تلفزيون حقيقي

أنس زاهد

TT

برنامج «تلفزيوني حقيقي» او «مشاهد واقعية» الذي تعرضه العديد من الفضائيات التلفزيونية العربية، هو في تقديري برنامج مهم ومفيد عدا كونه واحدا من اكثر البرامج التلفزيونية إثارة.

هذا البرنامج يتشابه مع الافلام الوثائقية والتسجيلية من حيث اهتمامه بتسجيل العديد من مظاهر الحياة العامة في بعض المجتمعات البشرية.. واعتقد ان المشاهد العربي الذي تابع عشرات الحلقات من هذا البرنامج عبر العديد من الشاشات العربية المختلفة، توقف كما توقف كاتب هذه السطور امام التعامل الحضاري من قبل رجال الشرطة في المجتمعات الغربية مع المتهمين والخارجين على القانون، والحرص على عدم انتهاك الحقوق المدنية للمتهمين والخارجين على القانون ومحاولة المحافظة على سلامتهم حتى لو ادى ذلك الى الحاق بعض الاضرار واحيانا كثير من الاضرار، بحق رجال الشرطة الذين لا يعطيهم واجبهم المقدس الحق في المساس بكرامة وحقوق المواطنين، بما فيهم اولئك الذين يمثلون خطرا على الامن العام. من خلال هذا البرنامج شاهدت وقائع كثيرة تعرض فيها رجال الشرطة لخطر الموت وهم يقومون باستجواب بعض المتهمين في الشارع او في الاماكن العامة... ورغم ذلك فقد كان رجال الشرطة ثابتي الجأش ولم يسمحوا لأنفسهم بتجاوز القانون لمجرد الشك او الظن، رغم ان شكنا نحن كمشاهدين كان يصل الى مرحلة اليقين في كثير من الحالات بمجرد القاء الاسئلة الاولى على المتهم. وقد لفت نظري بالتحديد حرص رجال الشرطة الاميركية على مخاطبة المتهم بكلمة «سيدي» قبل توجيه اي سؤال... ويبدو ان هذا ليس مجرد تقليد ولكنه اجراء قانوني يجب مراعاته والالتزام به عند اجراء اي تحقيق او استجواب.

التلفزيون الحقيقي يعكس حقيقة الحياة في المجتمعات الديمقراطية.