محمد الوكيل رئيس قطاع الأخبار بالتلفزيون المصري: ليس لدينا موضوعات محظورة مناقشتها ولا يوجد شخص ممنوع من الظهور على الشاشة

TT

الظاهرة اللافتة للنظر في التلفزيون المصري هي زيادة نسبة البرامج الاخبارية الجديدة التي تذاع على شاشتي القناة الاولى والثانية الارضيتين وكذلك على الفضائية المصرية الاولى والثانية، ولكن زيادة البرامج على الشاشة قابله العديد من الاتهامات من جانب بعض النقاد والصحافيين حيث اكدوا ان هناك تشابها في افكارها وموضوعاتها وطريقة تنفيذها.. واجهنا الاعلامي محمد الوكيل رئيس قطاع الاخبار بالتلفزيون بهذه الاتهامات فأجاب عليها، كما تحدث عن البرامج الجديدة ولماذا لا تذاع على الهواء مباشرة، وتناول التطوير في نشرات الاخبار وبرامج القطاع بشكل عام.

سألت الوكيل في البداية:

* هل تعتقد ان زيادة هذه البرامج سببها محاولة اللحاق بالقنوات الفضائية العربية ومجاراتها فيما تقدمه من مواد اخبارية جذبت انتباه المشاهدين؟

ـ زيادة نسبة البرامج الاخبارية سببها الرئيسي زيادة الوعي السياسي والاهتمام الاخباري لدى المشاهدين من ناحية، ومن ناحية اخرى وجود قنوات اخبارية متخصصة الامر الذي جعل القنوات العامة تسعى الى تطوير ما يذاع ويبث عليها حتى لا تتفوق عليها هذه القنوات المتخصصة وحتى تجعل مشاهدي هذه القنوات العامة لا يفقدون الكثير وهم يشاهدون هذه القنوات، بمعنى ان القنوات العامة اصبحت تهتم بنقل مباريات الكرة وزيادة الاهتمام بالبرامج الثقافية والمنوعات وكذلك المواد الاخبارية.

* اذن انت لا تخشى منافسة القنوات الاخبارية العربية وتفوقها عليكم؟

ـ نعم.. انا لا اخشى المنافسة، لانني اعتقد ان الفضائيات لها دور اساسي فيما حدث في القنوات العامة من نشاط، فهذه القنوات الاخبارية العربية المتخصصة جعلت القنوات العامة تطور من نفسها في كل المجالات ومنها النواحي السياسية.

* هل كل الآراء التي يقولها الضيوف تعرض بأمانة شديدة ولا تتعرض للمونتاج أو القطع؟

ـ نعم.. واكرر ليس هناك في قطاع الاخبار ادارة أو قسم للرقابة، والرقابة تكاد تكون منعدمة في القطاع. والحدود التي لدينا تتمثل في امرين، الامر الاول هو شق الوقت أو المساحة الزمنية المخصصة للبرامج الاخبارية على القنوات العامة. ومن هنا فاننا نلجأ للمونتاج الذي نحاول من خلاله ان نحافظ على كل الآراء وعلى اختلافها دون بتر أو تشويه، فعامل الوقت فقط هو الذي يجبرنا على ذلك وعلى سبيل المثال فان جلسات مجلس الشعب التي ننقلها على القناة الاولى لابد ان نقوم بمونتاج لها لان أي جلسة تستغرق من أربع الى خمس ساعات والوقت المتاح لاذاعتها على الشاشة هو ساعة فقط. ولهذا فاننا نكون مطالبين بأن نلخص ونختصر الجلسة الى الربع تقريبا مع الحفاظ على سخونة المناقشات واخذ كل الآراء ومضمونها لكل الاعضاء. والأمر الثاني الذي يحكمنا هو المبادىء الاخلاقية والحفاظ على أمن الدولة والوحدة الوطنية في مصر والحفاظ على العلاقات الطيبة مع الدول العربية والعالمية، وهذا يعني أننا لا نتناول أحدا بالسباب أو نلقي التهم جزافا دون دليل.

* وما تعليقك على ما يتردد عن تشابه تلك البرامج الاخبارية في مضمونها وطريقة تنفيذها؟

ـ ليس هناك تشابه بين البرامج لان كل برنامج محدد له خطته وموضوعاته بدقة، ولكن لانها برامج جديدة فهناك مساحات من التماس بينها وليس التداخل، وهذا موجود في كل محطات وتلفزيونات العالم لسبب بسيط وهو ان الفورمات والاشكال الاذاعية والبرامجية محدودة فقد يتشابه موضوع يتناوله اكثر من برنامج ولكن لكل برنامج رؤيته المحددة وطريقته في هذا التناول.

«رئيس التحرير»

* وفي تصورك ما هي البرامج الجديدة التي لفتت انتباه المشاهدين وحققت ردود فعل طيبة واثارت الجدل من خلال القضايا التي ناقشتها؟

ـ بصراحة، معظم البرامج الجديدة نالت اهتمام المشاهد والنقاد والزملاء الصحافيين والمثقفين والذين اعتبروها خطوة جيدة في طريق التطوير الذي يستغرق شوطا طويلا، وعلى سبيل المثال لا الحصر فهذه البرامج هي «رئيس التحرير» و«شاهد عيان» و«في العمق» و«اخبار الناس» و«اختراق» و«الرأي الثالث» و«الظل الاحمر»، كل هذه البرامج تلقى اهتماما من المشاهدين الذين يحرصون على متابعتها، ورغم ذلك فإنني اقول ان هذه خطوة أولى في التطوير ولدينا مشروعات لبرامج جديدة تحت التنفيذ حاليا لكي يتم الاحلال والتبديل كلما استدعى الامر ذلك وهدفنا الوحيد هو ان يجد المشاهدون المتعة والثقافة والجدية والمصداقية فيما نعرضه من قضايا وما ننقله من آراء.

الوزير والتلفزيون

* ر هل يتدخل وزير الاعلام في اجازة هذه البرامج على الشاشة وفي ما تعرضه من آراء ومناقشات؟

ـ وزير الاعلام اعتبره دائما خبير الاعلام، فرأيه هو رأي الخبراء الذين يعرفون بالفعل كل الحقائق وكيفية معالجة هذه الموضوعات ومن ثم فإن رأيه هنا لا يشكل سلطة الوزير أو أية سلطة رقابية لسبب بسيط وهو انه المسؤول الاول الذي اعطى الحرية الكاملة لهذه البرامج.

* هل تعتقد أن بعض هذه البرامج تفوقت على برامج الفضائيات العربية؟

ـ لا استطيع ان احكم لانني صاحب هذه البرامج ولكن من منطلق ما اسمعه واقرأه من الكتاب والمشاهدين استطيع ان أؤكد ان عددا كبيرا من البرامج متميز، واستطيع ان اقول اننا نجحنا الى حد كبير، وفي هذا الصدد احب ان اشير الى ان عددا من القنوات الاخبارية الفضائية يطلق عليها قناة البرنامج الواحد لانها تقوم على هذا البرنامج وتبنى عليه مجدها، لكننا والحمد لله لدينا الآن اكثر من أربعة برامج مميزة تجذب ملايين المشاهدين في مصر وملايين اخرين في العالم العربي والناطقين بالعربية في الدول الاجنبية، كما أؤكد اننا نجحنا في المنافسة ليس فقط في الموضوع ولكن في الشكل والتي اصبحت الآن احد العوامل الهامة في جذب المشاهدين ولاستمرار متابعتهم لما يعرض على الشاشة.

* وبرنامج «صباح الخير يا مصر» أين هو من التطوير؟

ـ سأعمل جاهدا على أن يظل برنامج «صباح الخير يا مصر» هو برنامج العرب الاول على القناة الارضية الاولى والفضائية المصرية وان يظل خارج المنافسة رغم امتداد عمره لاكثر من ثماني سنوات الامر الذي يفرض جهدا مضاعفا من كل العاملين فيه ويلزم تطويرا مستمرا سواء من حيث الاعداد أو لتقديم أو الاخراج ولهذا سيتم خلال الايام القادمة اعادة النظر في مقدمي البرنامج ومعديه وادخال دماء جديدة من المذيعين والمعدين حتى يحافظ البرنامج دائما على شبابه.