«جمال.. ولكن غبي»

أنس زاهد

TT

الفضائيات العربية ساهمت في خلق هوس الريجيم لدى الفتيات، وهوس العضلات لدى الفتيان.

الجيل الجديد أصبح يفكر في جسده إلى حد الهوس، والمشكلة ان هاجس الجسد الذي سلط على شبابنا توقف عند مرحلة الشكل، فالكل يأمل في الحصول على جسد مثالي حسب المواصفات العالمية التي حددها أباطرة الأزياء والسينما، أما الاهتمام بالجسد بدافع الحفاظ على الصحة أو بغية التعرف على أسراره وامكاناته، فهو غير وارد في اهتمامات الجيل.

طبعاً ليست هناك امرأة لا تود أن تكون جذابة بالنسبة للجنس الآخر. وكذلك الحال بالنسبة للرجل.. لكن من غير المقبول ومن غير المجدي أن تتحول الفتاة إلى دمية، وليس من المقبول أن يتحول الرجل إلى طرزان أو مشروع ثورة حتى يكون جذاباً.. الجاذبية مصدرها من الداخل وليس من الخارج، والشخص الجميل هو الذي يستطيع ان يكون نفسه في أي وقت وفي أي مكان.. أما نحيلات الفضائيات المصابات بضمور عقلي يوازي ضمور ملابسهن، وبنحول مخي يوازي نحول قدودهن، فهن جذابات فعلاً عندما يعملن على تجسيد الحكمة العربية الشهيرة بـ «اذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب».. أما إذا انسقن وراء وسوسة الشيطان وحاولن ان يفتحن شفاههن التي لا ينبغي لها أن تنفرج ولو قليلاً إلا إذا كانت تستعد لاستقبال أحمر الشفاه، فإن الجمال يتحول إلى بشاعة والجاذبية إلى عامل من عوامل التنفير، فليس مثل الغباء الذي يتحول أحياناً إلى بلادة وأحياناً أخرى إلى «تفاهة»، ما يوصل المرء إلى الشعور بالقبح والبشاعة والدمامة.

الجمال الغبي هو نوع من أنواع البشاعة.