كاظم الساهر يحيي حفلا خيريا لأطفال العراق والعرب منتصف مارس

الفنان العراقي لـ الشرق الاوسط : سر قوتي تكمن في محبتي للصغار

TT

يحيي الفنان العراقي كاظم الساهر للمرة الثانية في لندن خلال عامين، حفلا خيريا كبيرا على صالة «ألبرت هول» في الرابع عشر من الشهر المقبل، لصالح أطفال العراق والشرق الأوسط، من ضحايا الحروب خاصة، وبدعوة من مؤسسة ميلكونيان الخيرية البريطانية.

الساهر المشغول عبر العالم لإحياء الحفلات الغنائية لم يتردد في تلبية هذه الدعوة وغيرها رُصد ريعها لصالح مشاريع خيرية، حيث يأتي الاطفال في مقدمتها دائما.

وفي اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» بالفنان كاظم الساهر في مقر إقامته بدبي، قال: إن «سر قوتي هو محبتي للاطفال، وأي مشروع خيري للاطفال أجدني منساقا له ومتطوعا فيه، وانا لا اقدم أي فضل لهم، بل هذا أقل واجب يمكن ان أؤديه لاطفال بلدي العراق والاطفال العرب، خاصة هؤلاء الذين صاروا ضحايا للحروب بالرغم من طفولتهم وبرائتهم».

ويضيف «لقد عرضت علي الكثير من المشاريع لاحياء حفلات غنائية في العاصمة البريطانية، وتلقيت الكثير من المكالمات الهاتفية من جمهوري العربي لهذا الغرض، وانا يسعدني كثيرا ان التقي جمهوري العربي هنا في لندن، وهو جمهور مختلط من الخليج العربي حتى مغربه، أي اني التقي كل جمهوري العربي في مكان وزمان واحد، وغالبا ما أكون مرتبطا بعقود مسبقة أو في تسجيل أغاني ألبوم جديد، لكن عندما تكون الدعوة لصالح مشروع خيري يهم الاطفال فلا يبقى أي مجال للتفكير أو التردد أو توجيه الاسئلة، وهذه مسألة يدركها مدير أعمالي منذر كريم وكل العاملين معي والمحيطين بي، وأشعر أني مشدودا لهذا المشروع، فحفلاتي هي النافذة التي يطل من خلالها اطفال تعساء الى حدائق السعادة الملونة بابتساماتهم».

يذكر أن ما يقرب من 60 في المائة من حفلات الساهر بين قارات العالم يذهب ريعها للاطفال وللمشاريع الخيرية، هذا الجانب لا يتحدث عنه الساهر كثيرا بل لا يتوقف عنده في حواراته الصحافية والتلفزيونية، ولا يحب أن يذكر عدد الحفلات او المشاريع الخيرية التي يتصدى لها بنفسه سواء على مستوى الحفلات او بصفته الشخصية.

ويقول الساهر «من حيث لا ادري اشعر دائما اني مدين للاطفال، اتعلم منهم سحر الابتسامة وبرائة المشاعر وصدق التعبير، حيث أتذكر طفولتنا في حي الحرية ببغداد، وكيف كنا نلهو رغم كل شيء، وكنا سعداء تحت خيمة الاب والام وبرفقة الاخوة والاصحاب من غير ان نفكر كم نحن بحاجة الى اشياء كثيرة لنكون سعداء حقا». وأضاف «يهمني اليوم ان اساهم بخلق مشاعر السعادة للاطفال الذين يشكلون جزءا من جمهوري، فمع بداياتي الفنية وحتى اليوم بدأ الاطفال بحفظ اغنياتي كما فعل الشباب والكبار، وهناك اطفال كبروا مع عمر مسيرتي الفنية، وفي هذا المقام اتذكر بنت صديق لي أو ابن قريب لي كانت اعمارهم تقل عن الاربع سنوات وهم يرددون مقاطع من اغنياتي، واليوم هؤلاء كبروا وصاروا يلاحقون اخباري الفنية في كل مكان».

ويقول الساهر «في اغنية دلع مثلا، تعمدت ان اصورها في الفيديو كليب مع الاطفال، من الرضع دون سن الثانية، وقد كانت تجربة جميلة اسعدتني كثيرا».

ويسعى الساهر لان تفتتح في العراق، كما في بقية الدول العربية التي عانى ويعاني اطفالها من الحروب، معاهد موسيقى تحتضن المواهب الفنية منذ بدايتها لتتأسس اجيال من الفنانين الذين سيحافظون على التراث الموسيقي العراقي وهم يتطلعون للمستقبل والابداع، فهو يتذكر مثلا عندما شعر بموهبته الموسيقية تنمو مثل نبته فتية في داخله وكان لا بد من ان يحصل على آلة موسيقية، «الجيتار الاسباني» وقتذاك هي الشائعة، فما كان منه سوى ان يبيع دراجته الهوائية العزيزة على نفسه ويشتري بثمنها «الجيتار» ليتعلم عليه مبادئ الموسيقى. كما يحلم أن يكون في بيت كل عراقي جهاز كومبيوتر باعتباره البوابة التي تنفتح امام الاطفال والفتيان على عوالم من المعرفة، وقد كان يخطط لتنفيذ فكرته هذه لولا الظروف الأمنية السيئة التي يعيشها العراق ويتحمل نتائجها القاسية الاطفال.

في حفلته السابقة التي اقيمت قبل عامين على صالة البرت هول، وكانت لصالح الاطفال ايضا ومن تنظيم مؤسسة ميلكونيان، كان عدد من اطفال العراق من ضحايا الحروب في مقدمة المدعوين، وعندما صعدوا على خشبة المسرح لتحيتهم اختصر الساهر مشاعره بجملة واحدة وقال «هذه هي نتائج الحروب»، فهل كان مشهد أكثر بلاغة من وجود هؤلاء الاطفال الذين قاسوا نتيجة لحروب هم ابعد ما يكونوا عنها وعن اسبابها.

ويقول فاركان مانكونيان رئيس مؤسسة مانكونيان الخيرية والتي تنفذ مشاريع لرعاية الطفولة في الشرق الاوسط والمناطق التي خضعت للحروب «لقد وجدت الفنان كاظم الساهر واحدا من اكثر الفنانين العرب تحمسا لاحياء حفلات خيرية يعود ريعها للاطفال، وهذا ما شجعنا لان نتعاون سوية مرة ثانية خلال عامين».

وسيغني الساهر من البومه الجديد «انتهى المشوار»، والتي تحمل 4 منها توقيع الساهر كشاعر وملحن وهي: البنية، ارجع حبيبي، صغير، وماشي بشارع. بينما حملت الاغاني الاخرى تواقيع الشعراء: نزار قباني «واني احبك» و«تحركي»، وكريم العراقي «الاولى بحياتي» و«تتبغدد علينا»، واسعد الغريري «جيتك امشي»، اسير الشوق «انتهى المشوار» و«لك ايامي»، وجميع الاغاني، تحمل توقيع الساهر كملحن، اذ لم يلحن للساهر اي موسيقي سواه. كما سيغني من قديمه الغني بالشعر والموسيقى والاداء المتميز.