عندما تتكسر عقارب الساعة

الفن الجيد ليس له تاريخ صلاحية ليس هناك اثر فني قديم او جديد، هناك فقط فن جيد أو فن رديء.

الفن الجيد يمتلك خاصية البقاء ومهما كان تاريخ انتاجه قديما فإنه يظل دائما طازجا، وكقبلة الحبيب يظل الاثر الفني الجيد محتفظا بنكهة المرة الاولى في كل مرة.

الفن الجيد هو صفعة على وجه قانون الغناء الذي لا يملك الا ان يرفع الراية البيضاء في مواجهة اي اثر في حقيقي.

الفن جزء من الحقيقة، والحقيقة الاولى في حياتنا كبشر هي شوقنا اللامحدود الى الخلود، حيث يتلاشى الخط الفاصل بين الموت والحياة ويتوقف الزمن عن تهديدنا وتهميشنا والقضاء علينا.

الفن هو الشيء الوحيد الذي يستطيع ان يعتقل الوقت ويجمد الزمان ويكسر عقارب الساعة. الموناليزا ابتسمت فتوقف الزمن بأمر من اصابع ليوناردو دافنشي عند تلك اللحظة... والدقائق التي قضاها الحوذي وهو يبوح لحصانه سرقها تشيخوف من الزمن واهداها الى الخلود وحبسها الى الابد في حفنة صفحات اسماها «وحشة» وضوء القمر الذي رآه بتهوفن قبل حوالي مائتي عام اصبح خارج حدود الزمن، وما زال يهطل على آذاننا كل يوم منذ ذلك اليوم.

وبعد فليس مهماً ان كان ما نستمع اليه او نقرأه او نشاهده قد حدث بالفعل أم لا فالحقيقة في قليل من الاحيان هي ما يحدث فعلا، والحقيقة في معظم الاحيان هي ما يمكن ان يحدث.