نزعة شوفينية

أنس زاهد

TT

لا ادري لماذا يتعامل القارئ العربي، في اغلب الاحيان، بحساسية شديدة اذا ما اشتم او استشعر ان هناك نقدا ما موجها لبلده.. وهو استشعار خاطئ في معظم الاحيان وناتج عن نزعة شوفينية بدأنا نتلمسها بوضوح شديد في العقود الأخيرة.

احد القراء السوريين اتهمني قبل ايام بانني اكن مشاعر عدائية للشعب السوري، والسبب انني انتقدت بعض الاعمال الفنية السورية وبعض الفنانين السوريين، واكثر من ذلك فان القارئ اتهمني بانني انتقد كل ما هو سوري لحساب كل ما هو لبناني.. وطبعا فان القارئ العزيز نسي انني انتقدت كثيرا من البرامج التلفزيونية اللبنانية وكثيرا من الفنانين اللبنانيين، كما ان القارئ نسي كثيراً من المقالات التي امتدحت فيها الفنانين السوريين، من ضمنهم المخرج مصطفى العقاد ودريد لحام وياسر العظمة وايمن زيدان ومحمد الماغوط وغيرهم.

تهمة التحيز ضد مصر واجهتني ايضا من بعض القراء لانني انتقدت اكثر من مرة كلا من الرئيس عبد الناصر وام كلثوم وعبد الحليم. اما الصدمة التي لم اكن انتظرها فقد جاءت عندما اتهمني احد القراء بانني متحيز ضد كل ما هو سعودي وخليجي لانني انتقدت بعض الفنانين الخليجيين والسعوديين. وطبعا فان الاخ القارئ لم يكن يعرف بل ولم يكن يتخيل انني سعودي.

الفن ليس له وطن او جنسية، فالفن هو احد روافد القيم الجمالية، والجمال ليس له وطن او دين او ملة.