عادت المذيعة المغربية نسيمة الحر، في الموسم التلفزيوني الحالي، لتقديم برنامج جديد يحمل عنوان «وتستمر الحياة»، يعرض في الجمعة الاخيرة من كل شهر على قناة «دوزيم» المغربية، وخصصت الحر الحلقة الاولى من برنامجها المباشر للحديث عن موضوع «ما بعد التقاعد».
البرنامج الجديد كما تم تعريفه من قبل القناة «يشكل نوعا من الامتداد المتطور للبرامج الاجتماعية السابقة للقناة التلفزيونية الثانية، كما يتسم بدقة أكثر في إثارة القضايا، وبنهج الاحترافية والموضوعية الواعية والمسؤولة في الطرح والتناول والتحليل كما وكيفا، كمحاولة للاستفادة من التاريخ بالقراءة في تجارب رائدة أو معبرة لأشخاص من مختلف الفئات الاجتماعية، عاشوا مرارة المحنة ثم استطاعوا تجاوزها بشكل أو بآخر»، هذا المضمون المكثف والمغرق في التفاؤل، انتقل الى عنوان البرنامج «وتستمر الحياة» الذي ذكرنا بعناوين البرامج الاذاعية سنوات الستينات، وربما كان القصد من هذا الاختيار التخفيف من حدة النقاش حول القضايا التي سيتم تناولها في الحلقات المقبلة، وإضفاء بعض الشاعرية و«التفاؤل الاجباري» لتعويض اليأس الذي تكرس لدى المواطنين بسبب تكرار النقاش حول قضايا وواقع معيشي لا يتغير.
نسيمة الحر التي قضت 25 عاما في العمل التلفزيوني، والتي كانت تشد انتباه الجمهور من خلال هذا النوع من البرامج وتحقق نسبة متابعة عالية، في السنوات الماضية، لم يحقق برنامجها السابق «لكم الكلمة» نفس النجاح، حيث كانت معظم حلقات البرنامج تنقصها جرأة الطرح، وتفتقر الى تلك الجرعة المعقولة من الاثارة التي تحفز المشاهدين على المتابعة والتفاعل الايجابي، وهي عوامل اضحت اساسية لنجاح البرامج الاجتماعية لأن المشاهد العربي لم يعد يقبل المعالجة السطحية لقضاياه الخاصة، بيد ان الجرأة في اختيار المواضيع كما تقول الحر، تظل محدودة بالنظر الى ما يفرضه الخط التحريري لكل مؤسسة اعلامية، وكذلك «الطابوهات» المكرسة في المجتمع نفسه.