نبيلة حمود أول يمنية تتولى إدارة البرامج بإذاعة عدن

المذيعة اليمنية تؤكد بأن للإذاعة بريقها رغم الإبهار الذي تعتمده الفضائيات

TT

بعد مسيرة عمل ناجحة متميزة امتدت لاكثر من 28 عاما في ميدان الاعلام تبوأت المذيعة اليمنية نبيلة حمود، منصب مديرة إدارة البرامج باذاعة عدن وهي المرة الاولى التي يسند فيها هذا المنصب الى امرأة، ويعد تقلدها هذا المنصب تتويجا لتجربة ثرية ومتفردة ومسيرة حافلة بالعطاء والابداع تشهد بها مجموعة من البرامج التي ما زالت تقدم بذات البريق والجاذبية على مدى نحو ثلاثة عقود.

«الشرق الأوسط» التقت المذيعة اليمنية، وحاورتها حول ابرز محطات تجربتها الاذاعية والتلفزيونية واسباب تركها التلفزيون، وتطرقت الى اسباب جمعها بنجاح بين عدة مهام، مشيرة الى مقومات الرسالة الاعلامية الناجحة والى العمل الاعلامي كتحد اجتماعي قبلته المرأة وخاضته بنجاح.

وقالت نبيلة حمود ان الاذاعة ما زالت الاكثر جاذبية وامتاعا حتى في عصر الفضائيات، ورغم الفوارق التقنية ومستويات الابهار التي تعتمد عليها هذه الفضائيات إلا انها اخذت تكرر نفسها وبدأ المشاهد ينصرف عنها.

وهنا نص الحديث:

* ما هي ابرز المحطات في تجربتك الاذاعية الممتدة لاكثر من 28 عاما؟

ـ بدأ عشقي للاذاعة مذ كنت طالبة صغيرة، حيث كنت انام واصحو على صوت المذياع، فتأصل حب الاذاعة عندي وترعرع معي، ومع ذلك لم اكن احلم بدخول هذا المجال.

* ما هي اهم البرامج التي ارتبطت باسم نبيلة حمود من خلال اذاعة عدن؟

ـ هناك العديد من البرامج التي قدمتها في فترات مختلفة، لكن من البرامج التي ما زلت اقدمها حتى الآن وبكل شوق لمخاطبة المستمع، باعتباره جمهوري ورصيدي الحقيقي، برنامج «مع المستمعين» ثم برنامج «البث المباشر» باسمائه المتعددة، ومنها البث المباشر والبث المباشر المنوع و«استراحة الاذاعة»، واحتفلنا اخيرا بالذكرى الثالثة عشرة لميلاد هذا البرنامج، والذي ظل يتجدد بما يلبي احتياجات المستمع وطموحاته، على نحو خلق لديه القدرة على النقاش والحوار والمشاركة في مختلف القضايا التي يطرحها البرنامج، ما جعله الاكثر ثراء وتجددا.

* الا تعتقدين ان العبء الاداري الموكل اليك، سيكون على حساب عطائك الابداعي؟

ـ لا.. لان الادارة الابداعية غير الادارة الخدمية، ودرجت اذاعة عدن كاذاعة عريقة على اسناد قيادة البرامج الى اكثر المذيعين تميزا وخبرة، وعادة ما يتصف بصفات ابداعية وخلاقة لا تتوفر في موظف عادي، لكنها يمكن ان تتوفر في مبدع مماثل، والانسان المحب لعمله يستطيع استثمار كل مهمة توكل اليه من اجل تحقيق نجاح جديد.

* اعني تعدد الاعباء، فانت مذيعة ومديرة برامج وربة بيت، الا تواجهين صعوبات في التوفيق بين كل ذلك؟

ـ الاخلاص للعمل يخلق التجدد والقدرة على البذل والتضحية، ما لم تكن هناك تنازلات متبادلة لا يمكن للمرء تحقيق اي قدر من النجاح. فإنا ان لم اجد التقدير والتفاهم من قبل زوجي وهو اعلامي ايضا واسرتي وابنائي ما كان لي ان انجح على المستويين الاعلامي والاجتماعي واستنادا الى هذا التقدير والتفاهم ما زلت اواصل مسيرة العمل والعطاء.

* ما هي مقومات المذيعة الناجحة برأيك؟

ـ اولا واخيرا عشق العمل والاخلاص له، لان العشق مصدر نجاح كل عمل، والانسان مهما كانت كفاءته وقدراته لا يستطيع تحقيق شيء اذا لم يكن عاشقا لعمله ومنحازا له، خاصة في مجال الاعلام كميدان ابداعي وابحار مستمر يقدم التجدد والابتكار والتنوع، واولى وسائل هذا الابحار هي العشق والكفاءة.

* هل ما زال العمل الاعلامي تحديا اجتماعيا للمرأة؟

ـ العمل الاعلامي منذ البداية كان تحديا وسيظل كذلك في مجتمعاتنا العربية عموما ومجتمعنا اليمني خاصة، لكن ضرورة اشتراك المرأة في دفع عجلة الحياة الاجتماعية والاقتصادية كان سبيلها لقبول هذا التحدي بكل مستوياته، واستطاعت ان تبرهن فعلا انها على مستوى المسؤولية، على نحو غيّر الكثير من المفاهيم الاجتماعية ودفع درجة الوعي بأهمية العمل الاعلامي كرسالة تربوية واجتماعية وثقافية، يمكن للمرأة ان تسهم فيها دون انتقاص من مكانتها الاجتماعية.

* جمعت بين العمل في الاذاعة والتلفزيون، أين تجدين نفسك أكثر؟

ـ صحيح انني جمعت بين الاثنين على مدى 16 عاما، خاصة بالنسبة لقلة الكوادر النسائية في بداية البث التلفزيوني، لكن يمكنني القول ان الاذاعة هي عشقي الاول ولا اجد نفسي في مكان اخر غيرها، كما انه وبعد ان ضعف البصر، كان لابد من ترك المجال امام وجوه جديدة ودماء شابة، لتواصل مسيرة العمل في التلفزيون.

* هل ما زالت الاذاعة في مستوى التحدي في عصر الفضائيات؟

ـ لا شك في ذلك، فالرسالة الاذاعية متجددة باستمرار وقادرة على اجتذاب المستمع، رغم الفوارق التقنية ومستويات الابهار التي تتمتع بها الفضائيات التي اخذت تكرر نفسها على نحو جعل المشاهد ينصرف عنها ويجد ضالته في الاذاعة التي تتيح له الاستماع اليها واصطحاب المذياع اينما ذهب وتحت اي ظرف كان، بعكس الشاشة التي تقيده زمانا ومكانا وذلك امر صعب في عصر السرعة، كما ان تزايد اعداد المتابعين للاذاعة يجعلنا نحرص على تطوير برامجنا باستمرار، واعتماد اساليب مغايرة اكثر قدرة على جذب المستمع.