البارود والفرح!

أنس زاهد

TT

هنا في جنوب فرنسا ينتهزون اية فرصة لاقامة مهرجان للالعاب النارية مرة بحجة عيد الثورة ومرة بحجة عيد العمال ومرة بحجة اسبوع الشجرة، واذا لم تجد الحكومة اي حجة واذا لم تستطع ان تفتعل اية مناسبة، فإنهم يقيمون مهرجان الالعاب النارية بحجة ان الدنيا صيف.. وحجة الصيف كافية هنا في فرنسا لاقامة الاحتفالات واعلان الاعياد ومنح الاجازات. فالفرنسيون شعب يعشق البهجة ويحب السهر ويكره العمل ويفضل الجلوس على المقاهي المنتشرة على الارصفة ليتفرج على الذاهب والآتي والرائح والغادي وطبعا فإنه لا مانع من التعليق على زي هذا ومشية ذاك.. وجمال تلك الخ.. الخ.

وعودة الى الالعاب النارية التي يخصصون لها يوما كل اسبوع ابتداء من شهر يوليو (تموز). والحقيقة ان الفرنسيين بارعون جدا في الالعاب النارية، وعندما تشاهد كيف تتخذ الامم المتحضرة من النار والبارود وسيلة للهو، فإنك حتما ستصاب بالحسرة خصوصا اذا كنت قادما من العالم الثالث حيث يلهو الطغاة بالبارود وهو يخترق اجساد الناس في معاركهم التي يتفنون في افتعال اسبابها. ما اجمل ان تتحول ادوات الحرب الى ادوات الترفيه.