وصل مدينة السليمانية في شمال العراق قادما من مدينة مريوان بكردستان الايرانية، المخرج الكردي الايراني البارز بهمن قبادي الذي فاز شريطه السينمائي «وقت لسُكر الأحصنة» على جائزة احسن كاميرا في مهرجان «كان» الاخير بفرنسا، واختير للعرض ضمن مهرجان السينما الجديدة في مدينة مونتريال الكندية في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي والمهرجان الدولي للسينما بالمدينة نفسها، وحاز اقبالاً غير معهود من قبل الجمهور الكيبكي، اضافة الى عروض لبانوراما افلام المخرج الايراني الكبير عباس كيسا رستمي الذي عمل بهمن قبادي بمعيته مخرجا مساعدا للعديد من افلامه الناجحة.
ويروي فيلم قبادي «وقت لسكر الاحصنة» قصة عائلة كردية تعيش في رقعة حدودية ضيقة بين كردستان العراق وايران وتخوض حربا متواصلة مع الطبيعة القاسية و«الحياة المحاصرة بالاسلاك الشائكة» ورصاص دوريات الحدود التي تتعقب المهربين، فتتحول تلك «الحياة» الى جحيم حقيقي على الارض، دون ان يعني ذلك توقف صراع تلك العائلة من اجل البقاء.
من ناحية اخرى، وبعد قطيعة طاولت النشاطات الفنية المشتركة ايضا بين منطقتي دهوك والسليمانية في شمال العراق بسبب النزاع المسلح بين الحزبين الكرديين، الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني، افتتح امس المعرض التشكيلي لعشرة من فناني «جاليري دهوك» تحت لافتة «ربيع السلام»، على قاعة جمعية الفنون الجميلة بالسليمانية، وبالتعاون مع «جاليري زاموا» الذي يضم نخبة معروفة من فناني كردستان.
وتأتي اقامة معرض فناني دهوك في اجواء منفتحة تماما على السلام شمال العراق بعد سلسلة من خطوات التطبيع والتسامح للحزبين المتقاتلين في السابق.