مشاهد حية من مواقع تصوير مسلسل: صلاح الدين الأيوبي

الشركة المنتجة: طرحنا فكرة المسلسل قبل نجدت أنزور ونخاطب بأعمالنا عقلية المشاهد العربي

TT

ارتفع حولنا غبار المعارك حتى كاد ان يغطي المشاهد وذلك من خلال الحشد الضخم للخيول والمقاتلين والمجانيق التي ترمي حممها امام اسوار القلعة الضخمة التي بنيت خصيصا من اجل مسلسل «صلاح الدين الايوبي» الذي تصدت لانتاجه «سورية الدولية للانتاج الفني» بميزانية ضخمة غير مسبوقة في تاريخ الدراما السورية.

ارادت الشركة المنتجة ان نقف امام مشاهد حية من مواقع التصوير في ريف دمشق، حيث اقيمت ديكورات ضخمة وآليات بحجم الآليات التي استخدمت في المعارك لتحقيق المزيد من المصداقية في العمل والاخراج خاصة ان المسلسل تاريخي توثيقي، وفيه الكثير من المعارك والملاحم التاريخية الضخمة التي توجتها معركة حطين بدحر الغزو الصليبي وتحرير القدس.

* إنتاجان لقصة صلاح الدين

* وقبل ان ندخل في التفاصيل كان هناك سؤال يفرض نفسه بالحاح حول اعلان المخرج نجدت انزور أخيرا عن اعتزامه اخراج مسلسل بعنوان «البحث عن صلاح الدين»، وعما اذا كان الامر نوعا من المضاربة او المنافسة بين العملين اللذين يتم انتاجهما في وقت واحد، كما انهما مرشحان للعرض في شهر رمضان المقبل؟

قال مسؤول الانتاج في الشركة باختصار: بعد انتاجنا مسلسل «الزير سالم» في العام الماضي، اعلنا فورا ان انتاجنا التالي سيكون عن صلاح الدين الايوبي، وذلك منذ شهر فبراير (شباط) الماضي. ثم فوجئنا بالشركة الثانية تعلن عزمها على انتاج مسلسل عن صلاح الدين الايوبي. واذا كان هناك من سؤال حول هذا الموضوع فيمكن توجيهه الى انزور.

وتابع يقول: ومع هذا لا نرى اية غضاضة في انتاج مسلسل عن موضوع واحد من قبل شركتين انتاجيتين، بل لعل هذا العمل يكون سببا لتحقيق التنافس بينهما نحو الافضل.

* القطاع الخاص يتصدى

* المعروف ان القطاع العام في سورية والمتمثل بالتلفزيون العربي السوري، كان المبادر الى انتاج الاعمال الدرامية الضخمة التي تتطلب ميزانيات كبيرة من منطلق ان هذه هي مهمة هذا القطاع وهو القادر على تخصيص ميزانيات ضخمة لمثل هذا النوع من الانتاج، كما فعل بالنسبة لمسلسل «العبابيد».. ولكن القطاع العام تراجع في السنوات الاخيرة، فتصدى القطاع الخاص لهذه المهمة، وانتج أخيرا عدة اعمال مما يمكن ان نطلق عليه صفة (الاعمال الضخمة) وفي هذا مغامرة كبيرة.

يقول مسؤول الانتاج في الشركة: لسنا في مجال المنافسة مع اية جهة في القطاع العام او الخاص، لكننا، ومنذ انشاء هذه الشركة التي اطلقنا عليها اسم «سورية الدولية للانتاج الفني»، نسعى الى ان نقدم اعمالا تكون متميزة من دون الوقوف كثيرا امام ميزان الربح والخسارة، وكان عامنا الاول مع باكورة انتاجنا «الفوارس»، وكان عامنا الثاني مع مسلسل «الزير سالم»، وهذا عامنا الثالث مع مسلسل «صلاح الدين الايوبي».. وقد دخلنا التصوير من دون ان نوقع اى عقد بيع مع اي فضائية، ونسعى ان تقوم استراتيجية عملنا على مخاطبة عقل المشاهد العربي. ومن هنا كان حرصنا على نوعية النص وجودة الانتاج، وقد نالت اعمالنا بعض جوائز المهرجانات العربية في القاهرة والبحرين، لكن الجائزة الحقيقية هي رضا الجمهور ومحاولة تقديم الفن العربي بأرقى صورة والوصول به الى العالمية.

* لماذا صلاح الدين؟

* لماذا اخترتم قصة صلاح الدين الايوبي بالذات؟

ـ كانت الحروب الصليبية اول حرب عالمية عرفها التاريخ، كانت قصة صراع بين الشرق والغرب، وقد حاول البعض إلباسها لبوسا دينيا فقط، ولكن امراء الحملات الصليبية عندما اندفعوا بسياستهم التوسعية كانوا يستهدفون السيطرة على الشرق، ولهذا كانت الغزوات الصليبية تجسد حالات متقدمة من الاستعمار الغربي، لتحقيق مكاسب اقتصادية واسعة النطاق، وبدلا من ان يتحد الامراء المسلمون ضد هذه الغزوات الفرنجية، واجهوها فرادى، وفرادى سحقوا، الواحد تلو الآخر، الى ان ظهر صلاح الدين الذي حرر القدس بعد ان وحد العالم العربي الاسلامي.

وسجل العمل عبر توثيق دقيق اشرفت عليه مجموعة من الاساتذة في جامعة دمشق حياة هذه الشخصية الفذة.. ويمتد العمل على ثلاث مراحل: مرحلة عماد الدين زنكي، ثم ولده نور الدين محمود، ثم مرحلة صلاح الدين التي تتوج بمعركة حطين الشهيرة، ثم تحرير بيت المقدس من خلال صياغة درامية روائية توثيقية قام بها المؤلف الدكتور وليد سيف، ويقوم باخراج العمل المخرج حاتم علي الذي قام باخراج «الزير سالم» بالتعاون مع خبرات عربية واجنبية، لا سيما في اخراج مشاهد المعارك التي شهدنا بعضها.

ويقوم بدور صلاح الدين الايوبي الفنان جمال سليمان ومعه من سورية: سوزان نجم الدين ـ سلمى المصري ـ نجاح سفكوني ـ علاء الدين كوكش ـ سلاف فواخرجي ـ وائل رمضان ـ باسم ياخور ـ جهاد عبده ـ خالد تاجا ـ عبد الرحمن آل رشي ـ محمد آل رشي ـ سمر سامي. ومن لبنان: رفيق علي احمد ـ ورد الخال ـ كارمن لبس ـ وليد العلايلي ـ عايدة ناظر. ومن الاردن: نادرة عمران. ومن المغرب: محمد مفتاح، بالاضافة الى مجموعات كبيرة من الكومبارس والعتاد والخيول والآليات الحربية التي استخدمت في تلك المعارك. ومن المنتظر ان يعرض على اكثر من فضائية عربية في شهر رمضان المبارك المقبل.

* مسلسل أنزور .. عمل مختلف

* على الرغم من ان موضوعنا هو عن عمل «سورية الدولية للانتاج الفني»، فلا بد من ان نعرف بالعمل الآخر الموازي الذي ينجزه المخرج نجدت انزور بعنوان «البحث عن صلاح الدين» وذلك من خلال هذه المعلومات المكثفة المنشورة في الصحف ومن خلال حوار اجرته معه احدى المجلات الخليجية: العمل مسلسل درامي معاصر وتاريخي، يرعاه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، وزير الدفاع.. كتب المادة التاريخية له محمود عبد الكريم والمستشار التاريخي الدكتور سهيل زكار، وكتب المادة المعاصرة الدكتور فؤاد شربجي.. ويعتمد بشكل اساسي على الثورة المعلوماتية ويناقش قضايا حساسة كالانتفاضة، والقدس، والحوار العربي ـ الاجنبي حول احقية العرب بالقدس.

ويقول عنه انزور: «ليس صلاح الدين هو المطلوب في هذا العمل وانما النموذج هو المطلوب.. كيف انتصر صلاح الدين؟ هذه التجربة بحد ذاتها يجب ان تستفيد منها الاجيال، وان تستفيد من تحليل الانتصارات المتتالية التي حققها واستطاع ان يحرر مدينة القدس، لذلك نحن نأخذ العبر من التاريخ ونوظفها بشكل حديث يتوافق مع متطلبات العصر، فليس المطلوب منا ان نحضر صلاح الدين على حصانه ومعه جيشه وان نقول للناس: هكذا انتصر صلاح الدين، فنحن نقدم اسقاط التاريخ على المعاصر عادة، لكننا في هذا العمل جئنا بالمعاكس فاسقطنا الوضع المعاصر على التاريخ والعمل، باختصار، العمل يبحث عن النهج الذي استطاع صلاح الدين من خلاله ان يحقق هذا الانتصار العظيم. والموضوع ليس حكرا على احد، فهو تاريخ موجود لدينا، واي شخص يستطيع تناوله، ولكن العبرة في طريقة التناول ومواكبتها للعصر، وموافقتها لعقلية هذا الجيل».