«الدنيا نغم»

أنس زاهد

TT

كلما ذهبت الى مطعم مزدحم او مقهى يغص بالزبائن، اتذكر اغنية الراحل سيد درويش «الجارسونات».

سيد درويش كانت لديه القدرة على تلحين اي شيء، انه كان يرى ان العالم كله موسيقى والحياة كلها لحن، وبالنسبة اليه فانه لم يكن هناك موقف او حالة لا يمكن التعبير عنها بالموسيقى.. فسيد درويش كان يرى العالم بأذنيه، والموسيقيون الذين يتمتعون بهذه الخاصية يتعاملون مع الاشياء بوصفها مركبات صوتية او كائنات صوتية، حتى ما هو صامت منها تجده لديهم يحتوي على موسيقى داخلية او لحن ضمني موجود وان لم يكن مسموعا.

في اغنية «الجارسونات» تستطيع ان تدرك معنى الفجر، وتحس بالتبرم والارهاق وقد تحولا الى تراكيب صوتية لها عبقها الخاص فضلا عن دلالاتها.. كل ذلك يأتي مشحونا بنشوة الطرب، مما يكسب اللحن زخما شعوريا لا يمكن للاذن الا ان تتآلف معه وتقع في هواه وتسلم له امرها بالكامل.

السلاسة والتدفق والانسيابية والبصمة الشعورية الخاصة والاخاذة، هي جزء من عملية التعبير وليست عنصرا مكملا لها.