المغربية نزهة الشعباوي: أحلم بلحن من محمد عبده.. ولن أضحي بعائلتي من أجل الفن

قالت لـ الشرق الاوسط : محمد سلطان شبهني بفايزة أحمد

TT

قالت المطربة المغربية نزهة الشعباوي، إن أجمل ذكرياتها الفنية التي تفتخر بها، هي غناؤها مع المطرب السعودي محمد عبده في سهرة مشتركة، ذات ليلة على خشبة مسرح محمد الخامس بالرباط.

ومنذ ذلك اللقاء الفني الذي جمعهما معا، قبل سنوات، وهي تحلم بلحن من توقيعه، خاصة أنها كما تقول «معجبة باختياراته الفنية لحنا وأداء، واستدلت على ذلك برائعته الأخيرة «الأماكن» التي أبدع في غنائها بمنتهى الإحساس، مما جعلها على كل لسان».

وأضافت الشعباوي في حديث مع «الشرق الأوسط» أن مسيرتها الفنية تنبني أساسا على التنوع والانفتاح على كل التجارب الموسيقية لدى الرواد والشباب على السواء. وسبق للشعباوي أن فازت بالجائزة الأولى «الميكروفون الذهبي» في إطار مهرجان الأغنية العربية بالرباط سنة 2002، عن أغنيتها «ظلال الشك» من شعر محمد الخضير الريسوني، ولحن الفنان عز الدين المنتصر.

وأوضحت أن تلك الجائزة أعطتها ثقة أكبر في النفس، وشحنة قوية لمزيد من العطاء الفني، وهو فوز لم يكن وليد الصدفة، بل جاء تتويجا لمسار طويل من الاجتهاد. وكان ذلك دافعا بالنسبة لها للتدقيق أكثر في نوعية ما تنشده من أغان شكلا ومضمونا. واعتبرت الشعباوي ان اغنيتها «مغربية» هي بداية انطلاقتها الحقيقية، التي من خلالها اقتربت أكثر من الجمهور، علما أن موضوعها يدور حول التغني بأصول المرأة المغربية، واعتزازها بجذورها وهويتها، كل ذلك في كلمات معبرة وقالب موسيقي، ذي إيقاع يجمع بين اللون التراثي والمعاصرة. ولا تنسى الشعباوي أن تذكر بالخير الفنان عبد النبي الجيراري، صاحب برنامج «مواهب» التلفزيوني، فهو صاحب فضل كبير عليها، وهو الذي اكتشفها وقدمها للناس سنة 1979.

والشعباوي من المطربات المغربيات القليلات اللواتي لا يفكرن في الاستقرار نهائيا في القاهرة.

وفي هذا السياق، أكدت أنها ليست ضد الهجرة الفنية، غير أن ظروفها العائلية لا تسمح لها بالمكوث مطولا في أرض الكنانة، وقالت في هذا الصدد: «انا غير مستعدة للتضحية بعائلتي من أجل الانتشار الفني خارج حدود بلدي».

وترسخت هذه القناعة لديها بعد محاولة كانت قد قامت بها في اتجاه الهجرة، رغم أنها، حسب قولها «كنت موضع حفاوة وترحيب من الملحنين المصريين، ومن ضمنهم «الملحن محمد سلطان، الذي استقبلني، واستمع لصوتي، واستنتج وجود تشابه في نظره بيني وبين المطربة الراحلة فايزة احمد، من حيث الشكل، ووعدني بالسعي لاعتمادي في إذاعة القاهرة، بحضور الفنان المغربي أحمد عيدون، لو استطعت البقاء في القاهرة».

وزادت: «ان المطربة التي تفكر في الهجرة يتعين عليها أن تفعل ذلك قبل ارتباطها ودخولها القفص الذهبي». ولوحظ في الأونة الاخيرة تكرار ظهور الشعباوي في السهرات التي يقيمها التلفزيون المغربي، تكريما للرواد الأوائل واحياءَ لذكراهم، وقالت إنها مع إعادة تسجيل أغنيات الملحنين والمطربين المغاربة الذين كان لهم شرف البداية، مثل محمد فويتح، وعبد القادر الراشدي، واحمد البيضاوي، وابراهيم العلمي، وذلك بتوزيع موسيقي جديد يحافظ على روح عطاءاتهم الغنائية حتى تبقى حية في ذاكرة الأجيال الجديدة».

وقالت الشعباوي متحدثة عن آخر أعمالها الفنية انها بصدد تسجيل أغنية جديدة بعنوان «عاجبني» من كلمات الشاعر الغنائي حسن المفتي، والحان الفنان سعيد الامام، وهي اغنية تعول عليها كثيرا في نسج مزيد من التآلف مع أذن المستمع المغربي، حيث توفرت لها كل عناصرالابداع «من جودة في الشعر وتجديد في الموسيقى، وتعبر كلماتها عن إعجاب عاشقة بحبيبها، ولكنه الإعجاب الذي لا يدفعها للتخلي عن كرامتها كإنسانة، تملك حق قرار الاختيار، وترفض أن تكون لعبة صغيرة للتسلية في يد من هي معجبة به».