أميرة العايدي بعد عودتها للفن: عمل جيد أفضل من عشرة فاشلة

الفنانة المصرية ترفض التمثيل مع زوجي وتعترف بأنها اشترت الشهرة من «سوق العصر»

TT

عادت الفنانة الشابة أميرة العايدي مرة اخرى الى الشاشة بعد فترة غياب جلست خلالها على مقاعد المشاهدين، تتفرج، تنصت جيدا لحكايات الفن، وترقب اسراره وكواليسه عن قرب عن طريق زوجها وائل نور الذي تحول إلى جسر يربط بين «أم يوسف وسارة» وبين هوايتها.

أميرة عادت الى الفن في لحظة رأت انها مناسبة فكيف عادت، ولماذا، وما هي شروط العودة؟ اسئلة كثيرة ردت عليها النجمة الشابة في حوارها لـ«الشرق الأوسط» وعن سر تألقها في اكثر من عمل فني بعد عودتها فقالت: لانني ببساطة لم اركز على الفن الا في الفترة الاخيرة فقد بدأت مشواري الفني منذ ان كنت في المرحلة الثانوية ـ أي في وقت مبكر جدا ـ حيث شاركت في بطولة فيلم «سرقات صيفية» للمخرج يسري نصر الله لكنني تزوجت بعد ذلك من وائل نور وتفرغت لحياتي الزوجية، ولدراستي بكلية الحقوق، وخلال تلك الفترة انجبت ابنتي «سارة» ثم ابني «يوسف»، وعلى فكرة وانا في الصف الاول من دراستي بكلية الحقوق شاركت في بطولة فيلم سينمائي اخر وهو فيلم «الشجعان» وقدمت فيه شخصية الابنة امام النجم محمود ياسين والفيلم من اخراج طارق النهري.

* وماذا عن بدايتك التلفزيونية؟

ـ السينما حبي الاول ولكن الفرصة جاءت هذه المرة من خلال دراما التلفزيون.

* ولماذا اخترت التلفزيون ليكون بداية انتشارك بالرغم من ان رصيدك السابق كان سينمائيا؟

ـ الوضع اختلف الآن عما كان الحال عليه منذ حوالي عشر سنوات عندما بدأت في الفن اول مرة ، فقد حدثت بعد ذلك ازمة السينما واصبح عدد الافلام قليلا حتى بعد انفراج ازمة السينما، وبينما كانت السينما في الماضي مجال الانتشار القوي للفنان أو الفنانة اصبح التلفزيون الآن هو الذي يقوم بهذا الدور، نتيجة كثرة المسلسلات التلفزيونية المنتجة حاليا.

* لماذا لم تدرسي الفن اكاديميا في معهد للتمثيل بدلا من دراستك للحقوق؟

ـ المشكلة في معارضة اهلي وبالتحديد والدي، وهو محام مشهور لانه ظل مصرا على ان ادرس الحقوق لاكون محامية مثله على اعتبار انني ابنته الوحيدة فدخلت كلية الحقوق لارضيه لكنه بعد اطمئنانه الى انني اصبحت طالبة بالصف الاول في الكلية التي ترضيه عاد فوافق على ان ازاول التمثيل كمجرد هواية لا اكثر ورشحني صديق والدي وصديق العائلة المخرج طارق النهري لتمثيل فيلم «الشجعان» وقد توفي والدي قبل تصويري هذا الفيلم بثلاثة ايام فقط. وكنت انوي الاعتذار عن العمل لولا ان المخرج طارق النهري اقنعني بأن الاندماج في العمل يمكن ان ينسيني احزاني.

* وفي مسلسل «سوق العصر» قمت للمرة الثانية بتمثيل دور الابنة امام محمود ياسين بعد ان مثلت دور الابنة معه ايضا في فيلم «الشجعان» فهل احسست بالفرق بين ادائك في المرة الاولى وادائك في المرة الثانية؟

ـ بالتأكيد ادائي الآن صار اكثر نضوجا.

* وهل وجدت معارضة من زوجك الفنان وائل نور؟

ـ اولا خلال فترة انقطاعي المؤقت لم اكن بعيدة عن الوسط الفني بحكم علاقة زوجي وائل نور بالفن والفنانين، وثانيا لم تكن هناك معارضة من وائل لعودتي الى الفن مثلما ذكرت بعض الشائعات المغرضة والحقيقة انني كنت مضطرة للابتعاد مؤقتا عن الفن، باعتباري مسؤولة عن بيت واسرة وزوج وابن وابنة وعندما شعرت بالاطمئنان على يوسف وهو الاصغر من سارة ابنتي الكبرى ووجدته بدأ يعتمد الى حد ما على نفسه بعد ان اصبح في الرابعة من عمره فإنني اخذت قراري بالعودة للتمثيل مرة ثانية وكان هو القرار بتشجيع من زوجي وائل نور.

* ولماذا لم تكن عودتك للتمثيل بعمل فني معه سواء في السينما أو المسرح أو التلفزيون؟

ـ نحن الاثنين اتفقنا معا على ان الافضل لي هو ان تكون عودتي للفن من خلال بعض الاعمال الفنية لا يشاركني التمثيل فيها حتى احقق لنفسي الانتشار الفني بالدرجة المطلوبة، واثبت ذاتي فنيا وحتى لا يقال ان زوجي الفنان المرموق يحاول ان يفرضني على الفن، أو يستغل علاقاته مع زملائه الفنانين واصدقائه المخرجين والمنتجين من اجل هذا العرض.

* كان دورك في مسلسل «لما التعلب فات» بداية عودتك للتمثيل فما هو شعورك وانت تقفين امام كاميرا التلفزيون لاول مرة؟

ـ في الفيلمين اللذين قدمتهما في المرة الاولى كنت صغيرة السن وعملت في المرتين بتلقائية شديدة ولهذا لم اشعر بالخوف، اما في المرة الثانية وبعد العودة وقبل وقوفي امام كاميرات الفيديو كنت خائفة خاصة في البداية لانني كنت اريد ان اثبت انني استحق العودة للفن كممثلة، واريد ايضا ان ابرز طاقاتي الفنية الحقيقية، وكنت ايضا اكبر في السن واكثر نضوجا وبالتالي اكثر رغبة في تأكيد ذاتي فنيا.

* وبعد «لما التعلب فات» ماذا صورت ايضا للتلفزيون؟

ـ صورت مسلسل «سوق العصر» ومسلسل «الفرار من الحب»، ثم مسلسل «محاكمة الليل» وتوالت بعد ذلك اعمالي الفنية في التلفزيون.

* اعمال كثيرة لك عرضها التلفزيون في الفترة الاخيرة، فهل تعتبرين ذلك جاء تعويضا عن غيابك؟

ـ الحمد لله انني خلال الفترة القليلة الماضية، ومنذ قدمت «لما التعلب فات» حتى الآن وجدت كل هذا الكم من الاعمال التلفزيونية الجيدة التي عرضت وراء بعضها فكانت احلى تعويض لي عن غيابي.

واكملت قائلة: وأرى ان هذه الاعمال عرفت الناس بي واعادت تقديمي اليهم في صورة اكثر نضوجا وزادت من مساحة انتشاري الفني خلال فترة قصيرة، وقد اردت من البداية ان يكون انتشاري الفني من خلال اعمال فنية جيدة المستوى لان عملا جيدا واحدا يمكن ان يكون تأثيره اكثر من عشرة اعمال تافهة، واعتقد ان اختياراتي لأعمالي الفنية اكدت ان انتقائي لما اقدمه كان متميزا وهذا ما اسرع من عملية الانتشار التي اعتبر نفسي الآن بدأت في تجاوزها وسوف اكون تجاوزتها تماما عندما تعرض كل الاعمال التي صورتها وكذلك التي التزمت حاليا بتصويرها، وطبعا مدى اعجاب المشاهدين بما قدمته حتى الآن واسماء نجوم الاعمال التي شاركت في تقديمها بلا شك يؤكد مستوى انتقائي لتلك الاعمال وانني قادرة على اختيار الجيد لاقدمه.

* وهل تستشيرين زوجك وائل نور عند اختيارك لاعمالك؟

ـ انا لا استشيره في العادة الا في الامور التي احتاج فيها الى خبرته الاكبر والاعمق مني وهذا لم يحدث كثيرا.

* وهل لدى زوجك اية محظورات فنية على ادوارك؟

ـ لا، ولكن ما تطلق عليه انت «محظورات» هي اشياء تحدث مني انا شخصيا، فأنا اريد ان تكون اعمالي على ارقى مستوى وان يفتخر ابني وابنتي بها في المستقبل، ومن هنا فإنني قررت مثلا الا اظهر في ادوار تافهة، أو ليست ذات مضمون جيد، أو مسطحة لاني ادرك ان الفن من البداية للنهاية رسالة خاصة في مجتمعاتنا النامية ذات العادات والتقاليد العريقة، ينبغي على كل فنان أو فنانة الالتزام بها تماما.

* وهل بدأت السينما تعود اليك من جديد ؟

ـ نعم، والحمد لله، فأنا صورت منذ فترة قصيرة فيلم «ريتا مارجريتا جرانيتا» وهو فيلم اجتماعي وفي اطار الكوميديا الخفيفة وهو بطولتي امام هشام سليم وعزت العلايلي، وسيعرض الفيلم قريبا وهو من اخراج عمر عبد العزيز، واعتبر دوري في هذا الفيلم مهما جدا لانه مختلف عما سبق لي تقديمه من ادوار، وارجو ان يعجب الجمهور عندما يتم عرضه.

* وهل بدأت في استثمار نجاحاتك التلفزيونية الاخيرة؟

ـ نعم بعد دوري في مسلسل «سوق العصر» بالذات شعرت ان نجوميتي زادت واحسست بهذه النجومية في كل مكان اذهب اليه وفي مكالمات التهنئة والاعجاب التي توالت علي بشكل كبير لم اكن انا نفسي اتوقعها، وحاليا معروض علي اعمال فنية كثيرة سواء في السينما أو التلفزيون واقوم بدراستها لاختار الافضل منها حتى ابدأ في تصويره.

* وهل كنت تتوقعين ان تحققي كل هذا النجاح عندما قررت العودة للفن؟

ـ بصراحة توقعت النجاح ولكن ليس بهذه الصورة ولم اصدق عندما اخبرني الكثيرون انني بدأت اخرج من مرحلة الانتشار، اما السبب في عدم تصديقي لكل هذا النجاح الذي تحقق معي فيعود الى انني عندما بدأت في مرحلة العودة للفن بتصوير مسلسل «لما التعلب فات» كدت من الخوف انسحب من التصوير، ولكني والحمد لله صمدت ونجحت، ولذلك ما احب ان اقوله لمن نلت اعجابهم حتى الان انتظروا وسترون مني قريبا اقوى واحلى المفاجآت.

=