آفاق إنسانية

في رأيي أن الاغنية اللبنانية تمتلك شخصية هي الأكثر تميزاً وعمقاً بين جميع نظيراتها في العالم العربي.

وبعيداً عن الظاهرة الرحبانية التي تبقى متفردة ليس على صعيد العالم العربي وحده، فإن الأغنية اللبنانية تظل اكثر ثراء وصدقاً وخصوبة نظراً لآفاقها الانسانية الواسعة التي تتجاوز بكثير هاجس العشق والغرام التي ظلت الأغنية العربية أسيرة له على امتداد قرون طويلة.

في الأغنية اللبنانية التصاق بالأرض وتعلق بالوطن وارتباط وثيق بكل عناصر الطبيعة والبيئة، وهو ما يظهر بشكل خاص في الغناء الشعبي.. ولعل هذا هو السبب في أن الاغنية اللبنانية لم تعرف ما يسمى بالاغنية الوطنية الا في مراحل متأخرة جداً وبسبب ظروف الحرب والاحتلال التي عصفت بلبنان على مدار الستة والعشرين عاماً الماضية.. ورغم ذلك فقد ظلت الأغنية الوطنية اللبنانية بعيدة عن التشنج والمبالغة والرغبة في اثبات الأفضلية والتفوق على الآخرين.

الأغنية اللبنانية لم تأخذ بعد حقها إعلامياً، والاعلام اللبناني هو المسؤول الأول عن ذلك.