أمل حجازي: وصولي لم يكن سهلا وكثرة الحفلات الفنية تفقد الفنان وهجه

الفنانة اللبنانية تبتعد عن غناء القصائد رغم تعلقها بها وترى أن حنكة الفنان وحدها وراء بقائه طويلا

TT

استطاعت الفنانة اللبنانية امل حجازي ان تثبت نفسها في الساحة الفنية خلال فترة زمنية قصيرة لم تتجاوز السنة. وكان آخر اعمالها حفلة مشتركة مع الفنان العالمي فوديل في لبنان. ومع ذلك اكدت حجازي لـ«الشرق الأوسط» ان وصولها لم يكن سهلاً، من دون ان تنسى فضل شركة الانتاج عليها. كذلك كان لها رأيها الخاص في الحفلات الفنية، التي ترفض الاكثار منها كي تحافظ على «وهجها» كفنانة، وتستعيض عنها بالمهرجانات ذات المستوى الذي يضيف الى رصيدها الفني.

ولم تمانع الفنانة الصاعدة اعتماد لهجات عدة للغناء شرط ان لا ينسى الفنان لهجته الاصلية ويحافظ عليها. لكنها وجدت نفسها بعيدة كل البعد عن اجواء الاغنية القصيدة رغم تعلقها بسماعها.

وفي ما يلي نص الحديث:

* يستغرب البعض سرعة وصولك الى الشهرة ويعتقدون انها سريعة، ويعتقد آخرون ان من يصل بسرعة سيسقط بسرعة ما رأيك؟

ـ اولاً انا لا ارى اني وصلت الى الشهرة بسرعة الصاروخ، صحيح ان الوقت الذي وصلت فيه كان قصيراً لكنه تطلب مني جهداً كبيراً وتعباً للوصول الى غايتي ولم اجد المسألة سهلة ابداً. لكنني والحمد لله وفقت بشركة انتاج محترفة تعرف عملها، دعمتني بكل صدق واحتراف، ووفرت علي الصعوبات والمشاكل التي كنت سأواجهها لو توليت انتاج عملي بمفردي. ولولا هذه الشركة لما سمع الناس باسمي ولما استطعت الوصول الى هذه المرتبة التي يقضي غيري اعواماً للوصول اليها.

اما بالنسبة الى القدرة على الاستمرار فأرى انها متعلقة بذكاء الفنان وحنكة الشركة التي يتعامل معها.

* ماذا تغير بين الامس واليوم؟

ـ في البداية كنت انظر الى الامر على انه هواية، اما اليوم فأصبحت اكثر حذراً لان كل شيء اصبح محسوباً علي والمسؤولية الملقاة على عاتقي صارت اكبر، مما يجعلني ادقق في اختياراتي واعمالي المقبلة لتقديم الجيد الى الناس.

* هل تحبذين ان يكون لك لون معين خاص بك؟

ـ انا ارى ان كل فنان يجب ان يكون له اسلوب خاص به ليتمكن من الظهور في وسط هذه الزحمة الفنية وهذا ما اعمل عليه.

* اذن انت تفكرين في حصر نفسك بلون غنائي واحد او لحن واحد؟

ـ كلا، فمن الخطأ ان يحصر الفنان نفسه بموضوع واحد بل يفترض به ان ينوّع اعماله لارضاء مختلف الاذواق. ولا امانع في تقديم الاغنيات الخفيفة شرط التركيز على المعنى والهدف والمضمون. اما بالنسبة الى الالحان فأنتقيها بالتوافق مع شركة الانتاج مع التركيز على عودة القرار الاخير لي، لأنني اذا لم احس باللحن لا استطيع اداء الاغنية بطريقة مناسبة.

* بدايتك كانت عبر الاغنية الوطنية «هالشعب الجبار» بالاشتراك مع جورج الصافي ثم اغنية «حالا» لماذا لم تستمري بخط الاغنية الواحدة؟

ـ اعتماد اسلوب الاغنية الواحدة المدعومة بفيديو كليب امر جيد، لكن لا يمكنني ان استمر على هذا المنوال، بل اريد من الناس الذين يحبون سماعي ان يشتروا شريطي بدلاً من الحيرة في كيفية العثور على اغنياتي. لكن ذلك لا يمنع اصداري اغنية منفردة بين الحين والآخر.

* رغم عدم انتعاش سوق الاغنية الوطنية، فضلت ان تكون بدايتك بأغنية من هذا اللون لماذا ؟

ـ لم يكن ذلك مخططاً له، كل ما في الامر اني كنت موجودة صدفة في استوديو الفنان جورج الصافي للتمرن على «الصولفاج» وسمعته يوزع اغنية «هالشعب الجبار» فأحببتها وطلبت منه ان اغنيها. ولم يكن يهمني عدم وجود مردود للاغنية الوطنية، او حقيقة انها تسمع في اوقات معينة، لانني ارى ان كل فنان يجب ان يمتلك اغنية واحدة على الاقل من هذا النوع.

* ماذا عن تنوع اللهجات والاغنيات؟

ـ الغناء بعدة لهجات ليس خطأ ففي النهاية اللغة العربية واحدة والفنان عليه ارضاء عدة اذواق، شرط ان لا يتخلى عن لهجة بلده. وبالنسبة اليّ فألبومي في معظمه لبناني ولا يحوي سوى اغنية مصرية واخرى بدوية.

* اين انت من القصيدة؟

ـ احب سماعها واتمتع بأغنيات كاظم الساهر وشعر نزار قباني، لكنني لا اجد نفسي في هذا النوع لانه لا يتوافق مع اسلوبي الخاص.

* بالعودة الى تعاونك مع الفنان فوديل سمعنا بوجود اغنية دويتو مشتركة بينكما؟

ـ صحيح وهي بعنوان «داري» للشاعر سمير نخلة وألحان طارق أبو جودة وستسجل في باريس. وتفاصيل الامر ان شركة الانتاج التي أتعامل معها مرتبطة بعقد مع شركة «يونيفرسال» العالمية، التي تنتج لفوديل، وقد ارتأت الشركتان اصدار اغنية مشتركة لنا. ولا اخفي ان فوديل تردد في البداية لكنه وافق على ذلك بعد لقائنا في حفلتنا الاخيرة في لبنان.

* ألا تخشين ان تطغى نجومية فوديل عليك؟

ـ كلا، فأنا لا ارى ان الدويتو قد يحمل خطر الغاء احد الفنانين للآخر، بل اعتقد ان كلا الفنانين سيستفيدان من خبرات بعضهما ويساهمان في انتشار الاغنية.

* كيف تنظر امل حجازي الى «الفيديو كليب» وإلى أي درجة تعتبره مهماً؟

ـ أرى ان«الفيديو كليب» يساهم في نجاح الاغنية بنسبة 60 في المائة اذا انجز باتقان. اما اذا كان يفتقر الى الجودة فانه سيؤثر سلباً فيها ولن يمتد تأثيره على الفنان الا في حال ظهر الفنان فيه بطريقة تضرّ بسمعته. وبالنسبة لي ابحث في «كليباتي» عن القصص المبتكرة والجميلة، التي توافق مضمون الاغنية والا افضل المناظر الطبيعية.

* صورت حتى الآن 4 اغنيات من شريطك «آخر غرام» فهل يمكن ان تصوري كل الاغنيات؟

ـ الاغنيات التي صورتها هي «ريح بالك» مع المخرج مارك حديفة و«آخر غرام» و«حبيبي عود» مع طوني قهوجي و«غنيت» مع ماركس لوبر. ورغم غرابة الفكرة الا انني لا احبذ تصوير كل الاغنيات لانني سأضر نفسي بهذه الطريقة، اذ سيتساءل الناس باستهجان عن هذه الفنانة التي تصور اغنيات شريطها كافة. ثم انني أبحث عن النوعية والتقنية.

* ماذا عن الحفلات الغنائية؟

ـ لا اهتم بكثرة الحفلات الغنائية بل بطريقة الظهور ونوعيتها وافضل المشاركة في مهرجانات ذات مستوى تساهم في إبراز اسمي في الوسط الفني. لذلك أرفض ابرام عقود للغناء في مكان واحد لموسم كامل وأحبذ اطلالة واحدة مميزة تغنيني عن ذلك.

=