البهجة في زمن الخوف

أنس زاهد

TT

لا اعتقد ان احدا من مشاهدي السينما العربية لم يحب سعاد حسني ولم تربطه بها علاقة خاصة.

سعاد حسني كانت فرحة السينما المصرية في الستينات والجمهور الذي كان يقبل على افلامها كان يبحث عن البهجة المفقودة في مجتمع متجهم يعيش تحت ظل واحد من اعتى الانظمة الديكتاتورية في العالم آنذاك.

سعاد حسني كانت افضل من يصنع البهجة ويخلق الامل في نفوس الناس، فالفتاة الصغيرة المليئة بالحيوية، كانت تجمع بين الجمال الذي يصل الى حدود الفتنة، والشقاوة التي تصل الى حد الفرح، والحضور الجذاب الذي يغمر الجميع ويصهرهم في حالة حب عامة.

لكن الفتاة التي كانت تجيد الرقص والغناء وتحظى بالقبول لدى الجميع، كانت ايضا ممثلة موهوبة وقادرة على اداء اعقد الشخصيات. ظهر ذلك منذ البدايات وبالتحديد مع المخرج صلاح ابو سيف في فيلم «الزوجة الثانية» ثم في «القاهرة 30» ومع يوسف شاهين تألقت سعاد حسني في «الاختيار» ثم وصلت الى قمة النضج في السبعينات مع المخرج علي بدر خان في «الكرنك» و«اهل القمة» و«شفيقه ومتولي» واخيرا ودعت سعاد حسني محبيها مع ذات المخرج في فيلم «الراعي والنساء» وهو حسب رأيي واحد من اجمل الافلام في عقد التسعينات.

وتبقى اهمية سعاد حسني في كونها استطاعت ان تصنع البهجة في مجتمع يسيطر عليه الخوف.. وهذا بحد ذاته انجاز كبير لأي فنان.