مطربة لبنانية تدعو جمهورها إلى محاسبة فنها وليس صبغة شعرها

أميمة الخليل لـ«الشرق الأوسط»: لم أغير معتقداتي أو مبادئي وأثق بقدرة الجمهور على مواكبة التغيير

TT

استغربت الفنانة أميمة الخليل توقف الجمهور اللبناني والعربي عند التفاصيل الصغيرة للعمل الجديد الذي قدمته مع زوجها الموسيقي هاني سبليني، كصورتها بشعرها الاصهب للاعلان عن العمل، معتبرة انها من مستلزمات الطلة الجديدة. ورفضت في حديث لـ«الشرق الأوسط» ان تظل محصورة في اطار الاغنية الملتزمة التي سبق أن قدمتها مع الفنان مارسيل خليفة، وان كانت قد نفت الشائعات التي روجت لانفصالها الفني عنه مضيفة «لأن معتقداتي ومبادئي لم تتغير». وابدت اميمة اسفها لان النقد الذي طاولها لم يتطرق الى المستوى الموسيقي لاعمالها فجاء خالياً من الموضوعية، ومعتمداً على كون اسم زوجها غير معروف في الوسط الفني.

وفي ما يلي نص الحديث:

* طالما عرفك الجمهور من خلال الاغنية الملتزمة مع مارسيل خليفة، وفوجئنا بك في لون غنائي مختلف مع طلة جديدة تميزت بالشعر الاصهب. فهل جاء التغيير لأن الاغنية الملتزمة لا تساعد صاحبها على الوصول الى ما يحلم به ام ماذا؟

ـ التغيير الذي حصل لا يؤثر على قناعاتي الانسانية او السياسية او لانني اريد الابتعاد عن الاغنية الملتزمة. كل ما في الامر انني كنت دائماً اتوق الى تقديم اعمال مختلفة عن القالب الذي تعودت عليه، شرط ان تكون متميزة ولا تشبه غيرها. لذا عندما سنحت لي الفرصة مع الملحن هاني سبليني ـ الذي هو زوجي في نفس الوقت ـ ووجدت شركة انتاج تقتنع بفكرتي هي «Talkies»، اقدمت على تنفيذها. ومع ذلك فقد استغرق اعداده سنتين، لانني ارفض السرعة لمجرد انجاز عمل عصري، وقد جاء تغيير لون شعري وطلتي ليتناسب مع الجو العام للعمل، بناء على التوزيع الموسيقي الذي اعده هاني.

* اذا انت لم تقصدي الانفصال الفني عن مارسيل خليفة او الخط الموسيقي الذي عرفت به؟

ـ كلا، كل ما في الامر انني وجدت عملاً موسيقياً متكاملاً، اردت تقديمه الى الجمهور. اما بالنسبة الى انفصالي عن فرقة مارسيل خليفة، فهذا كلام عار من الصحة، لان عملي مع مارسيل سيستمر كما هو وبالصيغة السابقة وسيواكب اي عمل جديد اقوم به. وهنا احب توضيح نقطة جرى تداولها بشكل خاطىء ومفادها انني لم اختر العمل بارادتي مع مارسيل في البداية بسبب صغر سني، بينما من المؤكد انني اخترت البقاء معه طوال عشرين سنة بعد ان وجدت في فنه واسلوبه ما يناسب قناعاتي ومبدئي.

* بناء على ما ذكرته الا تعتقدين ان عملك مع مارسيل خليفة ظلمك، وصعب عليك الظهور بشكل جديد ومختلف؟

- كلا، لان ردود الفعل من جمهوري القديم كانت ايجابية. صحيح انها عبرت عن استغرابهم واحساسهم بالمفاجأة، لكنها والحمد لله لم تترافق مع اللوم او الاعتراض على ما قدمته. اما الرفض القاسي للعمل، فجاء من قبل الجمهور المتعصب للون غنائي معين، وكلنا يعرف ان التعصب يمنع صاحبه من اطلاق الاحكام العادلة والموضوعية.

* يعني انك لا تعتبرين ان طلتك الجديدة ستسبب ارباكاً للجمهور الذي تعود عليك ضمن اطار معين؟

ـ يجب على الجمهور ان يفكر بموضوعية وينسى انني أميمة التي غنت «عصفور» وغيرها من الاغنيات الوطنية، وينظر الي بناءً على الموسيقى التي اقدمها، والتي برأيي لم يختلف مستواها الفني عن اي عمل سبق ان قدمته. وانا ادعو الناس الى محاسبتي على النص والموسيقى المعتمدة، اضافة الى التقنية المتبعة، ليس على شكلي المختلف. لكنني بكل اسف وجدت ان هناك من يستسهل انتقاد العمل لان مؤلفه الموسيقي ـ هاني سبليني ـ اسم غير معروف تماماً في الوسط الفني ومن دون ان ينظر للقيمة الموسيقية للعمل والجهد المبذول فيه، وهذا ما اتمنى تغييره.

* اذا كان غرضك تقديم عمل جديد، لماذا اعتبرت اغنية «يا حبيبي» لاسمهان وصورتها «فيديو كليب» للترويج لهذا العمل، هل اردت الاستفادة من جمهورها ومحبيها في انطلاقتك الجديدة؟

ـ اختيار الاغنية جاء بناء على طلب شركة الانتاج التي لمست نجاحها عندما اديتها في اعلان تجاري، وهكذا كان. وقد دفعتنا ظروف عدة الى تصويرها وطرحها في الاسواق خوفاً من المنافسة، لكننا لم نقصد ابداً ان تستغل لترويج للعمل. كذلك لم نهدف عبر هذا الاختيار الى جذب الجمهور بناء على تاريخ الاغنية وشهرتها، برأيي ان هذه الوسيلة فاشلة لانني ارفض تأدية اغنية معروفة كما هي من دون تغيير. فاللحن الجميل ليس كافياً للوصول الى الناس حتى لو كان معروفاً ومحبوباً، لذلك قام هاني بادخال اضافات كثيرة على هذه الاغنية ومنها آلات النفخ والوتريات وجمل موسيقية كاملة، واؤكد انه لو لم يتم ادخال التعديلات على الاغنية لما كنت اخترتها.

* وماذا عن استعمال اليويو في الفيديو كليب، هل يدخل ذلك ضمن اطار العمل الفني؟

ـ أكيد فاليويو استخدم كغرض فني بحت ولاعتبارات جمالية تتناسب مع نوعية الموسيقى الـ«FUNKY» المعتمدة، وقد يكون له معنى او لا. ولا يجب التوقف عنده لانه من ضمن التفاصيل المكملة والتي لا يجب ان تلهي الناس عن مضمون العمل الذي اعتز به وأثق بمستواه الفني الراقي.

* لكن وجوده صدم المشاهدين واثار استغرابهم فهل ندمت على ذلك؟

ـ بالنسبة الى الفن الحقيقي هو الذي يصدم الناس، صحيح ان ذلك لم يكن هدفنا لكنه حصل. فأنا ارفض ان اظل اسيرة فكرة ضيقة خوفاً من خسارة جمهوري، لانني أثق به وأثق بالعمل الذي قدمته. واعلم عن يقين انه متى استمع الناس الى شريطي الجديد بتجرد فإنه سيلقى اعجابهم ومباركتهم. واحب ان اضيف انني لم اغير طريقة غنائي السابقة ولم اصبغ شعري بالاحمر او استعمل اليويو لاحاول العصرنة، لذلك اعلن وبكل ثقة انني لم اندم على اي تغيير قمت به ولن اتخلى عن هذا العمل او مضمونه والذي اعتبره اول عمل فني متكامل في العالم العربي وانا آمل الكثير منه.

* لاحظنا ان المؤسسة اللبنانية للارسال هي التي تولت عرض الفيديو كليب «يا حبيبي» كما كانت اول من قدمك بطلتك الجديدة الى الجمهور عبر برنامج «يا ليل يا عين» فهل نستشف من ذلك وجود عقد بينك وبين المؤسسة؟

ـ لا يوجد عقد مباشر بيني وبين الـ«LBCI»، بل هناك عقد بين شركة «Talkies» للانتاج وبين المحطة التلفزيونية. وانا لم امانع بعد اطلاعي عليه، لانه لا يلزمني بأي شيء، ولا حتى بنوع الغناء المفترض ان اقدمه. كل ما في الامر انهم يتولون الترويج لاعمالي وتصوير حفلاتي لمدة 3 سنوات من دون ان يمنعوني من الظهور على شاشة المحطات الاخرى واجراء المقابلات معهم بشرط ان تكون لهم الاولوية طبعاً.