلف مع إيناس الدغيدي وأفلامها تثير الاستفزاز

المخرجة الشابة تتمنى أن تكتب وتخرج وتمثل في فيلم واحد

TT

اسمها «ساندرا» جعل البعض يتصور انها مخرجة اميركية، بملامحها العشرينية، وصوتها الطفولي الذي يرشحها لدور تلميذة في المرحلة الثانوية وآرائها المتمردة ووعيها الفني، وطموحاتها السينمائية، وأعمالها القليلة، كل ذلك يؤكد انها مخرجة.

ساندرا نشأت مخرجة من نوع خاص، كشفت في حوارها مع «الشرق الأوسط» عن احلامها الفنية، وقصتها مع التمثيل واسباب اتجاهها للاخراج وسنوات الجلوس على مقاعد المتفرجين في انتظار عمل جيد.

* البعض كانوا يظنون انك مخرجة اميركية أو أوروبية والسبب غرابة اسمك، فهل سبب لك هذا بعض المشاكل؟

ـ المشاكل واردة دائما خاصة في مجال الاخراج، فهو مجال بطبيعته شاق جدا، سواء بسبب الاسم أو غير ذلك، ولكني اعتقد انه بعد نجاح «ليه خلتني احبك» اصبح معروفا للجميع انني مخرجة مصرية، وأنني ايضا مخرجة شابة، فمازلت في العشرينات من عمري، ومع ذلك لا اعرف من أين ظن البعض انني اميركية ومتقدمة في السن. على أي حال، هذا لا يضايقني لأنني اثبت نفسي، وبدأت خطواتي تتأكد فنيا، وان كان مازال هناك بعض الوقت حتى تتوالى اعمالي وتتضح معها اهم الملامح الخاصة والمميزة لرؤيتي في مجال الاخراج.

* لماذا اخترت الاخراج رغم اعترافك انه مجال شاق جدا؟

ـ أنا احببت الاخراج في بداية دخولي معهد السينما. كنت مترددة بين الدراسة بقسم التمثيل وقسم الاخراج، ولكن المسألة حسمت بمجرد دخولي قسم الاخراج، حيث اكتشفت انه مجال ممتع.

* وما اخبار التمثيل عندك؟

ـ المخرجة الجيدة لا بد ان تكون من وجهة نظري وعلى ضوء تجربتي الخاصة ممثلة بارعة حتى تستطيع ان ترشد. ولهذا السبب فأنا اعتبر نفسي محظوظة جدا، لانني ومن خلال عملي كمخرجة امارس الفنين معا التمثيل والاخراج.

* هل كان يمكن ان تتحولي للاخراج اذا بدأت الطريق كممثلة؟

ـ لا، لان الاخراج يحتاج الى دراسة اكاديمية بالاضافة الى الدراسة العملية والممارسة والخبرة، ولهذا اعتقد انني لو كنت بدأت بالتمثيل لكان هذا المجال الذي احبه في حد ذاته قد ابتلع قدراتي الاخرى.

* وهل كانت لك في طفولتك اهتمامات بالتمثيل أو الفن عموما؟

ـ نعم، فأنا ومنذ ان كنت في مرحلة الدراسة الابتدائية، ومرورا بدراستي في المرحلتين الاعدادية والثانوية كنت اشارك في تقديم بعض الاعمال على خشبة مسرح المدرسة، ولم اكن اشارك في التمثيل فقط، وانما ايضا كنت اقوم باعداد النص الذي سنقدمه على المسرح، ثم أتفق مع زميلاتي على كيفية ادائنا له وتقديمه، وهو ما عرفت في ما بعد انه هو فن الاخراج، وكذلك الاعداد والكتابة، وهما اللذان كنت ازاولهما ومن غير ان اعرف، وبمنتهى التلقائية.

واضافت: وعندما التحقت بقسم الاخراج في معهد السينما عرفت حقيقة موهبتي وانها تجمع بين التمثيل والاخراج وكتابة السيناريو، واتمنى في اعمالي القادمة ان اجمع بين هذه المواهب المتعددة في عمل واحد، وان كنت لا اتوقع ان يحدث ذلك خلال الفترة القريبة المقبلة الا اذا وجدت الفكرة والمنتج، وبحيث اكون ممثلة في عمل اكتبه واقوم في نفس الوقت باخراجه.

لهذا لا يواصلون الاخراج

* لماذا نجد كثيرين من شباب التمثيل يتألقون في العديد من الاعمال الفنية ولا نجد مخرجين من جيل الشباب بنفس النسبة؟

ـ لأن التمثيل الفرص فيه اسهل ومشوار الفن في مجال الاداء الدرامي عموما اكثر سهولة من مشوار الفن في مجال الاخراج، وان كانت لكل مجال فني في الحقيقة تحدياته الخاصة به، ولكن في مجال الاخراج لا بد ان تبحث اولا وتختار بدقة فكرة العمل الذي يعجبك وتتحمس لاخراجه، وبعد ذلك يكون عليك ان تجد المنتج الذي يمكنه ان يقتنع بالسيناريو ويتحمس اليه ويطلب منك البدء في اخراجه، مرورا بتحديات الاخراج ذاتها، كل هذا جعل كثيرين من المخرجين الشباب يبتعدون عن مجال العمل في الاخراج حتى ينأوا بأنفسهم عن هذه المشاكل المتلاحقة.

* وهل انت مستعدة لمواجهة كل هذه المشاكل؟

ـ نعم، انا مستعدة وأرجو الا تنظر الى سني أو الى انني ما زلت في البداية أو انني شابة ولست شابا مثلا، لأن «الولد» مثل «البنت» في مجالات العمل الآن، المهم الجدية والقدرة على ادارة العمل وبالشكل المطلوب.

* ولكن الاخراج بالذات وعلى حد اعترافك صعب بالنسبة للرجال فما بالك بالنساء؟

ـ لا، فنحن حاليا عندنا مخرجات وان كان العدد ما يزال قليلا ولكنهن ناجحات واثبتن قدرتهن على الابداع الحقيقي وادارة العمل بذكاء ووعي واقتدار.

* مثل من؟

- لا أريد ذكر اسماء حتى لا تسقط مني سهوا بعض الاسماء فأتعرض لعتاب صاحباتها وهو ما لا اريد ان اقع فيه.

* المخرجة ايناس الدغيدي تحديدا ما هو رأيك في افلامها؟

ـ أنا معجبة جدا بأسلوبها الجريء الذي تتميز به ونال اعجاب الكثيرين.

* وهل نتوقع ان تقدمي في المستقبل افلاما تبرز فيها جرأة مماثلة لافلام «ايناس»؟

ـ لا، فلكل مخرج أو مخرجة رؤيته الخاصة به وحده، ولولا اختلاف الرؤية الفنية واسلوب الاداء والتنفيذ لما كان هناك فرق بين مخرج وآخر، أو بين مخرجة ومخرجة اخرى. وانا شخصيا لو اقدمت على اخراج نفس نصوص افلام المخرجة ايناس الدغيدي لكانت لي رؤيتي الخاصة في المعالجة الاخراجية لهذه الافلام.

* وهل كنت ستصبحين اقل أم اكثر جرأة منها؟

ـ لا بالتأكيد كنت سأصبح اقل جرأة فهي كمخرجة مبدعة حقا كانت لديها مبرراتها الخاصة والمتماشية مع رؤيتها المتميزة في ابراز جانب الجرأة في اعمالها السينمائية، اما بالنسبة لرؤيتي الخاصة فلا ارى الجرأة مطلوبة في اعمالي السينمائية وبهذا القدر المثير من الاستفزاز.

الفيديو كليب انتهى

* من أهم ملامح مشوارك الفني اتجاهك لإخراج اغاني «الفيديو كليب»، فهل تنوين مواصلة هذا الجانب خلال الفترة القادمة؟

ـ لا، فأنا بعد اخراجي لأول افلامي بعد التخرج وهو فيلم «مبروك وبلبل» بطولة النجم الكبير يحيى الفخراني، انتظرت عدة سنوات حتى اخرجت فيلمي الثاني حتى الآن «ليه خلتني احبك» بطولة كريم عبد العزيز ومنى زكي ومجموعة من الشباب المتميزين. فترة الانتظار هذه بين الفيلمين والتي وصلت الى حوالي اربع سنوات لم تكن بمزاجي، فقد كنت اريد ان اسرع في تقديم عدة افلام حتى اعرف آراء الناس والنقاد في فني كمخرجة جديدة، ولكن كان علي الانتظار من اجل التدقيق في موضوع الفيلم الذي سأقدمه لينال رضائي انا أولاً حتى اضمن رضاء الجمهور بعد ذلك عنه، ومن هنا وجدت ان الافضل بالنسبة لي فنيا وحتى اعثر على موضوع فيلم جديد وعلى المستوى الذي اطلبه، ان استفيد بالوقت فنيا وماديا بتقديم بعض الاغنيات واخراجها بأسلوب الفيديو كليب.

* وكم اغنية اخرجت خلال السنوات الاربع؟

ـ اربع اغنيات فقط، وهي للمطربين محمد فؤاد وخالد عجاج وهاني شاكر وغادة رجب، حيث اتجهت لاخراج الفيديو كليب ليس لانني احبه فأنا طبعا افضل الفيلم السينمائي على اغنية الكليب ولكن لانني اردت الا اظل بلا عمل فني اقدمه.

* ولكنك نجحت في مجال الاغنية المصورة؟

ـ اصبحت عندي الآن اهتمامات تتركز في الافلام السينمائية بعد نجاح «لية خلتني أحبك»، فأنا أريد مواصلة مشواري السينمائي في مجال الافلام لا الاغاني وأعتبر اخراجي للاغاني المصورة بالفيديو مرحلة عدت وتجاوزتها الآن.

=