«الكذب على الذات»

لا ادري ما الذي يمكن ان تضيفه المهرجانات التلفزيونية لتطوير صناعة الدراما التلفزيونية في الوطن العربي.

توزيع الجوائز والكؤوس والميداليات والدروع لن ينقلنا خطوة واحدة الى الامام، واقامة الحفلات الساهرة والسهرات الفخمة لتكريم النجوم وكتاب الدراما والمخرجين لن يحسن من وضع الدراما التلفزيونية العربية التي تسير الى الوراء بسرعة الصوت والضوء معا.

الدراما التلفزيونية في الوطن العربي تعاني من ازمة او مجموعة ازمات.. ازمة على صعيد كتاب السيناريو وازمة على صعيد الانتاج او عملية التمويل وازمة على صعيد الاخراج وازمة في ما يخص كل ما له علاقة بالتقنية، وقبل كل ذلك ازمة في ما يخص المصداقية التي يكفي لهزها لدى المشاهدين، ظهور ممثل يضع شاربا صناعيا او مشاهدة بطل في عمر الزهور يقع في هوى سيدة جاوزت سن اليأس.

ان ما يلزم المشتغلين بالدراما التلفزيونية في الوطن العربي هو مناقشة الوسائل الكفيلة بانعاش صناعتهم وبحث السبل القادرة على معالجة عيوب وامراض هذه الصناعة، وليس افتعال نجاحات لم تحدث وتكريم اصحابها بوصفهم ابطالا.

توزيع الجوائز على المشتغلين بالدراما التلفزيونية في هذه الظروف هو نوع من الكذب على الذات.