نجاحات فردية أم فشل جماعي

أنس زاهد

TT

كلما شاهدت الاشارة الاعلانية الخاصة ببرنامج «موعد في المهجر» الذي تقدمه قناة الجزيرة اسبوعيا، تثور في عقلي العديد من التساؤلات.

لماذا يضطر العرب الى الهجرة، ولماذا تتعاظم هذه الظاهرة في فئة العلماء والمثقفين والمفكرين والفنانين والقانونيين والصحافيين؟

لماذا ينجح العربي المطرود أو الفار من وطنه في الغرب ويصل الى أعلى المناصب ويحقق أعظم النجاحات ويجبي من الثروة والشهرة والاحترام، الشيء الكثير؟

لماذا لا يستطيع اصحاب الكفاءات والمواهب اثبات ذواتهم في العالم العربي، ولماذا لا يجدون الفرص الملائمة لامكاناتهم في أوطانهم؟

ان قصص النجاح الفردية التي يقدمها برنامج «موعد في المهجر» هي في الجانب الآخر منها قصص فشل لأمة قذفت بخيرة ابنائها الى الطريق وأوصدت كل الأبواب في وجوههم، فكان نجاحهم بمثابة لطمة على وجه الأمة التي ينتمون اليها والتي اضطرتهم الى ايثار المنفى على البقاء في قاع الوطن.

اننا يجب ان نشعر بالخجل أمام كل قصة من قصص النجاح التي استطاع المهاجرون العرب ان يكونوا ابطالها، لاننا نحن الذين دفعناهم الى الهجرة ولم نمنحهم الفرصة في الابداع والعمل.

عندما ينجح الفرد وتفشل الأمة فهذا يعني ان الأمة تعاني من مرض خطير، اما اذا لم تحس الأمة بأنها تعاني من هذا المرض فهذه هي الطامة الكبرى.