معرض بالرباط يحتفي بالحضارة العربية في أميركا اللاتينية

شارك فيه 23 مصورا من مختلف دول القارة

TT

تستضيف الرباط معرضا دوليا عن تاريخ الوجود العربي في دول أميركا اللاتينية، ويوثق هذا المعرض من خلال مجموعة صور التقطها 23 مصورا من مختلف دول القارة، مظاهر التداخل بين الحضارتين العربية واللاتينية، كما يبرز العلاقات التاريخية بين المنطقتين، والتراث الثقافي والعلمي الذي نقله العرب إلى تلك القارة، منذ وصول المهاجرين العرب الأوائل من سوريين ولبنانيين وفلسطينيين ذهبوا للاستقرار في أميركا الجنوبية أواخر القرن التاسع عشر.

وقال حسن الزعيم، مدير دار الفنون التي تحتضن المعرض، إن «المعرض دليل على وجود حضارة عربية في أميركا اللاتينية، وهو ما يجب أن يدفعنا للتفكير في التنوع الثقافي للمنطقة».

وتم تدشين هذا المعرض لأول مرة في مايو (أيار) عام 2005 في برازيليا، وذلك خلال أول قمة عربية لاتينية، ثم بدأ جولته في عدد من المدن في بلدان أميركا وأوروبا وأفريقيا، قبل أن يستقر في «معهد الدراسات الإسبانية والبرتغالية» التابع لجامعة محمد الخامس بالرباط، واستعير اسم المعرض من طريقة نطق المهاجرين العرب الأوائل لاسم أميركا «أميرك».

وذكرت فاتحة بنلباه، مديرة معهد الدراسات الإسبانية والبرتغالية، أن مجتمعات أميركا اللاتينية احتضنت بقوة الوافد العربي، مما شكل نموذجا إنسانيا حقيقيا للتمازج الثقافي والاندماج الحضاري، وهذا ما ساعد المهاجرين العرب على نسج روابط وطيدة مع مضيفهم في مختلف دول أميركا اللاتينية.

يشار إلى أن عدد العرب في دول أميركا اللاتينية يتجاوز 17 مليونا، أغلبهم من سوريا ولبنان وفلسطين، يتوزعون أساسا بين الأرجنتين والبرازيل وفنزويلا وكولومبيا. ويعود تاريخ الهجرة العربية لدول أميركا الجنوبية إلى عام 1850، حيث شهدت هجرة قوية للعرب الذين كانوا يعيشون في ظل الإمبراطورية العثمانية والذين فروا من هذه السلطة نحو الدول اللاتينية.

ودعا أحمد أبو سعيد، القائم بأعمال سفارة فنزويلا في الرباط، إلى ضرورة عمل القيادات السياسية في أميركا اللاتينية من جذور عربية على تغيير وجه التاريخ في أميركا الجنوبية لصالح القضايا العربية العادلة، وقال أبو سعيد لـ«الشرق الأوسط»: «العرب استطاعوا الوصول إلى مواقع القرار، فقد تعاقبوا على رئاسة دولة الإكوادور مرتين، وعلى رئاسة كولومبيا كذلك، وفي فنزويلا نائب رئيس الجمهورية ووزير العدل ووزير الداخلية ومجموعة من مؤسسات الدولة الرئيسية في أيدي أشخاص من أصول عربية، مما يجعل فكرة تغيير سياسة دول أميركا اللاتينية تجاه الدول العربية ممكنة جدا».

ويحتوي المعرض على صور فوتوغرافية تؤرخ للهجرة العربية للدول اللاتينية منذ عام 1930، وتبين طريقة عيش العرب في مهجرهم، والمهن التي زاولوها هناك، كما تسلط الأضواء على الاندماج العربي في الحياة الاجتماعية من خلال وجود نواد رياضية عربية والمساجد والمراكز الثقافية، إضافة إلى انتشار مطاعم تقدم مأكولات عربية عريقة.