سليم كلاس نائب نقيب الفنانين السوريين: بعض شركات القطاع الخاص تأكل أتعاب الممثلين

TT

يقوم الفنان السوري المعروف سليم كلاس، حاليا بأداء دوره في مسلسلين تلفزيونيين سوريين جديدين هما «انت عمري» و «الرحيل الى الوجه الآخر»، كما انه أدى دورا مميزا في مسلسل «الخوالي» الذي صور في فترة سابقة وعرض في رمضان الماضي، ويعرض حاليا على بعض القنوات العربية، حيث أدى دور شخصية شعبية دمشقية.. شخصية حلاق الحارة القديمة، كما يتابع الفنان كلاس عمله النقابي من خلال موقعه كنائب لنقيب الفنانين السوريين الذي يشغله حاليا الفنان اسعد فضة.

حول بعض القضايا الفنية ومهنة الفن، والفنانين السوريين كان الحوار التالي مع الفنان سليم كلاس:

* مثلت اخيرا في مسلسل «الخوالي» وهو مسلسل تاريخي، الا تلاحظ ان الدراما التاريخية اصبحت مكرورة في المسلسلات التلفزيونية السورية؟

ـ بالفعل، صار هناك تكرار وملل من هذا التكرار والسبب برأيي هو عبارة عن هروب من واقع عربي، هروب من رقابة عربية، من بعض الاشكالات اذا اراد البعض ان يقدم اشياء معاصرة، تاريخا حديثا، لأن التاريخ الحديث صعب ان يتناوله الانسان وان يكون صريحا وواضحا، فالتاريخ الحالي سينتظر 50 ـ 100 سنة حتى يأتي غيرنا ليحكي عن هذه المرحلة في التاريخ العربي المعاصر، لكن الاعمال التاريخية لا تؤثر في الدراما عندما تعالج مواضيع حساسة ولها قيمة وفعل درامي وتنشط الحركة الدرامية في سورية، لكن نخشى من التكرار والمنحنى والاتجاه نفسه. اتمنى ان تكون هناك عدة مفاصل وعدة طرق لمعالجة الدراما وليس التاريخ فقط، فمثلا تم تصوير مسلسل عن العثمانيين، فصارت هناك عشرة مسلسلات عن العثمانيين، وصور مسلسل عن الفرنسيين فصارت هناك عشرة مسلسلات عن الفرنسيين وهكذا... هذا تكرار ممل.

* لكن هناك اعمالا أخرى غير التاريخية في المسلسلات التلفزيونية السورية.. هناك الكوميديا مثلا؟.

ـ لا شيء يسر ويفرح في الكوميديا السورية وما اخشاه، ان تأخذ بعض المحطات هذه الاعمال وتعرضها للآخرين قائلة: شاهدوا الدراما السورية الى اين وصلت.. الى الاسوأ، لكن هناك اعمالا كوميدية جيدة، خذ مثلا مسلسل «يوميات مدير عام»، فهو مسلسل جيد ويحاكي الناس ومشاكلهم، في المقابل بعض الاعمال الكوميدية غير جيدة وتقوم بها شركات خاصة. والكوميديا يجب ان تكون هادفة ولها معنى ومضمون لا أن تكون اضحاكا فقط، وضحكا مجانيا.

* ما رأيك بمسلسل «جميل وهناء».. أليس كوميديا جيدا؟

ـ لا تعليق لدي.. لم اشاهده، لعلمك فأنا قليل المشاهدة للتلفزيون ولست مشاهدا جيدا له وحتى اعمالي نفسها لا اشاهدها، ليس عندي وقت، اكون مشغولا بأمور أخرى، صدقني عندما صورت دوري في مسلسل «الخوالي» بقيت شهرا كاملا لم اشاهد التلفزيون ولا دقيقة.. كنت مشغولا بالتصوير.

* سليم كلاس مطلوب بشكل كبير من قبل كل المخرجين السوريين، لماذا؟

ـ هناك اكثر من سبب، قد يكون حضوري على الشاشة جيدا ومقبولا، والفنان الحقيقي يبقى ملتزما بالمواعيد وبشغله وباتقان عمله، هذه بعض الميزات التي تعطي راحة للمنتجين، لذلك يقول منتجو المسلسلات ان سليم كلاس مريح بالشغل لا يتعب المشتغلين في المسلسل ويضعونني في المكان المناسب بالمسلسل ويمكن لعمري ان يحدد الدور لهذا المسلسل او ذاك. وبشكل عام الفنان سلوك قبل اي شيء وانا لا اعادي احدا، فأنا رجل مسالم ومصالح ولست مجابها وكل المخرجين اصدقائي، والكثير من المخرجين يقول «اول عقد تريد تنفيذه هو مع سليم كلاس»، ويقول المخرجون ايضا انهم يتفاءلون خيرا اذا عملت معهم!

* يقال انك تطلب اجورا مرتفعة على ادوارك؟

ـ في العام الماضي رفضت المشاركة في ستة اعمال ليس لسوء النص وانما لأن الدور لم يعجبني او الاجرة لم تعجبني.. يا اخي بعض المنتجين يفكر ان على سليم كلاس ان يأخذ الامر نفسه في مسلسلين لي في الاول منهما 200 مشهد، وفي الثاني 30 مشهدا، هذا لا يجوز، لذلك لا اساوم في اجري وهو بالمحصلة تعب وجهد ابذله وليس منّة من احد، وانا لي على بعض المنتجين اموال لم احصلها حتى الآن وانتظر.. القطاع الخاص يفاوضنا بقسوة اكثر بالاسعار والبعض من المنتجين ليس شغلتهم الفن ودخلوا على الخط هكذا وهؤلاء يذهب اليهم جزء من اجورنا، بينما في القطاع العام الذي يمثله التلفزيون السوري حقنا مضمون والاجر سنأخذه بالنهاية، بينما القطاع الخاص يعطينا اقل وبالمدة نفسها ولفترة العمل نفسها.

* هل يعني ذلك ان بعض شركات القطاع الخاص تأكل اتعاب الممثلين السوريين؟

ـ نعم، صحيح.

* وما دور النقابة، وانت نائب نقيب الفنانين السوريين؟

ـ نحن في النقابة عندما يأتينا فنان ومعه عقد موثق من النقابة مع منتج، أدافع عنه واحصل له حقه، لكن اذا كان ممثلا متهاونا مع الشركة المنتجة ويعمل عقدا ويتركه مع الشركة ولا يأخذ نسخة منه ولا يوثقه من النقابة ولا يدفع الرسوم النقابية للتثبت، فكيف سأدافع عن هذا الممثل، ليعطني وثيقة وسأدافع عنه كفنان وكمنتج، ايضا اذا اخل الممثل بالعقد وقد يحصل ـ للأسف ـ ان الاهمال يكون من الفنان نفسه ومن الشركات ايضا وهذه الشركات يهمها ان تكون بعيدة عن نقابة الفنانين.

* ما رأيك بمهرجان القاهرة التلفزيوني والاذاعي السنوي؟

ـ تظاهرة حضارية وشيء جميل وجيد وتسمح للناس بمشاهدة ابداعات الآخرين من خلال هذا المهرجان.

* لكن يتهم المهرجان بأنه تظاهرة اعلامية احتفالية فقط؟

ـ لا أرى مانعا من أن يكون ذلك ايضا، القاهرة لا تزال حتى الآن قلعة الفن في العالم العربي.

* ما رأيك بموجة الفانتازيا في المسلسلات التلفزيونية؟

ـ مدرسة فيها شيء من الابهار في البداية، بعد ذلك اكتشفت انها تشويه للتاريخ في مسلسلات لا تعرف عن أي شيء تحكي ـ لا تعرف تاريخها ـ ازياء غريبة عنا، وواقع غريب، وديكورات غريبة، وهذا نوع من التغريب وبرأيي هو موضة ولن تستمر ومع ذلك انا لست ضدها.