جمال سليمان: أنا في حالة تحدّ مع نفسي

النجم السوري يقتحم الدراما المصرية مع «الصعيدي»

TT

صلاح الدين، وصقر قريش، وربيع قرطبة، وغيرها من الأعمال التاريخية نجحت في حفر صورة الفنان السوري جمال سليمان في ذهن المشاهد العربي، بعد نجاحه في أداء تلك الشخصيات بطريقة استنفر فيها حواس محبي الدراما التاريخية.

جمال سليمان موجود حاليا في القاهرة لتصوير أول عمل درامي له في الدراما المصرية بعنوان «حدائق الشيطان»، والذي يقدم فيه شخصية رجل صعيدي طاغية. «الشرق الأوسط» التقت به في موقع التصوير فبدأ حواره قبل أن نسأله قائلا: قيامي ببطولة مسلسل درامي مصري ينتمي للدراما الصعيدية وهو «حدائق الشيطان»، أعتبره مفاجأة بالنسبة لي.

> ماذا يعني هذا الاختيار؟

ـ أنا أعتبره نوعا من التقدير والإحساس المرهف من كل الذين اختاروني، وهذا مؤشر طيب أنني وصلت للآخرين من خلال الأعمال التي قدمتها في مشواري الفني، وشرف لي أن أكون وسطهم.

> ألا تعتقد أن مشاركتك في عمل فني مصري قد تأخر كثيرا؟

ـ الفنان لا يستطيع أن يطرق الأبواب ويعرض نفسه، وللأسف في عالمنا العربي لا نعرف نظام الوكيل الفني المعمول به في هوليوود ومعظم دول العالم، هناك الفنان لا يبحث لنفسه عن الأدوار المناسبة لأنها مهمة وكيل أعماله.

> هل هذا يعني أن الفنان غير قادر على إدارة موهبته مهما كان حجم ثقافته؟

ـ هذا موضوع لا علاقة له بالثقافة، ولكنه فن خاص ومختلف عن فن التمثيل.

> اقتحامك للدراما المصرية من خلال شخصية صعيدية أثار علامة استفهام من قبل البعض، ما رأيك؟

ـ أنا متفق معك في هذا الكلام، وكما قلت لك كان مفاجأة وفي نفس الوقت ألقيت على عاتقي مسؤولية كبيرة وشعرت بقلق كبير حتى أول يوم تصوير ولكن قررت تحدي نفسي.

> ألم تخش اللهجة الصعيدية؟

ـ لم أخش اللهجة على الإطلاق، لأن عندي سابق تجربة في اللهجات وسبق لي أن قدمت اللهجة الفلسطينية والحلبية ولهجة اللاذقية، وأنا ممثل في الأساس ومع «شوية» تدريب ومساعدة من مصحح اللهجة في المسلسل أتقنتها بسرعة.

> حدثنا عن دورك في الحلقات؟

ـ أقدم شخصية رجل صعيدي اسمه «مندور أبو الدهب»، وهو شخص مجرم وطاغية رجل في لحظات معينة لا يكترث بحياة الآخرين، والقتل عنده قرار سهل جدا، هذا عن الشكل الظاهري له ولكن هذا الرجل بقدر ما هو قوي نجده ضعيفا وخائفا، لديه تركيبة نفسية غريبة جدا فيها الكثير من العقد الناشئة عن التربية والظروف التي نشأ فيها، فهو شخصية متقلبة وتتطلب من الممثل التي يؤديها مهارة نفسية وصوتية وجسديه وتركيز عال.

> هل يمكن اعتبار مسلسل «حدائق الشيطان» نقطة انطلاق جديدة في مشوارك الفني؟

ـ أتمنى أن تكون إضافة لمشواري.

> هل ستكرر التجربة مرة أخرى؟

ـ لدي فلسفة في هذا الموضوع، أنا يهمني أن أكون في عمل جيد، سواء كان في سورية أو مصر، لأن المسافة بين سورية ومصر هي ساعة ونصف بالطائرة، في حين أن المسافة بين دمشق وحلب، وأنا صورت كثيرا في مدينة حلب، هي أربع ساعات بالسيارة إذن القاهرة اقرب بالنسبة لي، الفنان ما يهمه دائما أن يكون موجودا في عمل جيد، طبعا التواجد في مصر في حد ذاته شيء مشرف لأي فنان ووجوده فيها اعتراف حقيقي بقيمته لأن هذا الفنان قادم إلى بلد الممثلين.

> هل تعتقد أن انتشار القنوات الفضائية قد ساهم في معرفة الجمهور المصري بنجوم الدراما السورية؟

ـ لا شك في ذلك، فمنذ سنوات قليلة كنت عندما أزور القاهرة لا يشعر بوجودي أحد وكأني مجرد سائح عربي، هذه المرة الوضع مختلف تماما فالناس تستوقفني في كل مكان أذهب إليه ويناقشونني في أحد الأدوار التي قمت بها وهذا يسعدني جدا أن أجد صدى ومتابعة لما أقدمه عند الجمهور المصري.

> ما رأيك فيما يثار عن وجود صراع بين الدراما المصرية السورية؟

ـ منذ خمس سنوات وحتى اليوم دائما أكرر سواء في وسائل الإعلام المقروءة أو المرئية أن هناك دراما عربية مصرية وسورية وخليجية وأرى أن الصراع في المشهد الفني العربي ما هو إلا صراع بين الجيد والرديء، هناك أعمال فنية رديئة في سورية وهناك أعمال فنية رديئة في مصر، أصحابها لا يحترمون المشاهد وغاية المبتغى هو المكسب المادي فقط، بالمقارنة هناك أعمال جيدة في مصر وسورية أصحابها يبتغون النجاح المادي وغير المادي والفني والثقافي ويتطلعون لاكتساب احترام المشاهد، هذا الصراع هو الجوهر الآن. إذا كانت الجودة هي جهة فهي موجودة في مصر وسورية وكل البلدان العربية، وإذا كانت الرداءة جهة أخرى فهي موجودة في مصر وسورية وفي البلدان العربية الأخرى، فالأجدى من وجهة نظري الشخصية أن تكون المعركة بهذه الطريقة، وليس صراعا بين الدراما المصرية والسورية فهذا تفكير إقليمي معدود والفن فوق الإقليمية. > وماذا عن تجربة فيلم «حليم»؟

ـ هذا العمل كان تجربتي الأولى بمصر، والحقيقة أن هذه التجربة لها مكانة خاصة في قلبي من جهة أن الفيلم يتحدث عن رجل أحبه وتكونت عاطفيا على صوته، وهو عبد الحليم حافظ، وهو فنان ذو قيمة تاريخية كبيرة في الوجدان العربي، ومن جهة ثانية الفيلم بطولة فنان أنا أعشقه هو الراحل أحمد زكي وقدمت في الفيلم شخصية صحافي ومحاور صديق لحليم.