دكتور زيفاجو صناعة محلية على شاشات التلفزيون الروسية

TT

استقبلت الجماهير في روسيا أمس أول نسخة تلفزيونية محلية لرواية بوريس باسترناك مع بدء عرض حلقات تلفزيونية مسلسلة يلعب بطولتها نخبة من أشهر الممثلين الروس. وتدور الرواية حول يوري زيفاجو، الطبيب الذي يتمتع بعقلية شاعرية والذي يناضل عبر الثورة الروسية عام 1917 والعالم الجديد الغريب الذي تلاها حيث تعذبه مشاعره المتضاربة نحو امرأتين مختلفتين تمام الاختلاف. انها رواية قوية عالجتها هوليوود معالجة تامة في الفيلم الذي أخرجه ديفيد لين عام 1965 وحقق نجاحا ساحقا خلدته موسيقى موريس جار والنجم عمر الشريف. ويميل الروس الى رفض هذا الفيلم لأنهم يرون أنه يقدم رؤية ميلودرامية رومانسية لشخص لا ينتمي لروسيا. ولم يتضح بعد ما اذا كانوا سيرحبون بأحدث معالجة لكتاب رفضته مؤسسة الحزب الشيوعي ذات مرة بوصفه غير صالح للنشر. زيفاجو برجوازي ومفكر وصاحب مبادئ لكنه ليس جدليا ماركسيا لذا لم يكن مولد الاتحاد السوفياتي بالنسبة له فرصة ذهبية ليتخلص من قيوده بل على العكس فان هذا المولد دمر أي فرصة امامه في الحصول على السعادة. وقال مخرج المسلسل الكسندر بروشكين «تعرفت على (دكتور زيفاجو) حين قرأت 900 صفحة من الورق الرديء في يوم واحد» متذكرا ذلك العهد حين كان يجري تبادل الكتب الممنوعة سرا في نسخ منزلية الصنع. وأضاف «حصلت عليها شريطة ألا أغادر المنزل فكان علي قراءتها كلها واعادتها مباشرة». ونشرت رواية دكتور زيفاجو في نهاية المطاف خارج البلاد عام 1957 وفازت بجائزة نوبل بعد ذلك بعام. ورفض باسترناك الجائزة خشية العواقب. وفي عام 1960 توفي باسترناك. وقال بروشكين لوكالة رويترز انه بالرغم من الفوضى التي خيمت على حياة الجيل الذي عاصر عام 1917 فانه كانت هناك مساحة للحلم بمستقبل أفضل. وأضاف «كان هناك أمل في أن ينتهي نمط الحياة القديم وأن تصبح الاشياء حديثة وجيدة». وتابع قائلا «هذه الحالة التي نجد عليها أنفسنا في بداية القرن الحادي والعشرين. كل شيء كما هو. الناس لا يتغيرون. لم تتغير عقليتنا على الاطلاق». وكانت الرواية قد تم قمعها إبان حقبة الاتحاد السوفياتي واحتفل بها أعضاء لجنة جائزة نوبل وقدمتها هوليوود كاحدى أروع الروايات الروسية في القرن العشرين.