المطرب التدلاوي: وائل جسار نجح بفضل الدعاية المغربية

«مغنِّي الحي لا يطرب» تنطبق على الفنان المغربي .. أحيانا

TT

شرع المطرب والملحن المغربي، كريم التدلاوي، في الاعداد لألبوم جديد يحمل عنوان «حكايات»، يتضمن ثماني اغنيات كتب كلماتها الشعراء محمد البتولي، وعبد الغفار بنشقرون ونبيل الجاي، من بينها «خايف من الايام»، «شهرزاد لم تمت»، «حتى زال من بالي»، «خليك معايا» و«حكايات»، وهو الثاني بعد ألبومه الاول «الرفيق». وقال التدلاوي لـ«الشرق الاوسط» ان الاغنية المغربية عرفت نقلة نوعية على مستوى الالحان والتوزيع وتوظيف الايقاعات، وأخذت صبغة حديثة لمسايرة الموسيقى العالمية، بيد انها لا تحظى باهتمام وتتبع الجمهور المغربي المتعلق بلون غنائي واحد هو اللون التقليدي والفولكلوري، مضيفا ان الجمهور المغربي يميل اكثر الى الاغنية العربية او الاجنبية، ولا يدعم الابداع المغربي. ويسهم التلفزيون في تكريس هذا الوضع بمنح الاولوية للفنانين الوافدين ويتم التركيز عليهم لجذب انظار الجمهور، ويلغون تماما احتمال ان الفنان المغربي قادر بدوره على تحقيق الشعبية والانتشار فمقولة «مغني الحي لا يطرب» تنطبق تماما على وضع الفنان المغربي.

واشار التدلاوي الى ان المغرب كان محطة عبور الى النجاح والشهرة لبعض الفنانين المشارقة؛ من بينهم المطرب اللبناني وائل جسار، «فهذا المطرب الذي يتمتع بصوت جميل كان فنانا مبتدئا عند زيارته للمغرب للمرة الاولى قبل ست سنوات، ورغم ذلك خصصت له دعاية مكثفة، عبر ملصقات كبيرة في الشوارع ووصلات اعلانية في التلفزيون لأن الدعاية تؤدي دورا كبيرا في انبهار الجمهور بالفنان، وهذا ما ينقص الفنان المغربي الذي لا يتم تقديمه في اطار ملائم. وساهمت القنوات الموسيقية العربية أخيرا، في ظهور عدد من المغنيات المغربيات الشابات اللواتي سافرن الى مصر بحثا عن النجومية المفقودة في بلدهن، إلا ان ايا من الاصوات الرجالية المغربية لم تمنح لهم تلك الفرصة للانتشار ولو بشكل محدود، والسبب في رأي التدلاوي هو ان طريق الوصول والنجاح اسهل بالنسبة للمرأة، نظرا «لرقتها، ولان الاستثمار في الاصوات النسائية مضمون نسبيا»، بالإضافة الى انها تسمع النصيحة وترضخ بسهولة لتوجيهات الاشخاص الذين يساندونها، حيث يكون التعامل معها سلسا، خلافا للرجل الذي يصر على التعنت وإحكام الرأي أحيانا، وهذا ما حصل معه قبل عشر سنوات عندما سافر الى مصر حيث كان مطلوبا منه الانسلاخ عن هويته ومغربيته كشرط اساسي يفرضه المنتجون هناك، «الا أني لم ارض لنفسي هذا المسار، وفضلت العودة الى المغرب لأظهر بصورتي الاصلية التي تعبر عن وجودي وانتمائي، إذ أن عددا كبيرا من الفنانين العالميين فرضوا وجودهم بالموسيقى الوطنية قبل أن يشتهروا».