الفنانون يخشون تجرّع كأس الاعتزال

وديع الصافي: لن أعتزل ما دمت قادرا على الغناء > صباح: أشعر بالاختناق إذا ابتعدت عن الفن > نوال الزغبي: سيصبح ضرورة في سن معينة

TT

يبدي غالبية الفنانين انزعاجهم من فكرة الاعتزال بشكل عام، واذا ما بادرت أحدهم بالسؤال عن معاني هذه الكلمة بالنسبة اليه، أجابك بتعجب واستياء: «لماذا تطرح عليّ السؤال وانا ما زلت في بداياتي؟»، وكأنه يخاف ان يكون بمثابة نذير شؤم يصيبه بالنحس. فالاعتزال بالنسبة الى كثيرين يعني النهاية، وهو بلا شك فكرة مخيفة، لذلك نجد أكثر الأجوبة رواجاً في هذا الاطار تقول: «لا تراودني هذه الفكرة لا من بعيد ولا من قريب»، ليؤكد لك المطرب أو المطربة انه ما زال يحقق النجاح ويحتفظ بمحبة جمهوره. فالاعتزال ومهما اختلف توقيته هو مرادف للفشل، الأمر الذي يرعب أهل الفن ويشعرهم بالاحباط.

وعن ذلك تقول المطربة اللبنانية ميسم نحاس، إن الفكرة لا بد منها في وقت يحدده المطرب نفسه، والافضل ان يقدم عليها عندما يكون في قمة عطائه حتى لا يقال انه انتهى فانكفأ عن الساحة. اما بالنسبة اليها، وهي التي ما زالت في مطلع سنواتها الفنية، فتستبعد الامر، وعندما تعرف باعتزال مطرب ما، وهو في قمة عطائه، تعترف بأنه اتخذ قراراً صعباً لكن في الوقت المناسب.

اما نوال الزغبي، عندما طرح عليها هذا السؤال فأجابت ان الامر سيصبح ضرورة في سن معينة، واحياناً كثيرة لا يشعر الفنان بضرورة القيام بهذه الخطوة لان جمهوره يحيطه بمحبة فائقة.

وتؤكد المطربة لورا خليل، ان فكرة الاعتزال لا تخيفها خصوصاً اذا اتخذها الفنان باقتناعه الكامل، ويكون الحب او الزواج او اي أمر آخر وراء هذا القرار. وتقول إن أي شهرة يحققها الانسان في هذه الحياة هي مجد باطل ستكتب له النهاية عاجلاً ام آجلاً.

وترفض المطربة اللبنانية صباح، التي امضت أكثر من خمسين عاما في القمة، بأي شكل من الأشكال، الاعتزال أو التوقف عن الغناء. وحاليا ورغم ابتعادها عن إحياء الحفلات الغنائية في الاعياد والمناسبات، فإنها لا تفوت مناسبة إلا وتغني فيها لتؤكد حضورها على الساحة. وقد رددت أكثر من مرة انها بعيداً عن الفن تشعر بالاختناق وان جمهورها هو سبب استمرارها في الحياة، ومن دونه لكان اليأس غزا قلبها.

وتعد الفنانة مجدلا من المطربات اللبنانيات اللواتي اعتزلن الغناء وهن في قمة عطائهن، حيث فضلت الحياة العادية والتوجه الى تربية اولادها وابتعدت عن الاضواء والشهرة. اما المطربة سلوى القطريب، التي ظهرت قبل اشهر في برنامج «اكيد مايسترو» التلفزيوني بعد طول غياب، فأكدت انها اعتزلت الغناء حتى إشعار آخر، لأن الساحة اليوم لم تعد كما كانت في الماضي، تؤمن الفرص لمطربين امثالها، لذلك انصرفت الى الانشاد الديني.

اما المطربتان نجاح سلام وسعاد محمد، فقد اعتزلتا الفن، حيث ارادت الاولى الحجاب، ومرضت الثانية، وكانتا في منتصف عمرهما الغنائي. وتقول نجاح سلام بأنها راضية عن قرارها ومقتنعة به تماما.

بعض المطربين والمطربات ابتعد عن الساحة الغنائية مكرها وليس بكامل ارادته، كما حصل مع المطربة مادونا، التي لم تنتج اي اسطوانة جديدة منذ سنوات، وقد وجهت اللوم اكثر من مرة الى شركات الانتاج الفنية التي لم تعد تهتم بالمطربين الحقيقيين، الامر الذي جعلها توضع في خانة الاعتزال رغما عنها. كذلك الامر بالنسبة الى كلودا الشمالي، التي تحاول جاهدة العودة الى الساحة بطريقة او بأخرى لتكذب الشائعات التي تقول انها اعتزلت الفن.

اما المطرب الكبير وديع الصافي، فأكد انه لن يعتزل الغناء ما دام قادرا على القيام به على أكمل وجه، وهو حاليا يحضر لإطلاق شريط جديد في الاسواق.