من الأشياء التي تحسب لصالح الرئيس الأميركي باراك أوباما هي قدرته على الدعاية النشطة والذكية لنفسه، فهو أول من استخدم وسائل التواصل الاجتماعي بكثافة وبذكاء لصالحه. وهو أيضا عرف كيف يجند أبرز نجوم هوليوود لدعمه، والأمثلة كثيرة؛ فمن جورج كلوني إلى سارة جيسيكا باركر ومات دايمون وبن أفليك وتوم هانكس، القائمة طويلة وبراقة وذات شعبية كبيرة، وهذا هو المهم. ومؤخرا حاول المرشح الجمهوري ميت رومني استخدام طريقة أوباما ولكن الأمر انقلب عليه، فقبل يومين استعان بالممثل جون فويت ليلقي كلمة لمساندته، ولكن فويت لا يملك اللمعان ولا المكانة التي تشد إليه الجماهير، وأخذ عليه الخصوم بسرعة خطأه في تذكر اسم الرئيس الفنزويلي هيوغو شافيز، حينما قال إن أوباما و«معلميه» يعرفون حرفية استخدام الدعاية، وضرب المثل بـ«سيزار شافيز الذي سيطر على الإعلام في فنزويلا».
ولعل معسكر رومني كان يأمل أن الفنان التالي في قائمة الداعمين ستخرس النقاد، فالنجم هو المخضرم كلينت إيستوود (82 عاما)، الذي لا يزال يستمتع بشهرة كبيرة في أميركيا خاصة. ولكن الأمر هذه المرة أيضا تحول إلى مادة لتندر الصحافة والفنانين أيضا. ظهر إيستوود أول من أمس على المنصة، وأجرى حوارا مع مقعد فارغ أمامه، على اعتبار أنه يتحدث إلى أوباما، وقال: «سيدي الرئيس كيف تتعامل مع وعود قطعتها على نفسك خلال حملة ترشحك للرئاسة؟ أعني ماذا ستقول للناس؟»، واستطرد ليؤنب أوباما على الحرب في أفغانستان ناسيا أن قرار الحرب في أفغانستان كان قد اتخذه الرئيس السابق جورج دبليو بوش. وتحدث إيستوود أيضا عن أوبرا وينفري، التي تساند حملة أوباما بشكل قوي، وعن وعد أوباما بإغلاق غوانتانامو والحرب على العراق، وذكر أيضا المحامين من خلال قوله إن المشتغلين بالمحاماة لا ينبغي عليهم الترشح للرئاسة، ونسي أن رومني مثل أوباما درس القانون بجامعة هارفارد.
الرد على إيستوود صدر فورا من حملة أوباما من خلال تغريدة على صفحته الرسمية على «تويتر»، حيث وضعت صورة لأوباما، وهو جالس على مقعد الرئيس، خلال اجتماع في البيت الأبيض، وكتب فوقها «هذا المقعد مشغول»، في إشارة إلى المقعد الفارغ الذي حاوره إيستوود.
ومن جانبها، غردت نانسي لي غراهان بطلة مسلسل «جنرال هوسبيتال»، قائلة: «كنت في الماضي أنتظر أن يضفي إيستوود السرور على حياتي، ولكني الآن أريده أن يتناول أقراصه الطبية وأن يكون ممتنا أنه لا يحتاج لتأمين طبي»، في إشارة إلى مشروع التأمين الصحي الشامل الذي يدعمه أوباما ويعارضه الجمهوريون. أما المذيعة ستار جونز فغردت: «لا أصدق أني رأيت للتو ديرتي هاري (شخصية اشتهر بتمثيلها إيستوود) يتحول إلى هاري المخمور على منصة مؤتمر الحزب الجمهوري. لقد أهان نفسه».
ورد معسكر رومني على الانتقادات، حيث ظهرت المتحدثة باسم حملته غايل غيتشو في برنامج «بيرس مورغان» على محطة «سي إن إن»، وقالت: «إيستوود أيقونة أميركية لا يمكنكم النظر إليه من نفس المنظور الذي ترون به السياسيين الآخرين.. إنه كلينت إيستوود».