المطرب كريم أبو زيد: لو كان هناك اعتراض حقيقي لسحب الألبوم

أزمة دينية في مصر بسبب «تفاحة آدم»

TT

اثارت أغنية المطرب الشاب كريم أبو زيد والمعروفة باسم «تفاحة آدم» مؤخرا العديد من التساؤلات حول حقيقة ما إذا كانت الأغنية مخالفة للشريعة الإسلامية ونصوص القرآن الكريم، حيث اعترض العديد من أعضاء مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة على كلمات الأغنية واصفين إياها بمخالفة ثوابت الدين.

تقول كلمات الأغنية في مطلعها «سبتيني ومشيتي وروحتي ولا جيتي عيزانا ليه نحتار، دوبت في غرامك اه أسمع كلامك لا، خليتينا ليه نحتار ... أفتكري تفاحة أدم اللي خلت كل العالم ينزل من السما للأرض ويعيش ما بين جنة ونار».وهو ما يعتبره أساتذة الشريعة مخالفا لنص الآية الكريمة «إني جاعل في الأرض خليفة» والتي تنص على أن سيدنا آدم عليه السلام خلق للأرض وليس للجنة وان الشجرة المحرمة لم تكن إلا اختبارا من العلي القدير لهما، كما اختلف علماء الدين حول طبيعة كونها شجرة تفاح أم لا؟ حيث لم يثبت بالقرآن الكريم أو السنة المشرفة طبيعة هذه الشجرة وان كل ما قيل عنها هو مجرد اجتهادات لا أساس لها من الصحة.

الدكتور رأفت عثمان عميد كلية الشريعة والقانون السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة وعضو مجمع فقهاء الشريعة في الولايات المتحدة الأميركية قال لـ«الشرق الأوسط»: إن هذه الأغنية وغيرها من الأغنيات التي تحاول الزج بثوابت الدين والمعتقدات الإسلامية من خلال كلمات راقصة تتمايل على نغماتها الأجساد العارية أمر مشين ومثير للأسف والحنق أيضا. ويضيف: إنه من الواجب أن تبتعد مثل هذه الأنواع من الأعمال التي يدعي أصحابها الفن عن ثوابت العقيدة، فهل لم يعد للفنانين قضايا تشغلهم سوى إقحام الثوابت الإسلامية والشخصيات الدينية كالأنبياء والرسل جميعا عليهم السلام في أعمال لا تليق؟ ليس من المعقول أبدا أن نتحدث عن قصة الخلق في عمل يثير غرائز الشباب ويعتمد على الرقص والعري لاستجلاب إعجاب الشباب والمراهقين.

ويؤكد الدكتور رأفت أن مثل هذه الأعمال ما هي إلا متاجرة رخيصة بالدين لحساب بيع الألبومات الفنية التي تحتوي على مثل هذه الأعمال، فما الذي يهدف إليه المطرب من ذكر سيدنا آدم بلا أي تبجيل؟ والتلميح لصديقته بالقول «افتكري تفاحة آدم؟» وهذا أمر غير مقبول إطلاقا ولا ينم إلا عن فلس فني في محاولة باهتة للابتكار. ويكمل قائلا: إنها بالفعل إساءة الأدب! ولغو كلام مسف! من ناحيته نفى المطرب كريم ابوزيد لـ«الشرق الأوسط» أن تكون الأغنية تهدف إلى الإساءة لسيدنا آدم عليه السلام، قائلا: إن الأغنية حققت نجاحا هائلا وتوزيعا مرتفعا للألبوم الذي يتضمنها والذي طرح بالأسواق المصرية والعربية أخيرا.

ويضيف قائلا: لو كان هناك اعتراض حقيقي بالفعل لسحب الألبوم من الأسواق وكانت الرقابة على المصنفات الفنية قد اعترضت ولم تصرح بطبع الأغنية في الألبوم، فالأغنية أجيزت من قبل الرقابة على المصنفات الفنية وهي الجهة الوحيدة المنوط بها الاعتراض على الأعمال الفنية وبالتالي فقد حصلت على تصريح عرض من الرقابة وكذلك على تصريح عرض على القنوات الفضائية.

وحول حقيقة ما إذا كانت بعض القنوات الفضائية رفضت عرض الأغنية على شاشاتها كما تردد، نفى كريم ذلك «لم يحدث هذا بالمرة ولكن الحقيقة أن الأغنية تعرض على قناة واحدة فقط وهي قناة مزيكا وهي ملك لشركة عالم الفن التي أنتجت لي الألبوم حيث ينص العقد المبرم بيني وبينهم على عرض الأغنية حصريا على قناة مزيكا، وعلى القنوات المنافسة لاحقا، ولقد قمت بإهداء نسخة منها للتلفزيون المصري الذي قام بإذاعتها هو الآخر ولم يعترض احد».

ويؤكد كريم أنها زوبعة مختلقة بلا أي مبرر سوى التعريض به! خاصة أن هناك تجربة مشابهة للفنان حسين صدقي والمطربة ليلى مراد في فيلم بعنوان «آدم وحواء» في فترة الأربعينيات تناولت نفس مضمون الأغنية ولم يعترض عليها احد، مشيرا إلى أن كلمات الأغنية لا تخرج عن نطاق «الفانتازيا» ولم يرد بها مس صحيح الدين من قريب أو بعيد، خاصة انه إنسان غيور على الإسلام ولا يقبل بأي حال من الأحوال أن يتعرض هو أو غيره من الفنانين لثوابته.

يذكر أن الأغنية من تأليف الشاعر الغنائي خالد الشيباني والحان كريم أبوزيد وتم طرحها في البوم غنائي يحمل نفس اسم الأغنية «تفاحة آدم».