السياح ونجوم بوليوود يتوافدون على بولندا بعد قدوم سبيلبرغ

TT

* كثيرا ما كانت بولندا مكانا يستغل لتصوير الأفلام التاريخية لكن الدولة الواقعة في شرق أوروبا بدأت حاليا في جذب شركات الإنتاج في السينما الهندية (بوليوود) إلى جانب جذب السياح أيضا. وعندما جاء المخرج الشهير ستيفن سبيلبرغ إلى كراكوف في جنوب بولندا في أوائل فترة التسعينات لاختيار أماكن لفيلمه «قائمة شندلر»، من المؤكد أنه كان سعيدا بما وجده. وفي أجزاء من منطقة بودجورزي في المدينة، حيث كان يقام مصنع أوسكار شندلر في الماضي، وفي المنطقة اليهودية السابقة في كازيميرز، التي كانت تبدو كما أن السنين لم تمر عليها. الفقر والانحطاط والظلام.. غالبا ما تتواءم الأجواء اليائسة مع أماكن تصوير الأفلام باللونين الأبيض والأسود.

وفي الوقت الراهن، كان سبيلبرغ سيواجه صعوبة في اختيار أماكن مناسبة لتصوير الفيلم الحائز على جائزة أوسكار، الذي تدور أحداثه عن المحرقة النازية. وتوافد السياح على البلاد بعد فيلم «قائمة شندلر»، وبصورة خاصة على كازيميرز. وحاليا، باتت المنطقة واحدة من أكثر المناطق عصرية وأغلاها في كراكوف من خلال انتشار الملاهي الليلة الحديثة والحانات.

وتقول نافا، أميركية تدير مخبزا ومقهى وشهدت التغييرات منذ بدايتها، إن «البداية كانت بقدوم سبيلبرغ.. ومنذ ذلك الحين، صار الحي مختلفا تماما».

وفي بودجورزي استغرق التطوير فترة أطول، لكن منذ أن أصبح مصنع شندلر السابق فرعا للمتحف التاريخي في كراكوف، واستضاف عروض وسائط متعددة عن المدينة خلال فترة الحرب العالمية الثانية، وحافلات السياح تتوافد يوميا. والمطاعم والشقق السكنية مرتفعة الثمن هي علامات على التحسن المتنامي في الحي.

ومع هذا، يحلم السكان في منطقة براغا في وارسو بتحول مثل هذا. وهنا صور المخرج رومان بولانسكي بعض مشاهد فيلمه «الرسام» الذي تدور أحداثه في جيتو وارسو خلال الحرب العالمية الثانية. وتعرض الجيتو اليهودي نفسه للتدمير تماما في عام 1943 عندما قمعت قوات النازي الألماني بوحشية ثورة للسكان اليهود.

وتتميز المنطقة حاليا بالمباني السكنية على غرار الطراز المعماري في فترة الخمسينات من القرن الماضي. ووقعت منطقة براغا الواقعة على الضفة الشرقية من نهر فيستولا، فريسة للإهمال لعقود طويلة بعد الحرب. وعلى الرغم من أن رسامين شبانا أقاموا على مدار السنوات الأخيرة في المنطقة وطوروا مشهدا تاريخيا بديلا، فإن النهضة لم تكتمل حتى الآن. ويرتفع معدل الفقر والبطالة هنا بصورة كبيرة، والتباين مع الأجزاء النشطة في المدينة واضح للغاية.

وأدرك صناع السينما الهندية أن بولندا يمكن أن تكون خلفية لمزيد من الإنتاج الرائع، بالإضافة إلى كونها صالحة للأفلام التاريخية. وتم تصوير 4 أفلام للسينما الهندية في كراكوف حيث وفرت المدينة التاريخية القديمة أماكن تصوير الرقص التقليدي ومشاهد الحب الهندية الشهيرة.

وقالت ماغدالينا سروكا، نائبة رئيس بلدية كراكوف، إنه «لا يمضي شهر دون تصوير أفلام». كما تستفيد المنطقة ماليا، حيث تقدر عائدات تصوير الأفلام في عام 2011 بنحو 70 مليون زلوتي (17 مليون يورو).