«الأصيل» برنامج وثائقي سعودي من 30 حلقة عن الفنان طلال مداح ويستضيف 44 شخصية

وزير البترول السعودي الأسبق يروي قصة أغنية «مقادير» في محاضرة لليهود

TT

انهى طاقم عمل سعودي تجهيز برنامج خاص عن الفنان الراحل طلال مداح يقدم في 30 حلقة ويعتبر اول برنامج وثائقي يتعرض لتجربة فنية سعودية بالسرد والاستعراض مبينا ابرز التحولات الزمنية التي مرت بها هذه التجربة. ويسلط البرنامج الضوء من جانب آخر على القفزات التي تحققت عبر مراحل متعددة شكلت الاثر الفني للراحل طلال مداح مما ساهم في ترسيخها في ذاكرة رجل الشارع العربي، ويستعرض البرنامج لاول مرة كيف بدأ طلال حياته منذ ان ولد في جبل القلعة في منطقة جياد في مكة المكرمة وسماعه لاول مرة للأذان المنبعث من الحرم المكي وهو في منزله، وكيف امضى خمس سنوات من عمره في مكة المكرمة انتقل بعدها الى الطائف والتحق بالمدرسة السعودية الاولى (طالبا)، وفي السنة الدراسية الثانية طلبت منه المدرسة ان يقوم يوميا بتلاوة القرآن الكريم في طابور الصباح نظرا لحلاوة صوته وهو لا يعلم ذلك. ونجح صاحب فكرة البرنامج ومعده ومقدمه يحيي مفرح زريقان في الحصول على وثائق خاصة يقدمها في برنامجه الجديد الذي يحمل عنوان «الاصيل»، حيث تنقل بين عدة مدن سعودية اهمها مكة والطائف وجدة واستغرق تجهيزه للبرنامج قرابة العام بين كتابة السيناريو واعداد الحلقات. وخصص زريقان في برنامجه اهم مراحل طلال مداح منها حين شاهد المطرب آلة العود لاول مرة في منزل عبد الله المرشدي في مدينة الطائف، وغناؤه لاول مرة امام اصدقائه، حين قدم الاغنية المصرية الشهيرة «على بلدي المحبوب، وفي السنة التاسعة بدأ طلال يعشق الفن والموسيقى، وفي السنة الثانية عشرة اكمل حفظه لاغاني فريد الاطرش الذي كان معجبا به وكذلك اغاني محمد عبد الوهاب وام كلثوم، وحين غنى طلال مداح لاول مرة قدم وصلات غنائية في حارة السلامة في الطائف بعد ان أذن له عمدة الحارة بذلك، واستمر بعد ذلك يواصل نشاطه الفني برعاية جعفر السقاف مدير الجوازات في الطائف، حتى عرف طلال على مستوى المدينة آنذاك. وفي عام 1959 احترف طلال مداح الغناء بشكل رسمي وتفرغ له بالكامل وانتقل من الطائف الى جدة تنفيذاً لرغبة عباس غزاوي مدير الاذاعة آنذاك الذي التقى به في الطائف في احدى المناسبات وطلب منه الحضور الى جدة سريعا التي انطلق منها ليصبح الفنان السعودي الاول. وبعدها غادر الى بيروت في عام 1961 معرفا وناشرا للاغنية السعودية خارج الحدود وقد التف حوله في هذه المرحلة عدد كبير من الادباء والمفكرين والشعراء ساهموا في خلق الثقافة الفنية والعامة لديه، حتى اصبح معروفا على مستوى الشارع العربي. استضاف البرنامج 44 شخصية عربية ابرزها احمد زكي يماني وزير البترول الاسبق في السعودية، الذي روى اهم موقف في حياته مع طلال مداح، حين القى محاضرة في احدى الولايات الاميركية وكان برفقته صديقه مداح، وكان موضوع المحاضرة حول الصراع العربي ـ الاسرائيلي والجمهور الحاضر للمحاضرة اغلبه من اليهود. ويقول يماني في كلمته للبرنامج: «بعد ان انتهيت من المحاضرة قدمت للحضور صديقي الفنان طلال مداح فقدم لهم وصلات موسيقية لمدة عشرين دقيقة وشهدت القاعة صمتا وذهولا ودهشة نظرا لتعامل الراحل مع آلته ببراعة»، وغنى يومها طلال مداح اغنيته الشهيرة «مقادير» وانتهت المحاضرة بتصفيق حار وهتاف من الجمهور واعجاب بهذا الفنان. ومن الشخصيات الموجودة في البرنامج الشاعر الامير بدر بن عبد المحسن، والدكتور عبد الله مناع، والمفكر عابد خزندار، والدكتور محمد احمد صبيحي، والشاعرة السعودية ثريا قابل، والموسيقار العميد طارق عبد الحكيم، بالاضافة الى كافة منسوبي الاغنية السعودية من موسيقيين وملحنين ومطربين، ويتضمن البرنامج 115 أغنية منها اعمال تبث لاول مرة وتمثل عددا من المراحل التي تشكل تجربة طلال مداح على مدى اكثر من اربعين عاما، ويتضمن البرنامج الكثير من التفاصيل التي تروى بلسان صاحبها. ورفض معد ومقدم البرنامج يحيي زريقان ان يضع مسمى لقبه الشهير «صوت الارض» الذي اطلقه على الراحل طلال مداح في حفل مهرجان جدة السياحي العام الماضي، على برنامجه الجديد الذي حمل عنوان «الاصيل»، حيث قال زريقان بعد ان خص «الشرق الأوسط» بتفاصيل احداث برنامجه الوثائقي «حقيقة لقب صوت الارض اطلق منذ سنوات ولكنه لم يلصق بطلال الا بعد وفاته، واختياري لمسمى «الاصيل» لمعرفة الجميع ان الراحل كان اصيلا في كل شيء، وهذا البرنامج الذي اخرجه السعودي سامي السعيد محاولة صادقة ومتواصعة مني لتوثيق تجربة فنية اثرت في حياتنا وشكلت منعطفا خطيرا في ذائقة رجل الشارع السعودي عند ظهورها، واعتبره جهدا بسيطا مني لأرغم الاخرين على العمل لاكتشاف هذا الفنان الاسطورة». وفي الجانب نفسه، بدأ طاقم عمل البرنامج منذ الايام الماضية في البدء جديا في مفاوضات مع قنوات فضائية خليجية لعرض البرنامج من خلال اهم المحطات الخليجية، ومن المحتمل بثه في شهر رمضان المقبل.